قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الأحد إنها ستنفق 405 ملايين جنيه استرليني (514 مليون دولار) لتحديث نظام صاروخي تستخدمه البحرية الملكية الآن لإسقاط طائرات مسيرة معادية فوق البحر الأحمر.
وذكرت وزارة الدفاع في بيان أنه سيتم تحديث نظام الدفاع الجوي "سي فايبر" بصواريخ مزودة برأس حربي جديد وبرمجيات تمكنه من مواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية.
وقالت وزارة الدفاع إن العقود أرسيت على الوحدة البريطانية لشركة "أم بي دي أي"، وهي مشروع مشترك لصناعة الصواريخ تملكه شركات "إيرباص" و"بي أي إي سيستمز" و"ليوناردو".
وقال وزير الدفاع جرانت شابس في البيان "مع تدهور الوضع في الشرق الأوسط، من الضروري أن نتكيف للحفاظ على سلامة المملكة المتحدة وحلفائنا وشركائنا". وأضاف "كانت منظومة (سي فايبر) في طليعة هذا الأمر، كونها السلاح المفضل للبحرية في أول عملية إسقاط لتهديد جوي منذ أكثر من 30 عاماً".
وأسقطت القوات البحرية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر طائرات مسيرة وصواريخ أطلقتها حركة الحوثي اليمنية هذا الشهر مع اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" إلى أنحاء أخرى من المنطقة.
وشنت الولايات المتحدة ضربات جديدة على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، أمس السبت، وفق ما أعلن الجيش الأميركي، مستهدفة صاروخاً مضاداً للسفن كان "جاهزاً للإطلاق".
وتسعى واشنطن إلى تقليص القدرات العسكرية للحوثيين المدعومين من إيران، لكن بعد أسبوع على ضربات مكثفة ضد أهداف تابعة لهم، لا يزال هؤلاء يشكلون تهديداً، وقد تعهدوا مواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي قرابة الرابعة فجر أمس السبت بتوقيت عدن (01:00 بتوقيت غرينتش)، نفذت "القوات الأميركية غارات جوية على صاروخ حوثي مضاد للسفن كان سيستهدف خليج عدن، وكان جاهزاً للإطلاق"، بحسب ما قالت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان السبت.
وأضاف البيان، "حددت القوات الأميركية أن الصاروخ يمثل تهديداً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، وبعد ذلك ضربت الصاروخ ودمرته دفاعاً عن النفس". وتابع "سيجعل هذا الإجراء المياه الدولية أكثر أمناً وأماناً للبحرية الأميركية والسفن التجارية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
منذ نوفمبر (تشرين الثاني) يشن الحوثيون المدعومون من إيران والذين يسيطرون على أنحاء واسعة من اليمن هجمات على سفن يعتبرون أنها على صلة بإسرائيل، واضعين ذلك في إطار دعم الفلسطينيين في قطاع غزة. ودفعت هجمات الحوثيين كثيراً من شركات الشحن البحري من بينها "ميرسك" الدنماركية إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
ويمر نحو 12 في المئة من التجارة البحرية العالمية عادة عبر مضيق باب المندب المؤدي إلى جنوب البحر الأحمر، لكن عدد الحاويات التي تمر في هذا الممر المائي انخفض بنسبة 70 في المئة منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق متخصصين.
ودفعت هجمات الحوثيين الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) إلى تشكيل تحالف بحري دولي يسير دوريات في البحر الأحمر لحماية حركة الملاحة من هجمات الحوثيين. ووجه التحالف ضربات استهدفت الحوثيين في اليمن للمرة الأولى في الـ12 من يناير (كانون الثاني)، طاولت رادارات وبنية تحتية لصواريخ ومسيرات. ومذاك، نفذت الولايات المتحدة سلسلة ضربات أخرى استهدفت خصوصاً منصات إطلاق صواريخ. وتمثل الضربات التي شنتها واشنطن أمس السبت، السلسلة الخامسة من الضربات الأميركية على الحوثيين في الأسابيع الأخيرة.
وتسعى الولايات المتحدة في الوقت نفسه إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية ومالية على الحوثيين، بعد أن صنفتهم مجدداً على أنهم "تنظيم إرهابي". ومن المقرر أن تدخل هذه العقوبة حيز التنفيذ في الـ16 من فبراير (شباط).
واليمن أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، وقد دمره نزاع عمره نحو عقد تسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ولا يشكل اليمن سوى جزء من صراع أوسع نطاقاً، مما يثير مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي مع دخول الحرب بين إسرائيل و"حماس" شهرها الرابع.