Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تؤرق مقابلة مارتن بشير مع الأميرة ديانا "بي بي سي؟"

كمية الرسائل الإلكترونية الضخمة المتعلقة بالحادثة التي نشرت تؤكد أن احتيالاً أحاط بحيثيات إجراء المقابلة من البداية وحتى النهاية

تحدثت ديانا صراحة عن زواجها غير السعيد من الملك تشارلز (غيتي)

ملخص

مع كل الخداع الذي أحيط بها لربما كان من الأفضل لو أن مقابلة الأميرة ديانا مع مارتن بشير لم تجر على الإطلاق

بعد مرور كل هذا الوقت، وكل الأمور التي أصبحنا ندركها اليوم، أصبح واضحاً وبشكل مؤلم أن بريطانيا كانت لتكون أفضل بكثير لو أن ديانا، أميرة ويلز، لم تقم بإجراء المقابلة المشؤومة في برنامج بانوراما مع الصحافي مارتن بشير ولو لم يحصل ما حصل من أساسه.

ويؤكد مضمون الأعداد الضخمة من الرسائل الإلكترونية المتعلقة بالحادثة التي نشرت على رغم من مرور مقص الرقابة عليها، أن خداعاً مستمراً ومدروساً أحاط بمقابلة بشير، منذ لحظة التفكير بإجرائها مروراً بالجهود المستمرة من المسؤولين في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لكبت المعلومات.

بالطبع، إن حجم مقص الرقابة الثقيل الذي فرض على المستندات، والتي كشف عنها بعد معركة قضائية طويلة مع الهيئة الإعلامية البريطانية، يدعو للاعتقاد أن "بي بي سي" لا تزال ترى أن لديها كثيراً مما يوجب إخفاءه، ولديها مخاوف كثيرة متعلقة بالقضية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالنظر إلى أن المسألة تمس حياة كل من الملك [تشارلز]، وأمير ويلز [ويليام]ـ وآل ساسكس [هاري وميغان]، وآل سبينسر [أي أهل ديانا]، ومحطة "بي بي سي" نفسها، فإننا ربما لم ننته بعد من متابعة جميع تفاصيل القضية. في قلب المسألة، وما يجعل منها قضية تلفها الكآبة، هو مسألة الخداع المستمر الذي رافق جميع مفاصل القضية.

إن الحوار الشهير السيئ السمعة الذي دار بين الأميرة والصحافي بشير وكشفها، "أن زواجها كان يضم ثلاثة أشخاص"، كان مدمراً بالنسبة إلى كل المعنيين، ولم يعد بالنفع على أي كان، هذا عدا عن قضية بشير نفسه الفردية (والموقتة) الذي كان قد نجح في حصد مجموعة كبيرة من الجوائز، والشهرة غير المستحقة تماماً بكونه صحافياً لامعاً.

حتى اليوم، والطريقة التي جرى فيها تناول تعثر زواج تشارلز وديانا في الإعلام، والتداعيات التي خلفتها المقابلة التي قام بها الصحافي بشير مع ديانا، التي لا تزال تثقل تفاصيلها العلاقة بين الأمير هاري وميغان وبقية أفراد العائلة الملكية.

إن سمعة العرش البريطاني قد تأثرت أيضاً، عن حق أو من دونه، وبشكل كبير، وعندنا انكشفت محاولات "بي بي سي" إخفاء الحقائق، نال ذلك أيضاً من سمعة الهيئة. وعن وجه حق، لقد كان الصحافي بشير في قلب الجدل الذي دار، تماماً كما كان هو المسؤول والمهندس الرئيس لعمليات الخداع السابقة.

في النهاية، بانت حقيقة تصرفاته قبل المقابلة، من تزوير لكشوف الحسابات المصرفية التي قام باطلاع الأميرة ديانا عليها، وكان يفترض أنها تثبت أن القصر الملكي كان يخضعها للمراقبة. لقد غزَّى ذلك الارتياب الذي سيطر على ديانا. إضافة إلى مشاعر استيائها وإصرارها كي "تفصح عن وجهة نظرها من القضية" بشكل علني. وقدم بشير نفسه كشخص يتمتع بروح متعاطفة، ويعمل على إفساح المجال أمامها كي تدلي بدولها، لا أكثر ولا أقل.

