Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السودان يعلق وساطة "إيغاد" وسط احتدام المعارك

الجيش يعزز تقدمه بأم درمان و"الدعم السريع" تسعى للزحف شمالاً والبرهان يوافق على لقاء "تقدم" والمبعوث الأممي يواصل جولته

متطوع يعدّ الطعام لتوزيعه على الناس في أم درمان (رويترز)

ملخص

الجيش يكثف قصفه الجوي بالولايات ويكسب أراضي جديدة بأم درمان

قالت وزارة الخارجية السودانية في بيان اليوم الثلاثاء، إن السودان علق تعامله مع الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) التي توسطت لإنهاء القتال الدائر منذ أشهر بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية.

وكانت "إيغاد" عرضت التوسط بين قائدي الجيش و"الدعم السريع" بطرق تشمل استضافة اجتماع، وهو ما وافق عليه الجانبان.

وتواصلت المعارك والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في مواقع وجبهات عدة داخل العاصمة السودانية الخرطوم وخارجها، وجددت مدفعية "الدعم السريع" قصفها المدفعي العنيف على مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، بينما ردّ الجيش بقصف مصادر النيران بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية والمسيرات في ضواحي أحياء بري والمنشية شرق الخرطوم، وأيضاً منطقة جنوب الحزام والمدينة الرياضية وأرض المعسكرات.

واستهدفت المقاتلات الحربية تجمعات "الدعم السريع" في محيط مدينة المجلد غرب كردفان، ومناطق وجودها شرق ولاية الجزيرة وجنوبها وبعض أحياء مدينة ود مدني والنيل الأبيض وغرب كردفان. وجدد الطيران غاراته على مواقع هذه القوات في معسكر عيسى بشارة وداخل المزارع شمال شرقي مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض وسط السودان.

وأفيد بأن قوات برية من الجيش نصبت كمائن لـ"الدعم السريع" في منطقة دار السلام بولاية الجزيرة لمنع تقدمها نحو مدينة المناقل 60 كيلومتراً غرب ود مدني.

تهديد شندي

في المقابل، بثت قوات "الدعم السريع" مقاطع فيديو وصوراً من داخل منطقة النقعة والمصورات الأثرية شمال الخرطوم، تتحدث فيها عن زحفها نحو مدينة شندي كبرى مدن ولاية نهر النيل. ولفتت، في هذه الفيديوهات والصور على منصة "إكس"، إلى أنها توثق انحياز آلاف الشرفاء من القوات المسلحة من الفرقة 22 مشاة بمدينة بابنوسة غرب كردفان، وانضمامهم إلى "الدعم السريع" بالولاية.

وفي مدينة أم درمان، تواصلت المواجهات والاشتباكات البرية بين الجانبين في الأحياء الجنوبية للمدينة القديمة، وفي منطقة الملازمين القريبة من محيط الإذاعة والتلفزيون.

دمار

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة تحرك قوات من الجيش من محطة الرومي في شارع الشنقيطي بالثورة صوب أم درمان القديمة، وأوضحت مصادر عسكرية أن الجيش يعزز تقدمه في مدينة أم درمان حيث تمكن من إزالة نقاط ارتكاز "الدعم السريع" من مناطق سوق أم درمان وحي العرب والبوستة. وكشفت صور ومقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي من المناطق التي سيطر عليها الجيش في وسط أم درمان مدى الدمار الكبير والمروع الذي تعرضت له المنازل المنهوبة بالكامل.

في هذا الوقت، أعلن والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة، في خلال لقائه عدداً من القادة العسكريين والتنفيذيين في مواقع انتشار الجيش والقوات المساندة له وسط حشد احتفالي، عن ترتيبات لتنظيم المقاومة الشعبية بالولاية لتصبح سنداً للقوات النظامية في حماية الأحياء.

التزامات البرهان

سياسياً، كشف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار عن موافقة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان على لقاء وفد من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" من دون أن يتم بعد تحديد موعد اللقاء، مؤكداً في الوقت نفسه، أن التزام القائد العام للجيش بلقاء قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" في جيبوتي لا يزال سارياً، ووصف عقار عمليات استنفار المواطنين بأنها سلاح ذو حدين لكن الحكومة تسعى لإدارة هذا الغضب الشعبي. وأكد نائب رئيس مجلس السيادة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن الانتهاكات التي ارتكبتها "الدعم السريع" في السودان تستوجب المحاسبة.

مقترح لـ "إيغاد"

في الأثناء، اقترح رئيس حزب المؤتمر السوداني القيادي في تنسيقية "تقدم" عمر الدقير على منظمة "إيغاد" الشروع في إجراء مشاورات مباشرة مع ممثلين لكل المجموعات المدنية الداعية لوقف الحرب. ورأى الدقير، في منشور على منصة "إكس"، أن المطلوب العاجل من جهود القادة تيسير اتفاق الطرفين المتحاربين على وقف إطلاق النار.

