ملخص
رمز الدبلوماسية الأميركي أنتوني بلينكن يواجه غضب المتظاهرين ضد الحرب في غزة
يبدو أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي كان طوال العامين الماضيين بطلاً في عديد من الأوساط في الولايات المتحدة وأوروبا لدفاعه عن أوكرانيا ومطالبته بمحاسبة بوتين والمسؤولين عن فظائع الروسية في الحرب، قد تحول إلى هدف للمعترضين على السياسة الأميركية في الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حماس" في غزة.
وتقول "نيويورك تايمز" في تقرير لها إن بلينكن يواجه غضب المتظاهرين من تقديم إدارة بايدن السلاح والغطاء السياسي لما يسمونه "رداً إسرائيلياً إجرامياً وعديم الأخلاق" على هجمات "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والتي أودت بحياة أكثر من 26 ألف فلسطيني، وفقاً لـمسؤولي الصحة في غزة.
ولفت التقرير إلى أن المتظاهرين الغاضبين من الهجوم الإسرائيلي على غزة يوجدون بانتظام خارج مقر إقامة بلينكن في شمال فرجينيا، حيث يخيم بعضهم لأيام عدة في خيام على جانب الطريق. وتعبر الأعلام الفلسطينية واللافتات المصنوعة يدوياً عن غضبها من الدبلوماسي الذي أصبح وجه سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه الصراع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأطلق منظمو الاحتجاجات على جهودهم اسم "احتلوا بلينكن" (في محاولة لتشبيه جهودهم باحتجاجات "احتلوا وول ستريت" الشهيرة)، وحملوا لافتات تقول "بلينكن الدموي يعيش هنا" و"تحذير! مجرم حرب في الداخل" و"وزير الإبادة الجماعية"، وفي أحد الأيام رشوا موكبه بالدماء المزيفة.
وخارج وزارة الخارجية، ألصقت ملصقات على عدة أعمدة إنارة تظهر وجهه المبتسم فوق أنقاض غزة. وجاء في الرسالة، "إننا نتهمك بالإبادة الجماعية لتمويل ومساعدة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين في غزة".
ولا تقتصر التظاهرات على منزل بلينكن، فقد تجمع المتظاهرون خارج منزلي مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الدفاع لويد أوستن، بما في ذلك صباح عيد الميلاد. كما أعاقت تلك التظاهرات ظهور بايدن العلني أخيراً، إذ قاطع المعترضون في بعض الحالات تصريحاته في المناسبات.
وتقول الصحيفة الأميركية إن بلينكن يعاني الوزر الأكبر، ربما بسبب دوره الدبلوماسي (يقوم حالياً برحلته الخامسة إلى الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر) وظهوره المتكرر أمام الإعلام.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن بلينكن كثيراً ما يتحدث عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" ويؤكد مراراً وتكراراً أن "حماس" تتحمل مسؤولية التسبب في الكارثة في غزة من خلال مهاجمة إسرائيل وقتل نحو 1200 شخص، لكنه يقول أيضاً علناً إن الخسائر في صفوف المدنيين في غزة كانت "موجعة" بالنسبة إليه، ويقول إن الدبلوماسية الأميركية حققت أكثر من أية دولة أخرى لضمان وصول الإمدادات الإنسانية إلى غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا النقد اللاذع قد يكون مزعجاً، خصوصاً بالنسبة إلى بلينكن، الذي قضى معظم حياته المهنية كموظف خلف الكواليس قبل أن يعينه بايدن وزيراً لخارجيته قبل ثلاث سنوات. وبينما كان خلال الفترة المبكرة من عمله كوزير قادراً أثناء رحلة رسمية على التسلل إلى مقهى أوروبي مع حراسة خفيفة من دون أن يجري التعرف عليه، أو في الأقل الاقتراب منه، لكن ويبدو أن تلك الأيام قد ولت منذ فترة طويلة.