نفى الكرملين اليوم الجمعة تقريراً لوكالة "بلومبيرغ" أفاد بأن الرئيس فلاديمير بوتين "يجس نبض" الولايات المتحدة في شأن إمكانية إجراء محادثات حول إنهاء الحرب في أوكرانيا، وربما يفكر في التخلي عن مطلبين رئيسين يتعلقان بالوضع الأمني لأوكرانيا.
وقال تقرير "بلومبيرغ" إن بوتين "يختبر الأجواء" في شأن ما إذا كانت واشنطن مستعدة للدخول في محادثات، وإنه تواصل مع الولايات المتحدة عبر قنوات غير مباشرة.
ونقلت "بلومبيرغ" عن شخصين مقربين من الكرملين أن بوتين "قد يكون مستعداً للنظر في التخلي عن الإصرار على الوضع المحايد لأوكرانيا، وحتى التخلي في نهاية المطاف عن معارضة انضمامها لحلف شمال الأطلسي، وهو ما كان التهديد به مبرراً رئيساً لروسيا للغزو".
وسأل صحافيون المتحدث باسم "الكرملين" دميتري بيسكوف عن القصة، وعلى وجه التحديد ما إذا كانت موسكو مستعدة حقاً للتخلي عن مطالبها في شأن الحياد وعضوية حلف شمال الأطلسي. ورد بيسكوف "لا، هذا تقرير خاطئ، إنه لا يتوافق مع الواقع على الإطلاق".
الإنتاج الأسلحة
نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن نائب وزير الدفاع الروسي أليكسي كريفوروتشكو قوله الجمعة إن قطاع الدفاع الروسي سيزود الجيش هذا العام بمعدات عسكرية أكثر "مرات عدة" مما كان عليه الحال في عامي 2022 و2023.
ووضعت روسيا اقتصادها في وضع اقتصاد الحرب، وحولت مصانع الأسلحة إلى الإنتاج على مدار الساعة لتلبية حاجات قواتها في أوكرانيا.
دعوة للصين
قال المستشار الدبلوماسي الأول للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إيهور جوفكفا، إن كييف دعت الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى المشاركة في "قمة سلام" مزمعة لزعماء العالم في سويسرا، مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية.
وترتبط الصين بعلاقات وثيقة مع روسيا وامتنعت عن انتقاد اجتياحها لأوكرانيا، لكنها قالت أيضاً إنه يجب احترام سيادة ووحدة أراضي جميع الدول وعرضت المساعدة في التوسط في الصراع.
وقال المستشار إيهور جوفكفا لـ"رويترز" في مقابلة هذا الأسبوع "نحن بالتأكيد ندعو الصين إلى المشاركة في القمة، على أعلى مستوى، على مستوى رئيس جمهورية الصين الشعبية". وأضاف "مشاركة الصين ستكون مهمة للغاية بالنسبة إلينا. نحن نعمل مع الجانب الصيني. ونحث شركاءنا في العالم حتى ينقلوا للجانب الصيني مدى أهمية المشاركة في مثل هذه القمة".
وأعلن الرئيس الصيني شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شراكة "بلا حدود" في بكين قبل ثلاثة أسابيع فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022. ومنذ ذلك الحين، زادت الصين بصورة كبيرة وارداتها من الطاقة الروسية.
خطة للسلام
وقال جوفكفا أيضاً إن مستشاري الأمن القومي من 82 دولة شاركوا في محادثات هذا الشهر في مدينة دافوس السويسرية ركزت على خطة السلام الأوكرانية المكونة من 10 نقاط. ولم تتم دعوة روسيا لحضور القمة المقررة، وقالت في السابق إن خطة أوكرانيا لن تسفر عن شيء.
وتنص الخطة على استعادة سلامة أراضي أوكرانيا وانسحاب كافة القوات الروسية وحماية الإمدادات من الغذاء والطاقة والسلامة النووية وإطلاق سراح كافة أسرى الحرب.
وقال جوفكفا "سنتحدث عن خريطة طريق محددة في القمة لتنفيذ صيغة السلام هذه".
