Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رموز تعريفية "غريبة" تثير غضب مرشحين معارضين في باكستان

حولها بعضهم إلى وسيلة إيجابية للترويج ضمن حملته الانتخابية ورأى فيها البعض الآخر "إهانة"

المرشح عامر مغال يرفع باذنجانة، وهي رمزه الانتخابي، خلال تجمع شعبي في إسلام أباد، في 26 يناير الماضي (أ ف ب)

ملخص

يرفع المرشح عامر مغال الباذنجان في يده وقت إلقاء خطاباته، ما أسهم في زيادة شعبيته وفي ارتفاع سعر الباذنجان أربع مرات، على ما يقول

في باكستان حيث لا يتخطى معدل الإلمام بالقراءة والكتابة الـ60 في المئة، تلجأ الأحزاب السياسية إلى الرموز للتعريف بمرشحيها في الحملات وعلى بطاقات الاقتراع، حتى ولو كانت هذه الرموز تثير الغرابة، كالباذنجانة والزجاجة والسرير.
بكل فخر، يرفع عامر مغال، المرشح للانتخابات المزمع إجراؤها الخميس المقبل، باذنجانة، محاولاً الاستفادة من هذا الرمز الغريب الذي مُنح له، لحشد صفوف الناخبين. ويقول المرشّح للنيابة في العاصمة إسلام أباد، المؤيّد لرئيس الوزراء السابق عمران خان القابع في السجن، بسخرية "بات الباذنجان رمزاً شهيراً الآن في أنحاء باكستان كلها".
وفي وقت يكثف الجيش حملته ضد المعارضة في البلاد، يتهم بعض المرشحين السلطات بتقويض حملاتهم من خلال منحهم رموزاً غريبة أو حتى مهينة في بعض الأحيان. فمُنع حزب خان، "حركة الإنصاف الباكستانية"، من استخدام مضرب الكريكت الذي اعتمده رمزاً له منذ فترة طويلة. ورُفضت طلبات ترشيح عشرات المسؤولين في الحزب، في حين يضطر آخرون منهم للترشح بصفة مستقلة. وتعرض عدد كبير منهم لمضايقات أو اضطر للتواري عن الأنظار.
ومُنح البعض منهم بصفة اعتباطية رموزاً تثير العجب تصعّب عليهم التقدم في حملاتهم.
وأوضح ناطق باسم اللجنة الانتخابية أن الرموز تُختار من بين قائمة مخصصة للمرشحين المستقلين "وهي من صلاحيات مدراء عملية الاقتراع حصراً".
الباذنجان مثلاً مكوّن رئيس من مكونات المطبخ الباكستاني، لكنه يحمل أيضاً مدلولات أخرى على صلة بالذكورية.
ويؤكد عامر مغال من جهته "منحتنا اللجنة الانتخابية هذا الرمز استخفافاً بنا".
غير أن المرشّح البالغ من العمر 46 سنة قبل بنصيبه. ويرافقه في كل تنقلاته معاون يحمل كيساً مملوءاً بالباذنجان يستخدمه عامر مغال كـ "تميمة" في حملته.
وهو يرفع الباذنجان في يده وقت إلقاء خطاباته، ما أسهم في زيادة شعبيته وفي ارتفاع سعر الباذنجان أربع مرات، على ما يقول.
ويؤكد المرشح "هذا الرمز جلب لي سمعة رائعة".

"يقصدون إهانتنا"

أما إعجاز غدان الذي لطالما اعتبر دائرته الانتخابية في إقليم بنجاب "المثوى الأخير" لأجداده، ومن غرائب الصدف أنه حصل على سرير كرمز في حملته الانتخابية.
ويقول الرجل البالغ 50 سنة والمرشح في دائرة بهاولبور "يقصدون إهانتنا بهذه الرموز. وبعض المرشحين محرجون من الكشف عن الرموز التي تلقوها". ويضيف "هذه ليست انتخابات. هذه فظاعة".
ورمزه كناية عن سرير تقليدي من الخشب والقصب المجدّل شائع الاستخدام في أوساط الأسر الفقيرة، "وهي قطعة أثاث جدّ مفيدة تتيح لنا الراحة في حياتنا وتنقلنا إلى مثوانا الأخير في مماتنا"، على ما يحلو له القول.
ويتابع إعجاز غدان متفائلاً، "رمزي موجود في كل منزل. وأنا لست بحاجة لتقديمه للناخبين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


دعم الجيش

أما حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف "الرابطة الإسلامية الباكستانية" الذي يحظى بدعم الجيش، فهو يرفع الأسد رمزاً له في هذه الحملة الانتخابية.
غير أن ذلك لا يؤثّر في إعجاز غدان الذي يقول "الأسد حيوان متعطّش للدماء. وما من مكان في مجتمعنا لوحش كهذا".

صور نمطية سلبية

أما في شمال شرق باكستان، استشاط شهريار عفريدي غضباً عندما عرف أن الزجاجة اختيرت رمزاً لحملته الانتخابية. ففي اللغة البشتوية، نعت أحد بالزجاجة يعني أنه فاقد العقل ويفترض أنه يعاقر الخمر.
ويقول عفريدي (45 سنة) إن "غالبية مرشحي حركة الإنصاف الباكستانية، وأنا منهم، حصلوا على رموز مقرونة بصور نمطية سلبية".
ويؤكد "أعطونا عن قصد هذه الرموز بهدف الاستهزاء بنا". وهو رفع قضيته أمام القضاء المحلي لكنه لم ينجح في مسعاه. غير أنه لم يتوانَ عن قلب الوضع لمصلحته، "فالزجاجة لا تمثل الكحول فحسب بل هي تمثّل أيضاً الدواء".
ويلفت "لهذا السبب حوّلنا رمزنا الانتخابي إلى زجاجة دوائية، كي يتسنى لنا مداواة علّات المجتمع".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات