ملخص
5 سيناتورات جمهوريين أبرزهم سوزان كولينز وليزا موركوفسكي قد يشكلون تحدياً لترمب في مجلس الشيوخ، عبر معارضة ترشيحاته ودعم مواقف تتعارض مع أجندته السياسية.
أوشك الرئيس السابق دونالد ترمب على استكمال ترشيحاته للمناصب الوزارية والقيادية في إدارته الحكومية المقبلة، غير أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد.
ورشح ترمب مساء الثلاثاء الماضي، ثلاث شخصيات لقيادة أبرز المؤسسات الصحية في البلاد إذ اختار جاي بهاتاشاريا، الطبيب المعارض لإجراءات الإغلاق إبان جائحة كورونا، لرئاسة المعاهد الوطنية للصحة. وكان ترمب قد رشح مارتي ماكاري الذي ادعى أن تطعيم 20 في المئة من الأميركيين كاف لتحقيق المناعة المجتمعية، لهيئة إدارة الغذاء والدواء. كما اختار النائب السابق عن فلوريدا غلين ويلدون، المروج لنظرية مرفوضة علمياً تربط مواد حافظة تحتوي على الزئبق في اللقاحات بالتوحد، لقيادة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غير أن مصير هذه الترشيحات مرهون بموافقة مجلس الشيوخ، حيث يمتلك الجمهوريون أغلبية 53 مقعداً. وتلقى ترمب صفعة أولى الأسبوع الماضي حين اضطر النائب الجمهوري السابق المثير للجدل، مات غيتس، لسحب ترشيحه لمنصب وزير العدل بعد تأكد معارضة المجلس لتعيينه.
خلال رئاسته، اضطر جو بايدن مواجهة عراقيل من السيناتورين الديمقراطيين المحافظين جو مانشين وكيرستن سينيما اللذين تحولا إلى مستقلين حزبياً. واليوم يبدو أن ترمب سيواجه أيضاً كتلة معارضة حزبه. وفي ما يلي أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون الذين قد يشكلون عقبة أمام أجندته.
سوزان كولينز - ولاية مين
قد يكره الديمقراطيون سوزان كولينز، الجمهورية من ولاية مين، بسبب تعبيرها المتكرر عن "قلقها الكبير" خلال ولاية ترمب الأولى، وتصويتها لمصلحة تعيين بريت كافانو في المحكمة العليا عام 2018، الذي ادعت لاحقاً أنه ضللها في شأن موقفه من قضية "رو ضد ويد" المتعلقة بالإجهاض، إلا أن سيناتور ولاية مين أظهرت معارضة واضحة لقرارات الرئيس السابق في أكثر من مناسبة. فقد عارضت كولينز تعيين إيمي كوني باريت في المحكمة العليا عام 2020، وصوتت لإدانة ترمب بعد أحداث السادس من يناير (كانون الثاني)، كما أبدت تحفظات واضحة على ترشيح غيتس لمنصب النائب العام أخيراً. بصفتها رئيسة لجنة الاعتمادات المؤثرة في مجلس الشيوخ، تتعاون مع الديمقراطيين في صياغة الميزانية. وتنحدر كولينز من ولاية تعتمد نظام التصويت التفضيلي، مما يحميها من أي تحديات من اليمين المتشدد.
ليزا موركوفسكي - ولاية ألاسكا
لا يبدو أن أي عضو جمهوري في مجلس الشيوخ منزعج أكثر من موركوفسكي من الاضطرار إلى الإجابة على أسئلة حول ترمب ومغامراته اليمينية. مثل كولينز، صوتت لإدانة ترمب عام 2021، ودعمت نيكي هيلي في السباق الرئاسي الجمهوري وعارضت إلغاء الجمهوريين لقانون "أوباما كير" عام 2017. في الأسبوع الماضي، صرحت موركوفسكي لـ"اندبندنت" بأنها تريد معرفة مزيد عن موقف روبرت إف كينيدي في شأن اللقاحات والتوحد. وتمتد ولاية موركوفسكي حتى 2028، وصوتت ألاسكا أخيراً للإبقاء على نظام التصويت التفضيلي، مما يحميها من منافسة أنصار ترمب في تيار "ماغا" في الانتخابات التمهيدية.
جون كورتيس - ولاية يوتا
يتجه جون كورتيس لخلافة زميله ميت رومني في مجلس الشيوخ، حاملاً معه إرث المعارضة المحافظة لترمب. وكسلفه، ينتمي كورتيس إلى عضوية كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة [المورمون] في يوتا، المعروفة تاريخياً بمواقفها المتشككة من ترمب رغم ولائها التقليدي للحزب الجمهوري. وأسس كورتيس، خلال عمله في الكونغرس، تكتل المحافظين لقضايا المناخ، وصوت في بعض المناسبات مع الديمقراطيين، خصوصاً في قانون احترام الزواج. غير أنه التزم توجهات الحزب في قضايا أخرى، معارضاً مشروع البنية التحتية الثنائي الذي توسط فيه رومني.
ميتش ماكونيل - ولاية كنتاكي
قد يتفاجأ البعض من تحول زعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إلى معارضة ترمب، رغم دوره المحوري في دعم فترتيه الرئاسية، وعرقلة تعيين ميريك غارلاند في المحكمة العليا عام 2016 إلى التصويت لتبرئته بعد أحداث السادس من يناير. لكن تنحي ماكونيل عن قيادة المؤتمر الجمهوري منحه حرية أكبر في معارضة ترمب وترشيحاته. وسيعزز موقفه رئاسته للجنة القواعد المؤثرة واللجنة الفرعية للإنفاق الدفاعي، إذ يتوقع أن يستغل منصبه لتأمين إرثه السياسي بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، في تحد واضح لتوجهات ترمب الخارجية. ويستبعد مراقبون ترشح ماكونيل (82 سنة) لولاية جديدة في المجلس.
توم تيليس - ولاية كارولاينا الشمالية
يبرز السيناتور توم تيليس كأكثر معارضي ترمب عرضة للسقوط السياسي. إذ إنه يمثل ولاية متأرجحة للغاية نجا فيها بصعوبة من معارك انتخابية حامية، رغم دوره في إبرام صفقات مع إدارة بايدن شملت حماية حقوق المثليين والزيجات المختلطة، والبنية التحتية والأسلحة النارية. وكان تيليس قد أبدى فتوراً تجاه التصويت لتعيين مات غيتس، واصفاً ترشيحه بأنه سيحدث "إثارة شبيهة بالأفلام"، مما جعله هدفاً لمؤيدي "ماغا" المتشددين، ويرجح أن يواجه منافسة شرسة في الانتخابات التمهيدية عام 2026، إضافة إلى احتمال مواجهة منافس ديمقراطي قوي مثل الحاكم المنتهية ولايته روي كوبر.
© The Independent