صرّح وزير الدفاع الأميركي بأن على الحكومة البريطانية أن تسترجع مقاتلي "داعش" البريطانيين المعتقلين في سوريا بعد سقوط التنظيم، أو مواجهة احتمال خروجهم من سجونهم وانخراطهم ثانية في أعمال العنف.
وجاء تصريح مارك أسبر، وزير الدفاع الأميركي، خلال زيارته لندن، وأراد من خلاله أن يؤكد وجود أكثر من 2000 مقاتل أجنبي محتجزين حاليا في سوريا بعد سقوط الخلافة، وأن من الضروري القبول بعودتهم إلى بلدانهم لمحاكمتهم فيها.
وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية وافقت على رجوع مواطنيها الذين قبض عليهم في ميادين القتال، فإن المملكة المتحدة أسقطت الجنسية عن بعض هؤلاء مثل الفتاة شميما بيغوم، واشترطت أن يطلب الآخرون مساعدة قنصلية من دول الجوار مثل تركيا.
وشدد وزير الدفاع الأميركي على أن نزع الجنسية لا يحل المشكلة حيث قال:"هذا لا يحسم حقيقة أن هناك مقاتلين أجانب في سوريا، فإلى متى سيبقى هذا الوضع؟"
وأكد أسبر أمام عدد من الصحافيين أنه سيثير هذا الأمر مع المسؤولين البريطانيين خلال زيارته الحالية باعتباره قضية طارئة، وأضاف "أنه وضع غير مقبول، وإلى متى يمكن الحفاظ عليه؟ وجهة نظرنا هي أنه من اللازم استرجاعهم والتعامل معهم في بلدانهم بشكل ملائم، وهذه هي الرسالة لبريطانيا،" وتابع قائلا: "موقفنا هو أنهم يجب أن يعودوا جميعا إلى بلدانهم لمواجهة العدالة."
وتعليقا على خطر المقاتلين المتشددين، الذين قتل بعضهم رهائن بريطانيين وأميركيين، وإمكانية إفلاتهم من معسكرات الاعتقال التابعة لميليشيات كردية، قال أسبر: "إلى متى يمكن حراستهم في هذه المعسكرات من قبل الآخرين؟ أنتم تتكلمون عن عدة آلاف مقاتل، هناك أكثر من 2000 مقاتل أجنبي، جاء الكثير منهم من أوروبا.. هذا هو الوضع."
وردا على سؤال حول سيناريو قيام الميليشيات الكردية مجبرةً بالسماح للمحتجزين بالخروج إذا لم تتم إعادتهم إلى بلدانهم، أجاب وزير الدفاع الأميركي، "لا أعرف، نحن لا نعرف، أليس كذلك؟ ذلك لن يكون وضعا جيدا، لكننا نطلب الكثير من الأكراد الذين يقبضون عليهم، لإبقائهم عندهم. مرة أخرى، كم هو قابل للاستمرار هذا الوضع، وإلى متى يمكن إبقاؤه. "
على صعيد آخر، من المتوقع أن يلتقي أسبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي ينتظر وصوله إلى لندن. ويسود اعتقاد أن بنيامين نتنياهو سيحاجج ضد إجراء مباحثات مباشرة مع إيران مثلما اقترحت الإدارة الأميركية، بينما تستمر المواجهة معها حول برنامجها النووي.
غير أن أسبر صرح بأنه يؤيد إجراء مباحثات مع طهران، بما فيها المبادرة الأخيرة حول هذا الأمر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد قدوم غير متوقع لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى قمة "مجموعة السبع" في بياريتز، لكنه أكد أن إيران "يجب أن توقف نشر الفوضى والإرهاب وكل شيء آخر في المنطقة."
وقال أسبر إنه إضافة إلى الإرهاب، يواجه الغرب تهديدات أخرى، مشيرا بالخصوص إلى روسيا والصين. وفي هذا الصدد قال إن "النظام القائم على القواعد أصبح مهددا وبشكل متزايد من قبل روسيا والصين. فروسيا حاضرة أكثر في حديقتكم الأمامية، لكن علي أن أقول لكم إن الصين تشكل تحديا كبيرا...فبإمكانياتها المضمرة، وحجم البلد، وقوتها الاقتصادية، وخط نموها الاقتصادي، قادرة على تغيير قواعد اللعبة في منطقة المحيط الهادي، ومن ثم في العالم، إذا لم نحاول إجبارها على السير في الطريق الصحيح وواجهنا التحديات التي تثيرها في شتى أنحاء العالم."
وأضاف وزير الدفاع الأميركي: "أظن أننا جميعا في حاجة إلى أن نكون أكثر صرامة مع الصين. أنا لا أتكلم عن تصادم معها، لكن فقط الوقوف في وجهها وتأكيد حقوق وحريات الشعوب... أنا كنت في هونغ كونغ عام 1997 بمناسبة تسليمها إلى الصين وأذكر ماذا تضمنت الاتفاقية. والآن انظروا إلى ما يحدث اليوم- هل يبدو (المسؤولون الصينيون) ملتزمين باتفاقياتهم؟"
© The Independent