ملخص
تنصح بنوك عالمية بمواصلة شراء الذهب الفترة المقبلة وتوقعات بارتفاع أسعاره في 2024 إلى 2200 دولار للأونصة
تجتمع اليوم سبعة أسباب لتجعل من شراء الذهب فرصة ربح أكيدة، فبينما تتباين وجهات نظر البنوك الاستثمارية العالمية حيال السعر المتوقع للأوقية (الأونصة) في 2024، إلا أنها تتفق على صعود المعدن الأصفر خلال الأسابيع المقبلة، بدعم عديد من المحفزات، تبدأ من الضعف المتوقع في الدولار مع خفض أسعار الفائدة الأميركية، وتصل إلى الأخطار الجيوسياسية التي يعمل خلالها الذهب على نحو جيد.
وتشير أبرز توقعات البنوك العالمية لما سيكون عليه سعر الذهب في 2024، إلى صعود مريح للمعدن الفترة المقبلة، مدفوعاً بمواصلة الشراء في قطاع التجزئة، بخاصة من جانب من ربحوا العام الماضي 15 في المئة من اقتناء وحيازة المعدن، إذ ارتفعت الأوقية إلى 2078 دولاراً بنهاية 2023، إضافة إلى الخفض المتوقع في أسعار الفائدة الأميركية، ومواصلة البنوك المركزية شراء الذهب، علاوة على أسواق الأسهم باهظة الثمن والمعرضة لخطر الخفض.
توقعات أسعار الذهب في 2024
وتتباين توقعات البنوك العالمية لما ستكون عليه أسعار الذهب في 2024، إذ يتوقع أن يسجل الذهب سعراً بين 1975 و2200 دولار للأوقية، فيرى بنك "جي بي مورغان" أن متوسط أسعار الذهب العام الحالي 2175 دولاراً، لأسباب يرجعها البنك إلى خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام، بينما يعتقد بنك "مورغان ستانلي" أن متوسط سعر الذهب سيسجل 2019 دولاراً لذات الأسباب، مضاف إليها الأخطار الجيوسياسية التي يشهدها العالم ويتوقع استمرارها، في حين يبدو "بنك أوف أميركا" الأكثر تشاؤماً حيال السعر، فيقدر متوسط أوقية الذهب عند مستوى 1975 دولاراً، بعكس بنك "يو بي أس" السويسري الذي يرجح رؤية سعر الذهب في 2024 عند مستوى 2150 دولاراً للأوقية في المتوسط بحلول نهاية العام، ومثله بنك "ويلز فارغو" الذي قال في مذكرته البحثية الأخيرة، إن متوسط سعر الذهب سيصل إلى 2200 دولار بنهاية 2024.
في مذكرة بحثية، يقول محلل الثروات الخاصة في "بي أف سي"، أدريان سبترز، إن خطر الحروب والتوترات السياسية في العالم، تعزز من فرص الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، ومن ذلك يشرح كيف ارتفع المعدن بعد الغارات الأميركية – البريطانية الأخيرة على مواقع الحوثيين في اليمن، بنسبة 1.4 في المئة من 2030 دولاراً للأوقية إلى 2057 في الـ11 من يناير (كانون الثاني) الجاري.
ويلفت محلل الثروات، إلى استشعار أسواق النفط حالة القلق في شأن التدفقات. ويرى أن ظروفاً كهذه تنشط خلالها المعدن الأصفر، فيجذب المشترين الذين يريدون بديلاً للأصول عالية الأخطار، فغالباً ما يتدفق المستثمرون على الذهب خلال الاضطرابات الجيوسياسية بسبب وضعه كمخزن للقيمة وسط اضطرابات السوق، مضيفاً "يوضح هذا التصعيد كيف يمكن للأحداث على الجانب الآخر من العالم أن تحرك أسعار السلع، ولعل فهم هذه الديناميكيات يمكن أن يساعد المستثمرين على وضع أنفسهم في أوقات عدم اليقين".