كانت محطة "بي بي سي" قد اتخذت خطوات غير معهودة للإبقاء على عملية الإعداد للمقابلة أمراً سرياً. رئيس مجلس إدارة محطة "بي بي سي" في تلك الفترة، مارمادوك هاسي، الذي كانت زوجته تعمل لصالح الملكة إليزابيث، لم يطلع على تفاصيل التحضير للمقابلة عن قصد، وكان عديدون كذلك. من جانبها، انضمت الأميرة ديانا إلى مسار السرية، وكان فريق عمل "بي بي سي"، قد استخدام قصة لإخفاء عملهم، بالادعاء بتركيب نظام للبث الصوتي في شقتها في قصر كنسينغتون. ولأن الصحافي بشير لم يكن معروفاً في حينه إلى حد ما، فقد أسهم ذلك في تنفيذ الخدعة.

لا بد من القول إنه بالنسبة إلى كل من تشارلز وديانا، كانت عمليات الغش، والترويج والتلاعب الإعلامي أسلوب حياة في ذلك الوقت. إن "حروب آل ويلز" كانت تدور رحاها من خلال مجموعة من تسريب المعلومات التي لم تكن مصادرها معروفة، إضافة إلى النميمة، وكتب معتمدة من مصادر شخصية وموافق على نشرها (خصوصاً كتاب أندرو مورتون "ديانا ــ قصتها الحقيقية" Diana – Her True Story، الذي نشر عام 1992)، إضافة إلى مقابلات تلفزيونية مثيرة للغاية.

وكان واضحاً للغاية مثلاً أن ظهور الأميرة ديانا عام 1995، مع الصحافي بشير كان بمثابة رد فعل على اعترافات [الملك] تشارلز، بارتكابه علاقات حميمة خارج القفص الزوجي في فيلم تلفزيوني قام بإعداده جوناثان ديمبلبي لصالح قناة "أي تي في" عام 1994 (إلى جانب نشره كتاباً أيضاً عن الموضوع).

كان هناك احتمال في أن تقوم ديانا في فتح قلبها لأي شخص آخر غير الصحافي بشير، لو أن محاولاته الانفتاح عليها والتقرب منها كانت فاشلة، ولكنها ما كانت ربما لتقوم بالحديث بذاك المستوى من المرارة والحدة. في كل الأحوال، وبجزء منه بسبب العادة التي كانت قائمة، ومنذ زمن طويل، فإن مبدأ السرية شكل أساساً في تعاملات العرش السابقة مع الإعلام، وكان هناك من يجادل بأن الخداع كان أيضاً أمراً مقبولاً بالنسبة لآل ويندسور في تلك السنوات الصعبة.

وربما من المفيد أيضاً، أن نقوم في دراسة الكيفية التي تحول فيها ذلك الزواج غير السعيد بشكل مأساوي بين تشارلز وديانا إلى مادة تداول إعلامية عامة.

من الواضح أنهما كانا شخصيتين عامتين، وكان الاهتمام العام كبيراً، لذلك كان ما حصل حتمياً. ومع ذلك وموضوعياً، لم يكن هناك أي سبب وجيه على الإطلاق وراء التعامل مع انهيار علاقتهما باعتباره مسلسلاً تلفزيونياً، لأنه كان شأناً خاصاً بهما.

ويمكن أن تكون تلك ملاحظة غير إشاعة، وأنا أعترف، لكن الألم والضرر الذي ألحقه زواج فاشل بعدد كبير جداً من الأشخاص ومؤسستين وطنيتين عظيمتين كان سببه في النهاية اهتمام الجمهور الذي لا يشبع بالشؤون الشخصية للعائلة المالكة.

ولو لم يكن هناك سوق من أجل نشر مثل تلك الموضوعات، لما كانت لتكون هناك حرب بين أمراء ويلز، ولما كانت هناك مقابلة مع الصحافي بشير، ولكن كل ذلك ليس عذراً للجوء إلى الخداع.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات