Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقديم التنازلات هل يخصم من رصيد الفنان وصدقيته؟

نجوم عرب يعارضون رأي مايكل دوغلاس القائل بالمرونة ويرون في ذلك عدم تقدير لاسمهم وتاريخهم الفني

مايكل دوغلاس لا يرى مانعاً من تقديم التنازلات (أ ف ب)

ملخص

إلهام شاهين: لا يحق لي بعد كل هذه الخبرة والأعوام الطويلة أن أرضى بأي شكل من أشكال التنازل.

يعتبر النجم العالمي مايكل دوغلاس أن تقديم التنازلات في العمل الفني لا يقلل من رصيد الفنان أو صدقيته، بل على العكس يزيد مرونته وقدرته على التعاون مع غيره، إلا أن عدداً كبيراً من النجوم في الوطن العربي يعارضون هذا الرأي ويرفضون تقديم التنازلات تحت أية ذريعة، فبعضهم يرفض التنازل على المستويين المادي والفني، لأنهم يرون في ذلك عدم تقدير لاسمهم وتاريخهم الفني وخبرتهم وتجربتهم، بينما لا يتردد بعضهم الآخر في التنازل عن شيء من أجره في حال توفر العمل الجيد الذي يرضيهم ويضيف إلى رصيدهم.

ومع أن كل الفنانين يؤكدون رفضهم تقديم التنازلات إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، وأنها، أي التنازلات في عالم الفن، كثيرة ومختلفة، بعضها يكون على حساب كرامة الفنان أو شخصيته، ومعظمها يكون مادياً بالقبول بأجر قليل بهدف تحقيق الوجود أو الاستمرارية، كما أن بعضهم يرضخ لشروط المنتجين أو المخرجين ويقبل بأدوار مثيرة تخدش أعين المشاهدين، نظير مبلغ مادي كبير يسيل اللعاب.

فما هي حدود التنازل عند الفنانين العرب بصورة عامة؟ وهل جعلتهم الأزمة الاقتصادية وتراجع الإنتاجات يضيفون إلى تنازلاتهم القديمة تنازلات طارئة وجديدة؟

تعب وتجارب وخبرة

في هذا الإطار توضح الممثلة السورية وفاء موصللي لـ "اندبندنت عربية" أن التنازلات ليست واحدة في الوسط الفني بل تختلف بين فنان وآخر، وتقول "بالنسبة إليّ لا يمكنني أن أشارك في أي عمل إلا إذا كان النص جيداً ومساحة الدور مقبولة، كي أتمكن من التصرف في الشخصية ومنحها خصوصيتها، لكن في حال كان العمل جميلاً وأعجبني الدور فيمكن أن أتساهل في موضوع الأجر وأن أتنازل قليلاً حتى ولو على حساب تعبي وتجاربي وخبرتي طويلة، أما ما عدا ذلك فلا يمكن أن أقدم أي تنازل آخر".

عدم تقدير

الممثلة المصرية إلهام شاهين ترفض مبدأ التنازل جملة وتفصيلاً وتوضح، "لا يمكن أن أتنازل تحت أي ظرف من الظروف، لأن التنازل لا علاقة له بالعمل نفسه سواء كان جيداً أو دون المستوى، فلا يحق لي بعد كل هذه الخبرة والأعوام الطويلة أن أرضى بأي شكل من أشكال التنازل". وتستدرك، "التنازل بالنسبة إليّ لا علاقة له بدور صغير أو كبير، والفنان القوي هو الذي يجعل منه مهماً، وأنا أثق بنفسي كممثلة إلى أبعد الحدود، ولا يمكن أن أرضى بعمل سيئ وأن أقول بأنني مجبرة لأنني لا أملك المال".

 

وتضيف، "لا أرضى بالتنازل بعد هذا التاريخ الفني الكبير وتمثيلي لبلدي في كثير من المهرجانات حول العالم وفوزي بكثير من الجوائز، فإذا احتجت المال فمن الممكن أن أبيع من ممتلكاتي، لكن أرفض أن أتنازل مادياً من أجل دور يعجبني، لأنه يفترض بي أن أحافظ على مكانتي، صحيح أن الماديات ليست كل شيء لكن بحدود معينة، وأرفض أن يتقاضى ممثل تافه أجراً أعلى من أجري، وهذا لا يعد تنازلاً من وجهة نظري بل عدم تقدير مني لقيمتي كممثلة".

عرض وطلب

في المقابل تشير الممثلة اللبنانية رندة كعدي إلى أنها ترفض تقديم التنازلات، وتؤكد أن كل ما قدمته ووصلت إليه كان نتيجة لعملها وتعبها وإصرارها، مستدركة "أما مادياً فإن الفن هو المجال الذي يعمل فيه الفنان وهو مصدر رزقه الوحيد، سواء كان تمثيلاً أو غناء أو أي نوع آخر من أنواع الفنون، والتمثيل بالنسبة إليّ هو نبع من خلاله أستطيع أن أخرج من داخلي الشخصيات بحسب ما هي مكتوبة على الورق، وأن أرسمها وألونها وأزينها وأفبركها بمزاجي كي أشعر بالاكتفاء الشخصي والارتياح بأنني أتحدى وأربح عندما أنجح في أداء الدور، بصرف النظر عن مساحته صغيراً كان أو كبيراً".

 

وتضيف، "التمثيل يرتبط بالعرض والطلب، ولا شك في أن الوضع الاقتصادي في لبنان والعالم كله تراجع بعد أزمة كورونا، كما زاد الركود أخيراً بسبب حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، ونحن كبشر لا بد من أن نتأثر بما يحدث حولنا، وخصوصاً على المستوى الاجتماعي، لأن رغبة الناس بمتابعة الدراما تراجعت في ظل هذه الظروف الصعبة وغياب الوضع الاقتصادي المناسب للتسويق، فضلاً عن الوضع النفسي الخاص بالفنان ومدى قدرته على العطاء، وهل هو خائف أم لا؟ وهل هو متعاطف؟ لأن الأزمة طاولت الجميع، وفي المقابل لا يمكن أن نعتكف لأن الحياة لا بد من أن تستمر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتختم، "أحاول التكيف مع الأوضاع، فعندما تكون الظروف ملائمة يمكن أن أناقش في كل التفاصيل مثل القصة والدور ومساحته ونوعه، وهل هو محوري أم لا، وما الذي يضيفه إلى تجربتي الفنية، وكلها أمور تعني لي ولا يمكن أن أتنازل عنها، ويهمني كثيراً أن أكون مطلعة على كل التفاصيل كي أُقبل على العمل بفرح وسعادة، وكي ألمس في مرحلة لاحقة الأصداء الإيجابية والرضا عن الدور".

ويميز الكاتب الكويتي أيمن الحبيل بين التنازل المادي والتنازل الفني الذي يتعلق بخطوط القصة إذ يقول، "الحدود التي لا يمكن أن أتنازل عنها هي التدخل في الخطوط الرئيسة للقصة، لأن المخرجين يحاولون التدخل فيها دائماً وأنا لا أسمح بذلك أبداً، أما الخطوط الثانوية فيمكن النقاش حولها، وبالنسبة إلى التنازلات المادية فهي ليست ثابتة بل تختلف بين شركة إنتاج وأخرى، وفي حال شعرت أن الشركة تعاني أزمة مادية فيمكن أن أتنازل إلى حد ما من قبيل الصداقة والأخوة، لكنني أرفضه مع الشركات الجديدة التي أتعامل معها للمرة الأولى"، مردفاً، "لا شك في أن الأزمة الاقتصادية انعكست على المجال الفني والأسعار تغيرت وتراجعت في الكويت بعد أن كانت طوال الأعوام الماضية خيالية ومبالغاً فيها".

نجوم الصف الأول

المخرج اللبناني ومصور الأغاني فادي حداد أكد أنه لا يمكن أن يتنازل أخلاقياً، وأنه ربما يفعلها من الناحية المادية في حال كانت القيمة الفنية للعمل عالية، "يمكن أن أتنازل عن بعض التفاصيل بالاتفاق مع الفنان لمصلحة العمل، خصوصاً مع نجوم الصف الأول الذين يعرفون متطلبات الجمهور".

أما بالنسبة إلى الموازنة فهناك معايير لا يمكن التنازل عنها، بحسب حداد، الذي يقول، "أتعامل مع فريق عمل محترف ولا أحصر تعاملي مع نجوم الصف الأول، بل يمكن أن أتعامل أيضاً مع نجوم الصف الثاني في حال أعجبتني الأغنية ووجدت أنها تملك كل المواصفات الفنية المطلوبة، لأنه لا يمكن الاكتفاء بالتعامل مع الجيل القديم".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون