Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الضربات الأميركية بسوريا "ظهير" لحملة بايدن الانتخابية

تمسكت واشنطن وطهران برغبتهما في عدم توسيع دائرة الحرب بالشرق الأوسط

بايدن يؤدي التحية أثناء صعوده على متن طائرة الرئاسة بعد نقل رفات 3 جنود قتلوا بهجوم لمسيرة في الأردن (أ ف ب)

ملخص

لم تحدد الولايات المتحدة أهداف ضرباتها الأخيرة ليصبح التساؤل المطروح، هل هذه الضربات انتقامية- انتخابية وحسب أم أن لها أهدافاً غير معلنة حتى اللحظة.

بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن الاستقرار على توجيه ضربات لأذرع إيران في المنطقة، قصفت الولايات المتحدة منتصف الليلة 85 موقعاً داخل سوريا، وتحديداً في الميادين ودير الزور وأبو كمال على الحدود العراقية.

واشنطن قالت أيضاً إنها وجهت هذه الضربات بصواريخ وقصف طائرات حربية بينها قاذفات "بي 52" الاستراتيجية بعيدة المدى، لكنها هذه المرة ليست مفاجئة، إذ سبق وأعلنت عن أنها ستنتقم لمقتل جنودها الثلاثة الذين قتلوا بقاعدة أميركية بالأردن قريبة من الحدود العراقية.

وبدا واضحاً أن الضربات لم تستهدف - في الأقل حتى كتابة هذه الملاحظات - قاعدة جرف الصخر في النخيب داخل العراق، وهي القاعدة الإيرانية التي تتمركز بها قوات من فيلق القدس وخرسانات هائلة تخزن صواريخ ومخازن أسلحة كثيرة.

وكررت الولايات المتحدة طيلة الأيام التي هددت بها بالانتقام وأثناء الانتقام أنها لا تستهدف ولن تستهدف إيران كي لا يتسع نطاق الصراع والحرب بالمنطقة.

أما إيران فأكدت بدورها عدم رغبتها في مواجهة أو توسيع الحرب. ومن يبدو أن ثمة اتفاقاً أميركياً- إيرانياً على عدم توسيع دائرة المعارك رأفة بالمنطقة التي تعاني ويلات الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول الولايات المتحدة إنها لم تستهدف الميليشيات الطائفية الولائية لإيران وحسب، بل إنها وجهت ضربات لفيلق القدس نفسه، وهو ما يعني مواجهة ضد طهران لكن خارج الجغرافية الإيرانية، وهو ما تحدث عنه مراقبون الأيام الماضية.

استهداف قوات فيلق القدس يعني أن طهران وواشنطن تتواجهان على أراض عربية في سوريا والعراق وخارج أراضيهما، وتحاشي إيران وتنصلها من مسؤولية الضربات على القاعدة الأميركية يعني أنها تقاتل حتى اللحظة بميليشياتها الطائفية البائسة التي جمعتهم من العراق وأفغانستان وباكستان والهند وغيرها، بالتالي هم- وليسوا حرسها الثوري- من سيكونون وقود هذه الضربات.

ومثلما ضربت ولا تزال تضرب أهدافاً في اليمن، لم تحدد الولايات المتحدة أهداف هذه الضربات، ليصبح التساؤل المطروح، هل هذه الضربات انتقامية- انتخابية وحسب أم أن لها أهدافاً غير معلنة حتى اللحظة.

وعلى عكس الضربات الموجهة لليمن، لم تعلن الولايات المتحدة أنها شكلت تحالفاً من دول حليفة بالناتو أو بالمنطقة لمساندتها بهذه الضربات مما يرجح أنها ضربات أميركية حصراً وبأنها انتخابية- انتقامية محدودة.

ويستخلص المراقبون من ذلك أن هذه الضربات شبيهة بضربات الصواريخ الإيرانية على قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق بعيد اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في يناير (كانون الثاني) 2020، والتي قال عنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إنها جرت بعدما اتصل الإيرانيون بواشنطن وأخبروها أنهم سيضربون القاعدة، ولذلك لم يقتل بها جندي أميركي واحد، إذ جرى إخلاؤها من الأهداف البشرية والعسكرية.

إذاً هل تم التفاهم الإيراني- الأميركي قبل هذه الضربة مثلما تم قبل ضرب طهران لقاعدة عين الأسد؟، هنا يقول المراقبون العسكريون إن إعلان الولايات المتحدة عن الضربة قبل وقوعها بأيام سمح لإيران وميليشياتها بسحب القيادات الميليشياوية وقيادات الحرس الثوري تجنباً للضربة وخسائرها، ولذلك فإن ليس لبعض هذه الضربات الليلة أضرار تذكر أو على مستويات القيادات المهمة في الأقل.

تبدو ضربات الليلة محدودة ومتفق عليها، وقد تحرج إيران بتنصلها من مسؤولية المقاومة بهذه المناطق إذا ما تكررت، ولكنها حتى الآن لا تزال ضمن قواعد الاشتباك المتفق عليها بين المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية المقبلة جو بايدن وطهران.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل