Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صناعة الصلب العالمية أمام نمو ضبابي في 2024

الإنتاج وصل إلى 135.7 مليون طن في ديسمبر والكلفة المرتفعة للخامات وقوة الدولار يحدان من مبيعات الشركات

مصر الأولى عربياً والـ18 عالمياً بإنتاج 10.4 مليون طن من الصلب في 2023 (أ ف ب)

ملخص

أنتجت منطقة الشرق الأوسط 4.9 مليون طن الشهر الماضي بزيادة 9.6 في المئة على أساس سنوي، فكيف 

تواجه صناعة الصلب عالمياً بيئة من الضبابية في شأن ما ستكون عليه في عام 2024 من مبيعات وإنتاج وربحية، بخاصة في ظل لعب خامات التصنيع من البيليت والخردة، دور المحرك الرئيس للإنتاج، لا سيما مع اعتماد غالب الدول المنتجة على استيراد الخامات، في وقت يفاقم الدولار القوي من معاناة بعض هذه الدول، بخاصة في الأسواق الناشئة التي تعاني ضعفاً في عملاتها الوطنية أمام الدولار ومستويات مرتفعة من المديونية والالتزامات الخارجية العام الحالي.

وصل الإنتاج العالمي من الصلب الخام  إلى 135.7 مليون طن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بحسب بيانات الرابطة العالمية للصلب، بانخفاض قدره 5.3 في المئة على أساس سنوي، عند المقارنة بإنتاج ديسمبر 2022، إذ أنتجت أفريقيا 1.9 مليون طن الشهر الماضي، بزيادة 17.7 في المئة عن ديسمبر 2022، وأنتجت آسيا وأوقيانوسيا 96.4 مليون طن، بانخفاض 9.7 في المئة، في حين أنتج الاتحاد الأوروبي 9.1 مليون طن، بزيادة 2.7 في المئة، وأنتجت منطقة الشرق الأوسط 4.9 مليون طن، بزيادة 9.6 في المئة، بينما أنتجت أميركا الشمالية 9.3 مليون طن، بزيادة 5.3 في المئة، وروسيا ورابطة الدول المستقلة عن الاتحاد السوفياتي السابق 7.1 مليون طن، بزيادة 11.8 في المئة، لتأتي بذلك أميركا الجنوبية عند مستوى إنتاج 3.2 مليون طن، بانخفاض 3.2 في المئة.

ارتفاع أسعار الخامات

ويتوقع لإنتاج الحديد في العام الحالي أن يتأثر سلباً بارتفاع أسعار خاماته، بخاصة في النصف الأول من 2024، قبل أن تتراجع طفيفاً في النصف الثاني من العام، وفق ما يقول محللو "أس أند بي غلوبال كوموديتي" مشيرين إلى تباطؤ نمو الصادرات المنقولة بحراً سيشكل عاملاً رئيساً في الحفاظ على الأسعار قوية عند متوسط ​​119 دولاراً للطن الواحد في عام 2024.

وأنتجت الصين 67.4 مليون طن في ديسمبر 2023، بانخفاض 14.9 في المئة عن ديسمبر 2022، وأنتجت الهند 12.1 مليون طن، بزيادة 9.5 في المئة، وبلغ إنتاج اليابان سبعة ملايين طن، بزيادة 1.1 في المئة، في حين أنتجت الولايات المتحدة 6.8 مليون طن، بزيادة 7.6 في المئة، وفق بيانات الرابطة العالمية للصلب، والتي تغطي بيانات الإنتاج في 71 دولة تمثل 85 في المئة من الدول المنتجة عالمياً.

هبوط الإنتاج الألماني

وتشير التقديرات إلى أن روسيا أنتجت ستة ملايين طن، بزيادة 4.3 في المئة، فيما أنتجت كوريا الجنوبية 5.4 مليون طن، بزيادة 2.7 في المئة، ونتجت ألمانيا 2.6 مليون طن، بانخفاض 2.3 في المئة، بينما أنتجت تركيا 3.2 مليون طن، بزيادة 21.2 في المئة، وجاء إنتاج البرازيل عند مستوى 2.5 مليون طن، بزيادة 0.9 في المئة، في وقت أنتجت إيران 2.9 مليون طن، بزيادة 12.1 في المئة.

