يبدو أن محاولة الهند الهبوط على سطح القمر انتهت بالفشل بعدما اختفت مركبتها الفضائية التاريخيّة. وكان المشرفون على المحاولة الهندية يأملون أن يهبط المسبار المسمّى "فيكرام" على سطح القمر كجزء من المهمة القمرية "تشاندرايان -2". وشكّلت المركبة جزءاً مهماً من خطط الهند الكبرى الرامية إلى دفع برنامجها الفضائيّ قدماً سعياً إلى أن تصبح أول بلد يستكشف القطب الجنوبي للقمر، وتلك منطقة تعتبر مجهولة إلى حد بعيد.
وفي المقابل، فُقِدَ المسبار القمري في الوقت الذي كان مفترضاً فيه أن يهبط بسلام على التربة القمرية. ويخشى مهندسوه الآن أن يكون تائهاً في الفضاء.
"تخضع البيانات للتحليل في الوقت الحاضر"، أخبر ك. سيفان رئيس "وكالة البحوث الفضائية الهندية" ("أي. إس. آر. أو") علماء بدا وقع الصدمة واضحاً على وجوههم وقد ملأوا إحدى الغرف في "مركز التتبّع" التابع لوكالة الفضاء الهندية في مدينة "بنغالورو".
وأضاف سيفان أنّ الهند فقدت الاتصال بمركبة فضاء كانت تحاول الهبوط على سطح القمر، ما يشكِّل نكسةً لخطط البلاد الطموحة في أن تصبح أول دولة تسبر غور قطبه الجنوبي غير المستكشف.
جاء في التفاصيل أنّ المسبار القمري التابع لـمهمة "تشاندرايان -2" القمرية الهندية، شرع في الهبوط "الناعم" أو الخاضع للسيطرة بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، حيث يعتقد العلماء بوجود جليد مائي هناك.
وبدأت المركبة الفضائية المصمّمة في الهند وكانت تدور حول القمر، في الهبوط نحو سطح القمر في قرابة الساعة 20:07 بتوقيت غرينتش، لكنّ العلماء فقدوا الاتصال بها خلال المرحلة ما قبل الأخيرة من الهبوط.
في هذا الصدد، أوضح مسؤول في الوكالة إنّ هبوط المسبار "فيكرام" سار وفق ما كان مخططاً له، ولوحظ أن أداءه كان عادياً على ارتفاع 2.1 كيلومتر. وفي أعقاب ذلك، فُقد الاتصال الذي كانت تتلقاه المحطات الأرضية من المسبار المخصص للسير على سطح القمر". يُشار إلى أنّ المسبار سُمّي "فيكرام" تيمناً بفيكرام سارابهاي مؤسس برنامج الفضاء الهنديّ.
في ذلك السياق، أظهر بث مباشر من "وكالة البحوث الفضائية الهندية" إلى نظيرتها "ناسا" الأميركية، علماء في مركز الوكالة الهندية وهم يزدادون توتراً وقد عمّ السكوت المكان بينما كان مركز التحكّم يواجه الصعوبات في محاولته الحصول على إشارة من المسبار "فيكرام".
في سياق متصل، توجّه ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي الذي كان حاضراً في مركز "وكالة أبحاث الفضاء الهندية" إلى العلماء بعدما أطلعه سيفان بمجريات الأمور، قائلاً، "ثمة إخفاقات ونجاحات في الحياة... وليس الإنجاز الذي حققتموه بسيطاً".
وفي وقت سابق، وصف سيفان اللحظات الأخيرة من مهمة الهبوط على سطح القمر بأنها "15 دقيقة من الرعب"، بسبب التعقيدات التي تنطوي عليها جاذبية القمر وتضاريسه والغبار الموجود عليه.
يُذكر في هذا المجال أنّ الولايات المتحدة وروسيا والصين فحسب نجحت في الهبوط على سطح القمر حتى الآن. وهبط "تشانغ- 4" المسبار الصيني في الجزء البعيد من القمر في وقت سابق من العام الحالي، فيما أجرت إسرائيل محاولة هبوط فاشلة على الكوكب نفسه بواسطة المركبة "بريشيت" الفضائية في أبريل (نيسان) الماضي.
ويُعتقد أن القطب الجنوبي للقمر يحتوي على مياه بالنظر إلى أنّ الحفر في تلك المنطقة لا تتأثّر إلى حد كبير بارتفاع درجات حرارة الشمس، بحسب الخبراء. وكانت "وكالة البحوث الفضائية الهنديّة" تأمل في تأكيد وجود الجليد المائي الذي اكتشفته للمرة الأولى في مهمة أنجزتها في 2008.
© The Independent