Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف صاروخي وانفجارات وسط الخرطوم واشتباكات بأم درمان

بعثة حقوق الإنسان الدولية تبدأ تحقيقاتها ولعمامرة وغراندي إلى السودان

تواصلت المعارك والمواجهات والقصف الصاروخي والمدفعي المتبادل في عدد من مناطق الخرطوم (أ ف ب)

ملخص

قصف صاروخي وانفجارات في الخرطوم والحرب على أبواب شرق السودان

للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منتصف أبريل (نيسان) الماضي، تطرق الحرب أبواب إحدى ولايات شرق السودان بوقوع مواجهات واشتباكات عنيفة بين رتل من قوات "الدعم السريع" على تخوم منطقة الفاو، تبعد 62 كيلومتراً من مدينة القضارف عاصمة الولاية، في وقت تتواصل فيه المعارك والمناوشات بالخرطوم وعدد من الولايات الأخرى، بعد تمدد الحرب إلى دارفور وكردفان بغرب السودان، والجزيرة، وأجزاء من ولايتي النيل الأبيض وسنار وسط السودان.

مواجهات الفاو

وشهدت محلية الفاو بولاية القضارف مواجهات عنيفة بين طرفي الصراع في المنطقة التي تضم حامية صغيرة للجيش. وكشفت مصادر ولائية عن أن "الدعم السريع" قامت بعملية عسكرية قرب المنطقة ونصبت كميناً لقوة تتبع للجيش في قرية البويضاء في محلية الفاو.

وأعلن تجمع شباب ولاية القضارف أن الجيش تمكن من التقدم في مناطق شرق الجزيرة وتعامل مع قوة من "الدعم السريع" كانت تعتزم مهاجمة مدينة الفاو، غير أنه تم التصدي لها وتشتيت عناصرها.

تصد وتعزيزات

وأشار بيان للتجمع إلى أن قوة من "الدعم السريع" تجمعت وتحركت من مدينة ود مدني والقرية 40 على بعد 70 كيلومتراً من الفاو بدافع الثأر والانتقام لما تعرضت له، غير أن الجيش والمستنفرين تمكنوا من صدها عبر كمين محكم وكبدوها خسائر كبيرة. ولفت البيان إلى أن الجيش دفع بتعزيزات كبيرة وتقدم ونشر ارتكازات جديدة، كما أن المقاومة الشعبية بمحلية الفاو استنفرت قواتها وسلاحها وجهزت سيارات لإسناد الجيش في حال أي تهديد جديد، مشيراً إلى عودة الهدوء إلى مدينة الفاو وقراها بعد توقف الاشتباكات.

صواريخ وانفجارات

وفي العاصمة الخرطوم، تواصلت المعارك والمواجهات والقصف الصاروخي والمدفعي المتبادل في عدد من المناطق والجبهات. وشنت قوات "الدعم السريع" هجمات صاروخية عنيفة من مواقعها في منطقة شرق النيل باتجاه مقر القيادة العامة للجيش، وسمعت أصوات انفجارات قوية بمنطقة وسط الخرطوم. ورد الجيش بالمدفعية الثقيلة مستهدفاً تجمعات "الدعم السريع" في شرق النيل ومحيط المدينة الرياضية وجنوب الحزام، كما قصفت مدفعية الجيش، من قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان، مواقع تجمعات قوات "الدعم السريع" شمال الخرطوم بحري.

اشتباكات برية

وتواصلت في أم درمان الاشتباكات البرية نتيجة عمليات التمشيط التي تقوم بها القوات الخاصة من الجيش وهيئة العمليات بجهاز الأمن والاستخبارات الوطني. وأوضحت مصادر ميدانية أن الجيش تمكن، بعد مواجهات شرسة، من دخول استاد الهلال وطرد عناصر قوات "الدعم السريع" الذين كانوا يتخذونه ثكنة عسكرية.

وسط هذه الأجواء، سخر عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش من الكلام عن إمكان نشوب حرب أهلية في السودان على خلفية التحذيرات التي أطلقتها تنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم" عقب إعلان المقاومة الشعبية المسلحة. وهنأ العطا، خلال مخاطبته عسكريين في قاعدة وادي سيدنا العسكرية، قوات الجيش على انتصاراتها في مدينة الدلنج بجنوب كردفان وسنار وكل ولايات البلاد.

ووجه العطا رسالة لما سماها بالحاضنة السياسية لـ"ميليشيات الجنجويد" في إشارة إلى تنسيقية "تقدم" وقال "يخيفوننا بالحرب الأهلية، لكنها لن تحدث بفضل قوة وتماسك الجيش الذي يضم كل قبائل السودان، ويهددون الآن الجيش ليخيفونا بالقوات الأجنبية الإقليمية والدولية".