ووفقاً للمحللين، من المتوقع أن يتباطأ إنتاج الصلب في الصين بنسبة 0.5 في المئة في عام 2024، إذ تتطلع المصانع إلى معالجة زيادة العرض وهوامش الربح الضعيفة، وعلى المدى القريب، يتوقع أن تتراجع واردات بكين من خام الحديد على خلفية تباطؤ إنتاج الصلب، الذي تفاقم بسبب قيود الانبعاثات الشتوية، مع تراجع إنتاج الصلب في البلاد بصورة أكبر.

قطاع البناء وأسعار الفائدة

في المقابل، يذهب محللو وكالة "فيتش" إلى أن من المتوقع أن ينخفض ​​الإنتاج والاستهلاك قليلاً، وأن تظل الصناعات التحويلية والسيارات والبنية التحتية، بخاصة تلك المرتبطة بتحول الطاقة، هي المحركات الرئيسة للطلب، في حين سيستمر قطاع البناء في التأثر بارتفاع أسعار الفائدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

توقعت الوكالة، ارتفاع ربحية شركات صناعة الصلب بصورة هامشية أو تظل معتدلة، مدعومة بتحسن الطلب، والارتفاع الطفيف في الأسعار في الصين والهند وأوروبا، واستمرار هوامش الإنتاج في الصين في التعافي من أدنى مستوياتها في عام 2023، بينما في الهند، من المتوقع أن تظهر زيادة كبيرة في الإنتاج وهوامش ربح قوية، ومن المرجح أن تنتعش السوق في البرازيل مع خفض ضغط الواردات وبقاء نمو الطلب إيجاباً.
تبدو الوكالة العالمية أكثر تفاؤلاً في شأن عودة قطاع الصلب الأوروبي إلى النمو الإيجابي بعد بضع سنوات من الانكماش، مدعوماً بالإنفاق على السيارات والإنتاج الصناعي والبنية التحتية، ووسط تراجع التضخم وكلفة الطاقة، فيما تتمثل الأخطار الرئيسة التي تواجه الصناعة، في ارتفاع أسعار الفائدة لفترة طويلة في حالة استمرار التضخم في الأسواق المتقدمة، وارتفاع أسعار الطاقة.

ارتفاع الدولار

لكن ثمة خطراً آخر يضاف إلى قائمة الأخطار والتحديات التي تواجه صناعة الصلب، بخاصة في الأسواق الناشئة التي تعاني مستويات مرتفعة من المديونية، وضعف ملحوظ في العملات الوطنية، بحسب ما يقول عبدالمنعم السيد، محلل الأسواق، لـ"اندبندنت عربية"، إذ إن ضعف العملات الوطنية لعديد البلدان، في ظل ارتفاع معدلات التضخم، يضر بمستوى المبيعات المتوقع، نتيجة لضعف القوة الشرائية، في وقت تكافح فيه الشركات لمواجهة الكلفة الإنتاجية المرتفعة، نتيجة زيادة أسعار الخامات وفاتورة الطاقة والأجور.

ويضيف محلل الأسواق أن خامات البيليت المستوردة من الصين تشكل عبئاً على غالب هذه البلدان المنتجة، في ظل الدولار القوي مقابل سلة العملات، وهو ما يجعل عملية التصنيع أكثر كلفة من ذي قبل، ويقلص بدوره من الهوامش الربحية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذه الصناعة تخلق ما يشبه "تأثير الدومينو" على قطاع البناء الذي يتأثر في ضوء ارتفاع كلفة الحديد والأسمنت كمثال واضح.

عربياً، وبحسب بيانات الرابطة العالمية للصلب، تصدرت مصر إنتاج الصلب في ديسمبر الماضي، بـ941 ألف طن، وبنمو نسبته 22.5 في المئة لتحتل بذلك المركز الـ18 عالمياً بإنتاج 10.4 مليون طن العام الماضي، وجاءت السعودية تالياً بإنتاج 889 ألف طن الشهر الماضي بنسبة نمو 4.6 في المئة، بإجمالي 9.9 مليون في مجمل العام لتصبح بذلك الـ20 عالمياً، في حين احتلت الجزائر المركز الثالث عربياً والـ35 عالمياً بإنتاج 380 ألف طن من الصلب، بزيادة 7.3 في المئة، وبإجمالي 4.4 مليون طن، بينما الإمارات الرابعة عربياً والـ40 عالمياً، فأنتجت 3.2 مليون طن العام الماضي.