ترجيح اللقاء

في السياق، لم يستبعد أستاذ العلاقات الدولية مرتضى عبدالرحيم أن يتم لقاء البرهان و"حميدتي"، في المستقبل القريب، باعتبار أن راعي اللقاء لا يزال حريصاً على إتمامه، في موازاة عدم إعلان أي من الطرفين رفضه صراحة اللقاء، ولفت إلى أن منظمة "إيغاد" قادرة على تبديد مصاعب الشروط التي يضعها كل طرف، إذ لن تكون المسافة بعيدة لدرجة تمنع اللقاء، مشدداً على أن كلا الطرفين أضحى مدركاً "أن الحرب تكاد تفقد جدواها بالنسبة لأي منهما، كما أن كليهما بات يستشعر حجم المأساة وخطر انقسام البلاد الماثل، والتهديد الحقيقي بانهيار الدولة نفسها".

تجميد العضوية

في المقابل، دعا كيان التيار الإسلامي العريض، في بيان، الحكومة السودانية إلى اتخاذ موقف صارم تجاه ما وصفه بتجاوزات منظمة "إيغاد" المستمرة في حق السودان طوال فترة الحرب الحالية، مطالباً بتجميد عضوية السودان في اتفاقية تأسيس المنظمة، وانتقد البيان دعوة المنظمة "حميدتي" لحضور قمة المنظمة المقبلة.

خطر التقسيم

في الأثناء، لم يستبعد رئيس الحركة الشعبية - شمال عبدالعزيز الحلو أن تؤدي الحرب إلى تقسيم البلاد إلى دويلات عدة في حال لم تتدارك القوى السياسية السودانية الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد ومخاطبة جذور المشكلة. ونفى رئيس الحركة الشعبية، خلال محاضرة له في اختتام دورة معهد التدريب السياسي والقيادي في جوبا عاصمة جنوب السودان، أن يكون للحركة أي علاقة بالحرب الراهنة، أو تحالفات مع أي من طرفي الحرب الحالية، متهماً بعض الجهات، من دون تسميتها، ببث الإشاعات والترويج لتحالف الحركة الشعبية مع "الدعم السريع" تارة، ومع الجيش تارة أخرى.

لقاء في نيروبي

في التحركات، التقى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، بالعاصمة نيروبي، الرئيس الكيني وليم روتو. وقال العمامرة في منشور على منصة "إكس"، إن الرئيس الكيني رحب بمساهمة الأمم المتحدة في حل الأزمة السودانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد روتو، من جانبه، مواصلة منظمة "إيغاد" لعب دور حاسم في الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع في السودان، لافتاً إلى أن كينيا ستظل على استعداد للمساهمة في إنهاء الحرب واستعادة السلام وتشكيل حكم شامل وحماية سلامة السودان.

عودة بلا حدود

إنسانياً، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" عودة فريقها للعمل بمستشفى "ود مدني التعليمي" بولاية الجزيرة.

وكانت المنظمة قد سحبت فريقها بعد تعليق نشاطها في ود مدني على إثر اجتياحها بواسطة قوات "الدعم السريع"، وأشارت المنظمة، على منصة "إكس"، إلى انخراطها في حوار مع كل من حكومة السودان وقوات "الدعم السريع" لضمان وصول موظفيها وحيادية مهمتها الإنسانية، ما أسفر عن عودة فريق أطباء بلا حدود إلى ود مدني.

نداء الخرطوم

واستجابة لـ "نداء الخرطوم" لإعانة المتأثرين بالحرب، تسلمت الولاية دعماً من منظمة "اليونيسف" لتعزيز جهود الطوارئ الصحية في مجالات خدمات الطفولة، تضمّن أدوية ومعدات وأجهزة طبية ومواد الإيواء وأغذية ومعينات للمراكز الصحية والقابلات والمستشفيات. وثمن الوالي المكلف دور "اليونيسف" الكبير في إسناد الدعم الرسمي خلال فترة الحرب، داعياً إلى تواصل جهود المنظمة في مجالات الصحة والتعليم والمياه وإيصالها للمحتاجين لها والمحافظة عليها.

الحياد الصحي

إلى ذلك، أصدرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السـودان إرشادات حول فتح وتشغيل المرافق الصحية في مناطق الاشتباكات العسكرية. وأوضحت النقابة أن الأطباء ملزمون أخلاقياً بمبدأ العلاج من دون أي اعتبارات خاصة بالنوع، أو العرق، أو الجنسية، أو الديانة، أو الآراء السياسية للمرضى، والتركيز على تقديم الخدمات الصحية لمحتاجيها بشكل عادل، وطالبت النقابة الأطراف المسلحة المتنازعة الالتزام بحماية المرافق والكوادر الصحية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وعدم التعرض لها أو اقتحامها أو التواجد داخلها واتخاذها كمرتكز للهجمات العسكرية، وتوفير الحماية للكوادر وضمان عدم تعرضها للخطر.

الممرات والحماية

وشددت الإرشادات على ضرورة فتح ممرات ومسارات آمنة للكوادر الصحية والمرضي والمرافقين، لإيصال الأدوية والمعينات الطبية والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن توفير الموارد والإمكانيات الضرورية لعمل الرعاية الصحية، بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية والمرافق الصحية.

شملت الإرشادات تسهيل الإجراءات الإنسانية المتعلقة بالعمل الصحي، والالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية، وضمان وصول الرعاية الصحية إلى المناطق المتضررة والسماح بإيصال المساعدات الطبية إلى المرافق والمرضى.

المزيد من متابعات