فتنة الحرب الأهلية

ودان حزب الأمة القومي تفجر الصراع القبلي والانتهاكات الجسيمة التي طاولت المواطنين وممتلكاتهم بمدينة الدلنج وتحويل الصراع العسكري إلى صراع قبلي عبر التحشيد والاستقطاب المتبادل من جانب الطرفين للمكونات القبلية. وحمل الحزب "فلول النظام البائد كامل المسؤولية عن زرع الفتنة بين القبائل والسعي إلى تحول الحرب الدائرة إلى حرب أهلية"، مطالباً قبيلتي النوبة والحوازمة بضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار لدعوات الدخول في الصراع العسكري، والحفاظ على السلم الاجتماعي، مناشداً الإدارات الأهلية التدخل لاحتواء الفتنة القبلية وحقن دماء المدنيين وإعادة التعايش بين القبيلتين وتفويت الفرصة على المتربصين بالمنطقة. وطالب الحزب الجيش وقوات "الدعم السريع" عدم الزج بالقبائل والمدنيين في الصراع العسكري مناشداً الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو المساهمة البناءة في احتواء الصراع ومنع تمرير مخطط زرع الفتنة القبلية بمحلية الدلنج وتفجير المنطقة.

وشهدت مدينة الدلنج، خلال هذا الأسبوع، أحداث عنف دامية بين الأطراف العسكرية في ما بينها وبين المكونات القبلية في المدينة.

أخطر المنعطفات

في السياق، رأى أستاذ العلوم السياسية رفعت مختار أن حرب السودان قد وصلت إلى ذروة تعقيداتها وتتجه نحو أخطر منعطفاتها بضرب التماسك والتعايش المجتمعي، من ثم خلخلة مقومات الدولة ككيان وشعب، بصورة يصعب معها الحديث عن إعادة تأسيس الدولة في حال استمرار الحرب، وشدد مختار على أن البلاد وصلت اللحظة الحرجة التي يجب أن تتوقف فيها الحرب قبل نقطة اللاعودة، مما يعني أن الوقف الفوري لهذه الحرب عبر التفاوض هو أكثر ما تحتاج إليه البلاد. وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الحروب التي عاشها الشعب السوداني طوال تاريخه منذ عام 1955 انتهت كلها على طاولة التفاوض.

زيارات أممية

في التحركات ينتظر أن يصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة السودان خلال هذ الأسبوع. وكان لعمامرة قد استهل مهمته بلقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالقاهرة، وأطلعه على رؤيته في شأن تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفاعلة في السودان مدنية كانت أم عسكرية بهدف وقف الحرب والعودة لعملية سياسية شاملة تنهي أخطار الصراع في السودان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد الأمين العام للجامعة العربية ثقته في قدرات المبعوث الأممي، وعلاقاته المتوازنة مع الأطراف كافة من أجل التوصل إلى حلحلة للأزمة السودانية. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي إن أبو الغيط أكد خلال لقائه المبعوث الأممي للسودان بالقاهرة على المحددات التي ترسم موقف الجامعة العربية من الأزمة في السودان، وعلى رأسها ضرورة وقف الحرب في أسرع وقت، والحفاظ على أرواح السودانيين وحماية المؤسسات الوطنية، وإطلاق حوار وطني سوداني شامل.

رؤية للتقارب

ويتوقع أن يبدأ، أيضاً، المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة فيليبو غراندي زيارة إلى السودان، هذا الأسبوع، لبحث تداعيات الحرب. وبحثت نائبة المفوض السامي فاطمة محمد، مع مفوض العمل الإنساني بالسودان، ترتيبات زيارة المفوض السامي والتعاون بين المفوضيتين في ما يخص معسكرات اللاجئين وحركة النزوح الكثيفة التي شهدتها البلاد.

التحقيق الدولي

في الأثناء، بدأت البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في شأن الوضع في السودان برئاسة محمد شاندي عثمان بالتحقيق في ما ارتكب من انتهاكات لحقوق الإنسان في السودان، وطلبت البعثة، من الأفراد والجماعات والمنظمات السودانية، تزويدها بما لديهم من معلومات حول الانتهاكات بما فيها الجرائم المرتكبة ضد اللاجئين والمتعلقة بالنزاع الذي اندلع بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منتصف أبريل الماضي، وذلك قبل نهاية يونيو (حزيران) المقبل.

وأجاز مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قراراً بإنشاء لجنة دولية مستقلة للتقصي والتحقيق في شأن انتهاكات حقوق الإنسان من أي من طرفي الحرب الحالية.

المعلومات المباشرة

وأكدت البعثة اهتمامها بـالمعلومات المباشرة من الناجين وأقاربهم والشهود الذين يمكنهم تبادل المعلومات حول أعمال العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والهجمات ذات الدوافع العرقية على المدنيين، والقصف الجوي العشوائي، وتجنيد واستخدام الأطفال في النزاعات المسلحة، وأعمال سوء المعاملة، والظروف التي تهدد الحياة التي يواجهها المعتقلون، ونهب وحرق وتدمير القرى والبلدات، ونهب القوافل الإنسانية ووكالات الإغاثة والقيود على وصول المساعدات الإنسانية.

وأوضح البعثة أنها ستقدم نتائج تحقيقاتها وتقاريرها في الدورة الـ56 للمجلس في يونيو المقبل، إلى جانب تقديمها تقريراً شاملاً للمجلس عن النتائج التي توصلت إليها في الفترة بين سبتمبر (أيلول) وأكتوبر المقبلين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات