Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفشي حالات عدوى القيء والأنفلونزا في المستشفيات البريطانية

يواجه العاملون في هيئة الخدمات الصحية الوطنية تحديات في إخراج المرضى من المستشفى وسط ذروة حالات الإصابة بالأنفلونزا هذا الشتاء بالتزامن مع زيادة بـ 40 في المئة في حالات الإصابة بعدوى "نوروفيروس" مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي

بحسب خبراء الصحة فإن الارتفاع في الحالات قد يعزى جزئياً إلى موجة الطقس البارد الأخيرة (غيتي)

ملخص

كانت حالات الإصابة بـ "نوروفيروس" خلال الأسبوعين الأولين من شهر يناير الماضي قد بلغت معدلاً فاق بـ 40 في المئة المتوسط في هذا الوقت من الشتاء

مع استمرار حالات الإصابة بمرض القيء الشتوي شديد العدوى في التصاعد إلى جانب ارتفاع أعداد مرضى الأنفلونزا في المستشفيات البريطانية لتصل إلى ذروتها هذا الشتاء، تفاقمت التحديات التي يواجهها موظفو هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إدارة توافر أسرة المستشفيات.

وكانت حالات الإصابة بـ "نوروفيروس" [فيروس شديد العدوى يسبب التهاب المعدة والأمعاء] خلال الأسبوعين الأولين من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي قد بلغت معدلاً فاق بـ 40 في المئة المتوسط في هذا الوقت من الشتاء، مع تسجيل أعلى نسبة إصابة بالمرض لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة فما فوق.

وبحسب "هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا"  NHS England فقد استقبلت المشافي ما معدله 1500 شخص كل يوم خلال الأسبوع الماضي بسبب الأنفلونزا، بما في ذلك 65 في أسرّة العناية المركزة.

وارتفع المجموع 12 في المئة من 1400 في الأسبوع المنتهي في الـ 14 من يناير الماضي، وهو أعلى بقليل من الذروة السابقة البالغة 1550 قبل ذلك بأسبوعين.

ويعرف "نوروفيروس" بأنه فيروس يصيب المعدة ويسبب القيء والإسهال ويختفي عادة خلال يومين، على رغم أن بعض المرضى قد يحتاجون في النهاية إلى العلاج في المستشفى.

وتزايدت حالات الإصابة بالفيروس المعروف بانتشاره السريع في بيئات مثل دور الرعاية والمستشفيات ومرافق رعاية الأطفال منذ العام السابق، وتتجاوز الآن المستويات التي سُجلت قبل جائحة كورونا.

وبحسب خبراء الصحة فإن الارتفاع في الحالات قد يعزى جزئياً إلى موجة الطقس البارد الأخيرة.

وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" الخميس الماضي إلى وجود 487 حالة إصابة بـ "نوروفيروس" خلال الأسبوعين الأولين من شهر يناير الماضي، وهذا العدد أعلى بكثير من متوسط الأعوام الخمسة الماضية والبالغ 349 حالة في الإطار الزمني المقابل.

وفي حين كان هناك انخفاض طفيف في حالات دخول المستشفيات بسبب أعراض تشبه "نوروفيروس" إلا أن الأرقام لا تزال أعلى من تلك المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفي المتوسط كان هناك 438 سريراً للبالغين في المستشفيات يشغلها المرضى الذين يعانون هذه الأعراض، وهو انخفاض طفيف من 452 عام 2020.

ومع تفشي الفيروس وجدت كثير من المستشفيات أنه من الضروري إما إغلاق الأقسام أو تحديد ساعات الزيارة، ولا يقتصر هذا الاتجاه على منطقة واحدة، ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تتزايد حالات الإصابة بفيروس "نوروفيروس" حيث يؤدي المرض إلى دخول نحو 109 آلاف شخص إلى المستشفى سنوياً.

وفي وقت سابق من الأسبوع الفائت فرض مستشفى مقاطعة هيرفورد هذا الأسبوع قيوداً على الزيارات ولم يسمح بها إلا في ظل ظروف إنسانية، وعلاوة على ذلك اضطر مستشفى إيست ساري الأسبوع الفائت إلى إغلاق ثلاثة من أجنحته، وفرض قيود في قسم الحوادث والطوارئ، حيث سمح بزائر واحد فقط لكل مريض بعد تفشي فيروس "نوروفيروس".