مواصلة البنوك المركزية الشراء
لكن محلل مجلس الذهب العالمي لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، كريشان جوبول، يرى أن هناك أسباباً إضافية تدعم صعود أسعار الذهب في 2024، من بينها مواصلة البنوك المركزية شراء المعدن، إذ كان صافي المُشترى 44 طناً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ويتوقع استمرار هذا الاتجاه خلال العام الحالي، مضيفاً "البنوك المركزية أسهمت بما يتراوح بين 10 و15 من مشتريات الذهب عالمياً العام الماضي... يتوقع استمرار ذلك المسار"، إذ يشير تحليل مجلس الذهب العالمي، إلى أن الطلب الأكبر على الذهب يأتي من الأسواق الناشئة التي تعاني على الأرجح عملاتها مشكلات مع الدولار الأميركي.
ضعف الدولار وتراجع الفائدة
وتؤشر التوقعات إلى خفض أسعار الفائدة الأميركية العام الحالي وبدء دورة التيسير النقدي إلى اتجاه المستثمرين إلى البحث عن فرص بديلة بعيداً من العوائد المخفضة على الأموال، إذ يتوقع خفض الفائدة قرابة 200 نقطة أساس بحلول نهاية العام، وفق مذكرة شركة "أي بي سي" الأكبر في أستراليا بقطاع تداول الذهب، مشيرة إلى أن أخطار الركود والتوقعات بضعف الدولار أمام العملات بسبب خفض الفائدة، أحد أبرز الأسباب التي يرجح أن تدفع أسعار الذهب صعوداً العام الحالي.
خطر خسارة الأسهم
وتتحدث مذكرة الشركة الأسترالية، عن خطر خفض الأسهم باهظة الثمن في 2024، وهو سبب آخر يدعم ارتفاع الطلب على الذهب العام الحالي، وتقول "إحدى أفضل سمات الذهب هي أداؤه المتفوق في فترات تجنب المخاطرة، عندما تميل أسواق الأسهم إلى التراجع، وتشير الأبحاث التي أجراها مجلس الذهب العالمي وبيوت الاستثمار الأخرى إلى أن الذهب كان أفضل فئة من الأصول أداء في فترات خفض الأسهم".
المعركة مع التضخم لم تحسم
ويطل التضخم سبباً آخر لارتفاع أسعار الذهب في 2024، وفق مذكرة الشركة، فبينما تراجعت معدلات التضخم على مدار عام 2023، فمن السابق لأوانه الإعلان عن انتهاء المعركة، والواقع أن معدل التضخم الرئيس في الولايات المتحدة لا يزال عند مستوى 3.1 في المئة في حين يبلغ معدل التضخم الأساس والمتوسط أربعة و5.2 في المئة على التوالي، ونظراً إلى أن الذهب والفضة يميلان إلى الازدهار في فترة التضخم المرتفع (يبلغ متوسط مكاسب الذهب السنوية ما يقارب 15 في المئة، ومتوسط مكاسب الفضة السنوية أقرب إلى 18 في المئة عندما يكون التضخم ثلاثة أو أعلى)، يتوقع أن يحظى الذهب بدعم جيد من قبل هؤلاء المستثمرين الذين يبحثون عن تحوط موثوق به ضد ارتفاع التضخم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفعت أسعار الذهب في جلسة نهاية الأسبوع الجمعة، مع تزايد المخاوف من تفاقم الصراع في الشرق الأوسط بسبب الضربات الجوية على الحوثيين في اليمن، مما أدى إلى ارتفاع جاذبية المعدن الأصفر النفيس باعتباره ملاذاً آمناً، إذ صعد المعدن في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 2034.84 دولار للأوقية، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب واحداً في المئة إلى 2039.10 دولار، وهو ما جعل كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في "أواندا" كيلفن وونغ، متوقعاً تركز الاهتمام على التوتر الجيوسياسي المتزايد الذي يرى أنه كلما تصاعد درجة "يدعم أسعار الذهب فوق المتوسط المتحرك لمدة 50 يوماً البالغ 2015 دولاراً".
على الأرجح ستظل السبعة أسباب التي تشمل ضعف الدولار وتراجع الفائدة واحتمالات خسارة الأسهم وبقاء التضخم مرتفعاً، إلى جانب مواصلة البنوك المركزية شراء الذهب والتوترات الجيوسياسية ومواصلة طلب قطاع التجزئة على حيازة المعدن النفيس دافعة بقوة لصعود أسعار الذهب خلال العام الحالي إلى مستويات أعلى مما هي عليه في الوقت الراهن.