وتسعى أوكرانيا جاهدة إلى الحفاظ على الدعم الدولي وسط مؤشرات إلى السأم من الحرب بين حلفائها الغربيين بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف العام الماضي في تحقيق انفراجة في ساحة المعركة. ولم تتغير خطوط المواجهة إلا قليلاً، وأصبحت الحرب في غزة في الآونة الأخيرة محط اهتمام عالمي أكبر.
لا اتفاق حاليا
كتب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون اليوم الجمعة أنه لن يتم الاتفاق على أي نص في شأن تجديد التمويل العسكري لأوكرانيا.
وقال جونسون في رسالة إلى النواب إن مجلس الشيوخ "غير قادر في ما يبدو على التوصل إلى اتفاق"، مضيفاً أن الحزب الجمهوري لن يوافق عليه على أي حال في مجلس النواب، وهذا يعني أنه "سيصله ميتاً".
وكان مجلس الشيوخ يقترب من التوصل إلى اتفاق بين الحزبين من شأنه تقديم مساعدات ضخمة إلى الجيش الأوكراني الذي يقاتل ضد الحرب الروسية في عامها الثالث.
وبإصرار من الجمهوريين وافق الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس جو بايدن على ربط قانون تقديم المساعدات مع حزمة تغييرات واسعة النطاق للأمن على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وبهذا يبدو الآن أن المفاوضات المعقدة التي كانت تهدف إلى منح الجمهوريين فوزاً رئيساً في مطالبهم بمكافحة الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة في مقابل الحفاظ على هدف بايدن في السياسة الخارجية المتمثل في مساعدة أوكرانيا، قد انهارت.
يأتي هذا بعد ضغوط من الرئيس السابق دونالد ترمب الذي يبدو أنه المرشح الجمهوري المحتمل لخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وشكك ترمب في دعم واشنطن لجهود الحرب في أوكرانيا، ووضع الخوف من الهجرة غير الشرعية في قلب حملته الانتخابية.
وأعرب ترمب عن معارضته هذا الأسبوع للإصلاحات الحدودية الواسعة التي يجري التفاوض عليها في مجلس الشيوخ قائلاً إنها "بلا معنى"، على رغم أن كبار الجمهوريين قالوا إن الإجراءات المقترحة ستمثل أشد القيود الجديدة على المعابر الحدودية منذ أعوام.
وبحسب جونسون فإن بايدن يتحمل مسؤولية "كارثة حدودية"، مشيراً إلى أن الجمهوريين سيسعون إلى عزل وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس بدءاً من الأسبوع المقبل.
وكتب جونسون أن التصويت على عزل مايوركاس سيجرى "في أقرب وقت ممكن".
وحتى لو أقر مجلس النواب التهم فإن إدانة مايوركاس في مجلس الشيوخ تعد مستحيلة لأن 51 من أصل 100 عضو في المجلس ديمقراطيون.
اتهام روسي
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف الجمعة بإسقاط طائرة عسكرية روسية من طراز "آي إل-76" هذا الأسبوع، معتبراً أن أوكرانيا كانت على دراية بأنها تقل أسرى حرب.
وتحطمت طائرة النقل أول من أمس قرب قرية يابلونوفو الروسية على بعد 45 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا في منطقة بيلغورود، مما أدى إلى مقتل كل ركابها الـ74 بحسب السلطات الروسية.
وقالت السلطات الروسية إن الطائرة كانت تقل 65 أسيراً أوكرانياً كان سيتم تبادلهم، إلى جانب طاقم مكون من ستة أشخاص وثلاثة جنود روس.
ولم تؤكد كييف إسقاط الطائرة لكنها شددت على رغبتها في مواصلة ضرب أهداف عسكرية على الأراضي الروسية.
وشددت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية على عدم وجود "معلومات موثوقة وكاملة" في ما يتعلق بركاب الطائرة، كما دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء تحقيق دولي.
وقال بوتين أمام طلاب روس في أول تعليق له على الواقعة، "كانت إدارة الاستخبارات الرئيسة في الجيش الأوكراني تعلم أننا ننقل 65 جندياً إلى هناك، وربما فعلوا ذلك من طريق الخطأ أو من دون تفكير، لكنهم فعلوه"، مضيفاً "في كل الأحوال هي جريمة".