المدير الطبي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البروفيسور السير ستيفن باويس قال "توضح البيانات أن هذا الشتاء لا يزال صعباً، إذ يواجه موظفونا مزيجاً من الضغوط الكبيرة مثل الأمراض الموسمية والمستويات المرتفعة من استخدام الأسرّة والتداعيات الناجمة عن الإضرابات"،  مضيفاً "يواجه الموظفون أيضاً التحديات المستمرة في تخريج المرضى المستعدين طبياً للمغادرة بسبب عدم كفاية مرافق الرعاية الاجتماعية والاتجاه المتزايد لوصول سيارات الإسعاف إلى المستشفيات كل عام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها حثت عالمة الأوبئة النوروفيروسية في وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إيمي دوغلاس أولئك الذين يعانون أعراضاً تشمل الإسهال والقيء على "عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو الحضانة إلا بعد 48 ساعة من توقف الأعراض، وعدم تجهيز الطعام للآخرين لتجنب نقل العدوى، مع تجنب زيارة الأشخاص في المستشفيات ودور الرعاية وقت المرض لمنع انتقال العدوى في هذه البيئات المعرضة للخطر، كما أن غسل اليدين بالصابون والماء الدافئ واستخدام المواد المنظفة لتنظيف الأسطح سيساعد أيضاً في منع انتشار العدوى"، مضيفة أن "المعقمات الكحولية لا تقتل الـ ’نوروفيروس‘ لذا لا تعتمد عليها وحدها".

وبالتزامن مع ارتفاع حالات الإصابة بالأنفلونزا يواجه العاملون في هيئة الخدمات الصحية الوطنية تحديات متزايدة في إخلاء أسرّة المرضى الذين لم يعودوا بحاجة إلى رعاية طبية، مع تحذير مسؤولي الصحة من أن أجنحة المستشفى تقترب من طاقتها الكاملة.

ومنذ بداية يناير الماضي ارتفعت وتيرة التأخير في خروج المرضى، ويرجع ذلك جزئياً لنقص الأماكن المتاحة في مرافق الرعاية مما أدى إلى تفاقم الضغط على المستشفيات التي تتعامل بالفعل مع آثار الأمراض الموسمية.

وعلى رغم الزيادة في حالات الأنفلونزا فإن المتوسط الحالي البالغ 1500 حالة دخول إلى المستشفى يومياً خلال الأسبوع الماضي لا يزال أقل من الأرقام التي شوهدت العام الماضي عندما أُدخل أكثر من 5 آلاف شخص إلى المستشفى يومياً، خلال أسوأ تفش للأنفلونزا شهدته المملكة المتحدة منذ عقد من الزمن.

وفي الوقت نفسه شهد عدد الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بـ "كوفيد-19" انخفاضاً طفيفاً بمتوسط 3900 حالة يومياً خلال الأسبوع المنتهي في الـ 21 من يناير الماضي، وهو انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي.

وفي المجمل شهد الأسبوع الماضي متوسط إشغال يومي بلغ 14400 سرير في المستشفى من قبل المرضى المهيئين للخروج، بزيادة من 13600 في الأسبوع السابق و12500 في الأسبوعين السابقين، ويمثل هذا المقياس أعلى متوسط أسبوعي لهذا الشتاء، وكذلك الأعلى منذ بداية حفظ السجلات المماثلة في أبريل (نيسان) 2021.

وفي تعليق على ما تقدم قالت نائبة الرئيس التنفيذي لمقدمي الخدمات الصحية الوطنية التي تمثل صناديق المستشفيات ضمن هيئة مقدمي خدمات الصحة في إنجلترا، سافرون كورديري، إن أحدث الإحصاءات تكشف عن أن الخدمات الصحية "يتم دفعها إلى أقصى طاقتها بصورة مستمرة ومن دون توقف".

وأوضحت كذلك أن "الحاجة إلى الرعاية الطبية آخذة في الارتفاع، بخاصة وأن الطقس شديد البرودة والأمراض الموسمية، بما في ذلك الأنفلونزا، تؤثر في عدد كبير من الأفراد، من دون استثناء العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية أنفسهم، كما أن صناديق الخدمات الصحية الوطنية تبذل أقصى جهدها، وتعمل بكامل طاقتها تقريباً".

وأردفت، "بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها صناديق الخدمات الصحية الوطنية يوجد الآن 5 آلاف سرير أساس إضافي متاح، ومع ذلك فإن معدلات الإشغال المرتفعة باستمرار تسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الاستثمار، ليس فقط في المستشفيات ولكن أيضاً في خدمات الصحة العقلية والخدمات المجتمعية وخدمات الإسعاف، وهذا ضروري لضمان أن لدينا ما يكفي من الموظفين والموارد لتقديم رعاية مميزة للمرضى".

وختمت، "لا تزال تداعيات إضرابات الأيام التسعة التي قام بها الأطباء المبتدؤون قبل عيد الميلاد وأوائل يناير مستمرة، ومع 70 يوماً من الإضرابات عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022، تعرض نظام الرعاية الصحية بأكمله إلى ضغوط متزايدة، واضطر المرضى إلى الانتظار لوقت أطول للحصول على الرعاية التي يحتاجونها، وهو أمر مقلق للغاية".

© The Independent

المزيد من صحة