انخفض مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) لأسعار الغذاء العالمية في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى أدنى مستوياته في قرابة ثلاث سنوات، مدفوعاً بانخفاض أسعار بعض أنواع الحبوب وأسعار اللحوم.
وقالت المنظمة اليوم الجمعة إن مؤشرها للأسعار، الذي يقيس التغيرات في أسعار السلع الغذائية الأولية الأكثر تداولاً عالمياً، سجل في المتوسط 118 نقطة في يناير الماضي، انخفاضاً من 119.1 في الشهر السابق، مضيفة أن قراءة يناير هي الأدنى منذ فبراير (شباط) 2021.
وقالت المنظمة في تقريرها الشهري "أسعار تصدير القمح العالمية انخفضت في يناير 2024 بسبب المنافسة القوية بين المصدرين ووصول إمدادات تم حصادها أخيراً إلى دول نصف الكرة الجنوبي".
وتابعت أن أسعار الذرة أيضاً انخفضت بصورة كبيرة، في انعكاس لتحسن ظروف المحاصيل وبدء الحصاد في الأرجنتين وزيادة الإمدادات في الولايات المتحدة.
وأضافت أن مؤشر أسعار اللحوم انخفض للشهر السابع على التوالي، إذ أسهمت وفرة الإمدادات من دول مصدرة كبرى إلى خفض الأسعار العالمية للحوم الدواجن والأبقار والخنازير.
وفي تقرير منفصل قالت "الفاو" إن إنتاج الحبوب العالمي في 2023 يبدو أنه بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق عند 2.836 مليار طن، بزيادة 1.2 في المئة على 2022.
وسجل الإنتاج العالمي من الحبوب الخشنة أو الحبوب الأخرى بخلاف القمح والأرز، أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1.523 مليار طن، بعد تعديل بزيادة 12 مليون طن هذا الشهر.
وقالت المنظمة "الجزء الأكبر من التعديل راجع إلى بيانات رسمية جديدة من كندا والصين (البر الرئيس) وتركيا والولايات المتحدة، إذ ارتفعت تقديرات إنتاج الذرة بدعم زيادة أكبر من المتوقع لأحجام المحاصيل والمساحات المحصودة".
استمرار الهجمات يدفع مزيداً من سفن الحبوب بعيداً من البحر الأحمر
في غضون ذلك قال محللون اليوم الجمعة لوكالة "رويترز" إنه جرى تحويل مزيد من السفن المحملة بالحبوب من قناة السويس إلى مسارات حول رأس الرجاء الصالح هذا الأسبوع، مع استمرار الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
وعادة ما يمر نحو 7 ملايين طن متري شهرياً من شحنات الحبوب عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر، لكن هذا الرقم انخفض بصورة كبيرة مع استمرار الحوثيين المتحالفين مع إيران في شن هجماتهم على السفن على رغم الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على مواقعهم في اليمن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن ذلك قال كبير محللي السلع الزراعية في شركة "كبلر" للبيانات والتحليلات إيشان بهانو "تشير حساباتنا إلى أنه جرى تحويل 12 سفينة أخرى بعيداً من البحر الأحمر هذا الأسبوع، تحمل نحو 700 ألف طن متري من الحبوب"، مضيفاً "شحنات تتراوح ما بين 4.5 و4.6 مليون طن من الحبوب تجنبت البحر الأحمر منذ ديسمبر (كانون الأول)، وشهدنا أيضاً شحن مزيد من القمح من فرنسا والبحر الأسود إلى آسيا بعيداً من البحر الأحمر".
ومع ذلك لا تزال عديد من ناقلات البضائع السائلة تنقل الحبوب عبر المنطقة.
"الأمر صعب"
وقال بهانو "لا تزال كثير من السفن التي تنطلق من البحر الأسود تسلك طريق البحر الأحمر"، مضيفاً "تغيير الطريق أكثر كلفة بالنسبة إلى هذه السفن مقارنة بتلك التي تبحر من أوروبا أو الولايات المتحدة".
وقال تجار في السلع الأولية إن حجز السفن للإبحار في البحر الأحمر أصبح أكثر صعوبة ولكن ليس مستحيلاً.
وقال أحد تجار الحبوب الأوروبيين المشاركين في حجز السفن لصادرات الحبوب إلى آسيا "الأمر صعب"، مستدركاً "لكن لا يزال بإمكانك العثور على سفن، فعلى رغم ارتفاع كلف الشحن وقد لا يرغب الجميع في الإبحار عبر البحر الأحمر حتى بعلاوة، فإن البعض سيفعل ذلك".
وقال أحد محللي الشحن الألمان إن بعض مالكي السفن الذين يعملون بالفعل في أوكرانيا التي مزقتها الحرب أكثر استعداداً لتحمل أخطار عبور البحر الأحمر.
وأضاف المحلل "لا تزال بعض السفن التي تحمل صادرات الحبوب الأوكرانية إلى آسيا تعبر البحر الأحمر"، مستدركاً "هؤلاء مستعدون بالفعل لقبول الأخطار العالية التي تتعرض لها سفنهم وأطقمها خلال التحميل في أوكرانيا".