استعادة 77 جثة
أعلنت السلطات الأوكرانية اليوم الجمعة أنها استعادت جثث 77 جندياً أوكرانياً في إجراء مقرر "منذ فترة طويلة" نُفذ على رغم تحطم طائرة نقل عسكرية روسية أخيراً في ظروف غامضة، تتهم موسكو كييف بإسقاطها.
وقال مركز التنسيق الأوكراني المسؤول عن أسرى الحرب اليوم إن "رفات 77 مدافعاً أوكرانياً أعيدت للأراضي التي تسيطر عليها الحكومة"، مضيفاً أنه "خطط لعملية الإعادة هذه منذ فترة طويلة".
ويأتي هذا الإجراء في حين تعتبر قضية الجنود الأسرى لدى موسكو وتبادلهم مسألة حساسة على نحو خاص، إذ فتحت كل من أوكرانيا وروسيا تحقيقات في شأن سقوط الطائرة.
من جهته رفض الكرملين اليوم الجمعة فكرة نشر أدلة على وجود سجناء أوكرانيين على متن الطائرة.
توقف روسيين
أعلنت أجهزة الأمن الروسية، الجمعة، توقيف روسيين بتهمة تقديم معلومات استخباراتية إلى أوكرانيا، لا سيما في شأن مواقع لقوات موسكو التي تشن هجوماً على الدولة المجاورة.
ومنذ بداية النزاع قبل عامين تقريباً، أوقفت السلطات عديداً من الروس للاشتباه في تعاونهم مع كييف عبر نقل معلومات لها أو الإعداد لأعمال تخريبية.
واعتقل الشخصان اللذان لم تحدد هويتهما في روستوف – أون – دون، وهي مدينة في جنوب روسيا متاخمة لأوكرانيا وأصبحت مركز عمليات للقوات الروسية.
وقالت الأجهزة الروسية في بيان إنه يشتبه في ارتكابهما "الخيانة العظمى"، وهي جريمة يعاقب عليها في روسيا بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاماً. وأفادت الأجهزة بأنهما وضعا في الحبس الاحتياط.
وأكدت السلطات الروسية أن الشخصين اتصلا بأحد أعضاء الأجهزة الخاصة الأوكرانية و"نقلا إليه معلومات حول القوات المسلحة الروسية" المشاركة في الهجوم على أوكرانيا. واتهمت أجهزة الأمن الروسيين بأنهما قدماً مقابل أموال بيانات حول "مواقع لمعدات عسكرية وأفراد" في الجيش الروسي. ويعاقب القضاء الروسي بشدة أيضاً منتقدي الهجوم على أوكرانيا. ولهذا السبب، حكم على آلاف الروس بدفع غرامات أو بالسجن لفترات طويلة منذ فبراير 2022.
حملة تضليل روسية
كشفت ألمانيا عن "حملة تضليل واسعة النطاق مؤيدة لروسيا" باستخدام الآلاف من حسابات مزيفة على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) تهدف إلى إثارة الغضب في شأن دعمها لأوكرانيا، بحسب ذكرت مجلة "دير شبيغل"، الجمعة.
وقالت "دير شبيغل" إن خبراء قامت وزارة الخارجية الألمانية بتكليفهم قاموا باستخدام برنامج مخصص لمراقبة الرسائل المنشورة على موقع "اكس" بين 20 ديسمبر (كانون الأول) حتى 20 يناير (كانون الثاني).
وعثروا على أكثر من 50 ألف حساب مزيف لمستخدمين قاموا بنشر أكثر من مليون رسالة باللغة الألمانية على "إكس".
ومن بين المواضيع التي تكررت في هذه الرسائل، اتهام حكومة المستشار أولاف شولتز بإهمال شعب بلادها لمساعدة أوكرانيا في حربها ضد روسيا، بحسب "دير شبيغل" التي تقول إنها اعتمدت على مقتطفات من التحقيق. ويقدر متخصصون أن ما عثر عليه يندرج في إطار "عملية دوبلغانغر" (الشبيه) التي أطلقت مطلع عام 2022 والمنسوبة لروسيا لنشر مواقف داعمة لموسكو خصوصاً في ما يتعلق بأوكرانيا.
وأشارت "دير شبيغل" إلى أن هذه الحسابات تشير في بعض الأحيان إلى أخبار مزيفة على مواقع إلكترونية صممت لتشبه تلك التابعة لمؤسسات إعلامية حقيقية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مؤتمر صحافي دوري، رفضت متحدثة باسم الخارجية الألمانية التعليق على المقال.
وأكدت المتحدثة أن المعلومات المضللة "أصبحت عامل تهديد عالمياً" يهدف إلى زعزعة استقرار المجتمعات الغربية، بما في ذلك في ألمانيا.
ويأتي الكشف عن ذلك مع تزايد القلق في شأن أخطار المعلومات المضللة المتطورة بصورة متزايدة في عام 2024، وهو عام انتخابي مهم لنحو نصف الكوكب.
ومن المقرر إجراء ثلاثة انتخابات إقليمية مهمة في سبتمبر (أيلول) شرق البلاد، ويتصدر حزب "البديل من أجل ألمانيا" استطلاعات الرأي بنسبة تزيد على 30 في المئة.
واعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء أن سنة 2024 التي تتخللها انتخابات تعني نحو نصف سكان العالم هي "سنة حاسمة" في مكافحة التضليل الإعلامي.
وقال بوريل متحدثاً إلى الصحافيين إن التضليل الإعلامي "من التهديدات الكبرى" التي تواجهها الديمقراطيات. كما حذر المنتدى الاقتصادي العالمي من أن المعلومات المضللة المنشورة عمداً أو عن غير قصد باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن أن "تقوض شرعية الحكومات المنتخبة حديثاً".
جريمة مدبرة؟
وتقاذفت روسيا وأوكرانيا الاتهامات، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، بعد تحطم طائرة عسكرية روسية قرب الحدود الأوكرانية في اليوم السابق.
وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي الذي طلبت بلاده عقد الاجتماع الطارئ، إن "كل المعلومات الموجودة في حوزتنا تظهر أننا نتعامل مع جريمة مدبرة ومدروسة"، وأكد بوليانسكي أن السلطات الأوكرانية "تعرف جيداً الطريق (الجوي) لنقل الجنود إلى منطقة التبادل".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تبادل من هذا النوع، لكن "هذه المرة، ولسبب غير قابل للتفسير، قرر نظام كييف تخريب الإجراء بأكثر الطرق وحشية"، بحسب بوليانسكي الذي اتهم الأوكرانيين بأنهم "مستعدون للتضحية بمواطنيهم من أجل المصالح الجيوسياسية الغربية". وقال "فقط بفضل بطولة الطيارين الذين حرفوا المسار عن المناطق السكنية في اللحظة الأخيرة، لم يتضرر أحد على الأرض".
عمل متعمد؟
وردت نائبة السفيرة الأوكرانية كريستينا هايوفيشين "أوكرانيا لم تبلغ بعدد المركبات والطرق ووسائل نقل الأسرى. وهذا وحده يمكن أن يمثل عملاً متعمداً من جانب روسيا لتعريض حياة السجناء وسلامتهم للخطر"، وشددت على أن السجناء الروس "نقلوا إلى المكان المتفق عليه وكانوا ينتظرون تبادلهم بأمان. وكان مفترضاً أن يوفر الروس المستوى نفسه من الأمن للجنود الأوكرانيين الأسرى"، وتابعت "إذا تأكدت التقارير التي تفيد بوجود أسرى حرب أوكرانيين على متن الطائرة، فسيكون ذلك انتهاكاً صارخاً آخر للقانون الإنساني الدولي من جانب روسيا، مع أول حالة استخدام لدروع بشرية في الجو، لتغطية نقل الصواريخ".
الهجوم الروسي
من جانبهم، أصر حلفاء أوكرانيا على أنه لولا الهجوم الروسي على أوكرانيا، لما حدث شيء من هذا القبيل.
وقال نائب السفير الأميركي روبرت وود "تحاول روسيا بشكل متكرر إلقاء اللوم في هذه الحرب، وكأنها الضحية وليست المعتدي".
من جانبه قال السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير "بدلاً من عقد اجتماعات، ينبغي (لروسيا) أن تتحرك، وتسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية"، مشدداً على "أهمية إلقاء الضوء على كل هذه الأحداث".
اتفاق
على صعيد آخر، حض البيت الأبيض أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الخميس على التوصل إلى اتفاق يربط بين تقديم مساعدات حيوية لأوكرانيا وأمن الحدود مع المكسيك، في أعقاب تقارير أفادت بأن الرئيس السابق دونالد ترمب الذي يسعى إلى إعادة انتخابه رئيساً يحاول نسف الاتفاق.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن ترمب يحض الجمهوريين على معارضة الاتفاق لحرمان الرئيس الديمقراطي جو بايدن من تحقيق فوز سياسي قبل الانتخابات الرئاسية.
وقبل أيام بدا أن هناك اتفاقاً وشيكاً بين الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ يقضي بربط إقرار المساعدة العسكرية لكييف بتمويل مكافحة الهجرة على الحدود المكسيكية.
واستنفدت الأموال المخصصة للمساعدات الأميركية لأوكرانيا بسبب عدم التوصل إلى اتفاق في الكونغرس، مما ترك الحليف الرئيس للولايات المتحدة يعاني نقص الذخيرة وهو يواجه الحرب الروسية.
وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض أوليفيا دالتون إن إدارة بايدن تعمل "بحسن نية" مع الجمهوريين للتوصل إلى اتفاق، وقد اجتمع الرئيس بهم الأسبوع الماضي.
وأضافت للصحافيين على متن طائرة الرئاسة "سنواصل العمل ونأمل في أن يظل الجمهوريون على طاولة المفاوضات حتى نتمكن من القيام بذلك".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن روسيا "تراقب من كثب" لمعرفة ما إذا كانت واشنطن ستواصل تقديم الدعم لأوكرانيا.
وأضاف "أوكرانيا أمام أشهر قليلة حرجة وهي في أوج فصل الشتاء واقتراب الربيع، ولم يظهر الروس أي نية للتراجع عن الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ".
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قال لأعضاء في المجلس خلال اجتماع مغلق الأربعاء إنه لا ينبغي لهم "إضعاف" ترمب. وأضافت أن المناقشات استمرت الخميس.
وجعل ترمب من الهجرة عنصراً رئيساً في حملته للعودة للبيت الأبيض، وعارض منذ فترة طويلة تقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا.
وخضع ترمب للمحاكمة في الكونغرس أثناء وجوده بمنصبه بعد اتهامه بسعيه إلى المقايضة بين تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا مقابل الحصول منها على معلومات في شأن الصفقات التجارية لنجل بايدن هناك.
هجوم بمسيرات أوكرانية
ميدانياً، ذكر مصدر أوكراني الخميس أن طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت مصفاة نفط مملوكة لشركة روسنفت بجنوب روسيا في أحدث هجوم من هذا النوع على البنية التحتية للطاقة.
وتسبب الهجوم في نشوب حريق أثناء الليل بالوحدة الموجهة للتصدير في بلدة توابسه، وأفاد مسؤولون روس محليون بإخماد الحريق في ساعة مبكرة من الخميس.
وقال رئيس منطقة توابسه سيرغي بويكو عبر تطبيق "تيليغرام"، "الحريق شب في وحدة التفريغ بالمصفاة. بحسب المعلومات الأولية ليس هناك خسائر في الأرواح ولا إصابات".
ولم تصدر تعليقات من شركة روسنفت، أكبر منتج للنفط في روسيا.
وأكد المصدر أن جهاز الأمن الأوكراني استهدف المصفاة بطائرات مسيرة وسيواصل مهاجمة المنشآت التي تزود الجيش الروسي بالوقود في حربه على أوكرانيا المستمرة منذ عامين تقريباً.
وأضاف المصدر لـ"رويترز" أن "جهاز الأمن الأوكراني يوجه ضربات في عمق روسيا الاتحادية ويواصل هجماته على منشآت ليست مهمة للاقتصاد الروسي فحسب، بل تزود أيضاً قوات العدو بالوقود".
وعرضت قنوات غير رسمية على تطبيق "تيليغرام" صوراً للحريق، وقالت إن طائرات مسيرة هي السبب في اندلاعه.
وهذا الاستهداف هو الرابع في الأقل خلال أسبوع ضمن سلسلة هجمات طاولت مواقع رئيسة بقطاع البنية التحتية للطاقة في روسيا، بعد استهداف محطة لتصدير الوقود في بحر البلطيق ومجمع لإنتاج الوقود في ميناء أوست لوجا.
وتبلغ الطاقة السنوية للمصفاة 12 مليون طن (240 ألف برميل يومياً). وتورد الوقود بصورة رئيسة إلى تركيا والصين وماليزيا وسنغافورة.
ومن المرجح أن يعزز الهجوم المخاوف في شأن إمدادات الطاقة العالمية.
وارتفعت أسعار النفط الخميس بعد هجوم جديد شنته ميليشيات الحوثي على سفن قبالة سواحل اليمن.
تساؤلات طائرة الأسرى
ولا تزال تطرح كثير من التساؤلات غداة تحطم طائرة عسكرية روسية قرب الحدود الأوكرانية تقل 65 أسير حرب أوكرانياً بحسب موسكو التي اتهمت كييف بإسقاطها عمداً من دون تقديم أدلة على ذلك.
الأربعاء، تحطمت طائرة نقل من طراز "إيل-76" قرب قرية يابلونوفو الروسية على بعد 45 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا في منطقة بيلغورود، مما أدى إلى مقتل كل ركابها الـ74 بحسب السلطات الروسية.
وقالت السلطات الروسية إن الطائرة كانت تقل 65 أسيراً أوكرانياً كان سيتم تبادلهم، إلى جانب طاقم مكون من ستة أشخاص وثلاثة جنود روس.
وفتحت روسيا تحقيقاً بشبهة "الإرهاب" وقالت هيئة التحقيق الروسية التي تحقق في الجرائم الكبرى في بيان "يجرى تحقيق جنائي في إطار عمل إرهابي إثر حادثة الطائرة إيل-76 في منطقة بيلغورود".
تفتيش أممي
من جهته دعا دميترو لوبينيتس مفوض حقوق الإنسان الأوكراني، أحد الأشخاص المسؤولين عن تبادل الأسرى، الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الذهاب و"تفتيش مكان" الحادثة. لكنه عبر عن "قناعته" بأن موسكو "لن تسمح لأي شخص برؤية الموقع".
ورفضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إطلاق أي "تكهنات" مؤكدة أنها "لا تعرف ما حدث".
ولم تؤكد كييف إسقاط الطائرة لكنها شددت على رغبتها في مواصلة ضرب أهداف عسكرية على الأراضي الروسية.
ردود الفعل الدولية
وتتعرض منطقة بيلغورود حيث وقعت الحادثة، لهجمات أوكرانية بشكل منتظم رداً على الهجمات الروسية الكثيرة.
وأعلنت كييف مسؤوليتها عن تدمير طائرات روسية كانت تبدو حتى فترة قريبة خارج مدى الأسلحة الأوكرانية. والأسبوع الماضي، أعلنت انها أسقطت طائرتين روسيتين، وهو ما لم تؤكده موسكو أو تنفيه.
وارتبط اسم روسيا بكثير من الكوارث الجوية التي لا تزال ملابساتها غير واضحة إذ أثارت الرواية الروسية للأحداث كثيراً من الأسئلة.
الحالة المعروفة على نطاق واسع هي رحلة الخطوط الجوية الماليزية MH17 التي أسقطت فوق أوكرانيا عام 2014. وإذا كانت جميع العناصر تشير إلى مسؤولية مقاتلين يعملون لحساب موسكو، طرحت روسيا روايات عدة لاتهام أوكرانيا بهذه المأساة التي خلفت 298 قتيلاً.
والحالة الأحدث تتعلق بالطائرة التي كانت تقل رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين وتحطمت في أغسطس (آب) 2023 خلال رحلة بين موسكو وسانت بطرسبورغ.
قتل بريغوجين في الحادثة مع أبرز مساعديه بعد أسابيع على تمرد فاشل أثار غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
نفت السلطات الروسية أي ضلوع لها معتبرة أن الطائرة قد تكون تحطمت لأن ركابها فجروا قنبلة يدوية على متنها.