Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نايجل فاراج ساعد في تدمير حزب المحافظين فهل يمكنه إنقاذه الآن؟

طوال الوقت يشارك في هوايته المفضلة وهو فخور بإرثه "بريكست"

إذا رأى فاراج مستقبله في حزب المحافظين، سينفصل في شكل متزايد عن حزب إصلاح المملكة المتحدة، تماماً كما فعل ذات مرة مع حزب استقلال المملكة المتحدة (غيتي)

ملخص

بين اللعنة وخشبة الخلاص، هل يعود نايجل فاراج إلى حزب المحافظين ويقوده؟

هل يمكن لرجل ساعد في تدمير حزب المحافظين أن يقوده ويعيد تشكيله على صورته؟ بالنسبة إلى نايجل فاراج، ستحدد الإجابات المختلفة على هذا السؤال الأساس أفعاله في عام الانتخابات العامة هذا.

إذا قرر أن حيلة كهذه يمكن تنفيذها بالفعل، سيعتمدها، ويتخلى عن دوره التلفزيوني، ويصبح أسوأ كابوس لحزب المحافظين، مرة أخرى.

وإذا اعتقد بأنه لا يستطيع ذلك، فسيبقى حيث هو الآن، يكسب أمواله، ويحافظ على صورته، ويمارس نفوذه عبر الحزب السياسي الذي يمتلك أغلبيته بالفعل، حزب إصلاح المملكة المتحدة، وعبر ظهوره التلفزيوني الذي لا يزال متكرراً، ليس أقله على قناة "جي بي نيوز"، التي لديها متابعون متواضعو العدد لكنهم غريبو الأطوار. ومع ذلك، لن يقوم بحملة نشطة من أجل حزب إصلاح المملكة المتحدة، ناهيك بالترشح إلى البرلمان. سينتظر ويرى كيف يبدو المشهد بعد الفوز الكاسح الذي سيحققه حزب العمال. في الوقت الحالي، يبدو أنه لا يستطيع اتخاذ قرار، لكنه يميل بالتأكيد إلى الخيار الثاني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولهذا السبب، يراهن نايجل على وقته، ويزن خياراته، ويضايقنا بمزاح على غرار "لا تقولوا أبداً، أبداً" وما شابه ذلك. حتى إنه أعلن أنه سيكون زعيماً لحزب المحافظين بحلول عام 2026، قائلاً أحياناً إن هذا التكهن المقلق كان "على سبيل الدعابة". لا أحد يصدق ذلك.

طوال الوقت يشارك في هوايته المفضلة: جذب الانتباه. يريد أن يكون ذا معنى، وجزءاً من المحادثة. هو فخور بإرثه "بريكست"، مهما كانت الخطوة مكروهة أو مساء فهمها. لهذا السبب شارك في برنامج "أنا من المشاهير". (إلى جانب قبض الرسم البالغ 1.5 مليون جنيه استرليني، أي 1.9 مليون دولار).

وأعلن للتو أنه سيحضر إطلاق فصيل "التيار المحافظ الشعبي" ذي التسمية السخيفة، وهو حملة لإيصال ليز تراس إلى القيادة ومنظمة أمامية مدعومة أيضاً من قبل جاكوب ريس-موغ وسيمون كلارك، اللذين يؤديان دور يوحنا المعمدان والقديس بطرس إلى جانب المسيح المخلص الذي تمثله تراس في حزب المحافظين. ليس الدور الشيطاني الذي يسعى فاراج إلى أدائه في هذه الملحمة الشبيهة بملاحم الكتاب المقدس واضحاً، وربما حتى في نظره، لكنه ربما يستعد إلى أن يعتنق في نهاية المطاف قضية المحافظين، حتى لو لم تكن قضية تشي بتحول كامل في العقيدة.

على أي حال، سيخطف الأضواء، تماماً كما فعل عندما ذهب إلى مؤتمر حزب المحافظين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وصور بالفيديو وهو محتضن من قبل رؤساء جمعيات الدوائر الانتخابية ويتشاجر مع بريتي باتيل. لم يكن ثمة سبب وجيه لوجوده هناك، فهو يمتلك الحزب السياسي المنافس، إصلاح المملكة المتحدة، و"يرأسه"، لكنه يحب الأذى، وكان الإغراء بذلك لا يقاوم. أعطاه دوره في "جي بي نيوز" موضوع غلاف وتصريحاً إعلامياً. حتى إن ريشي سوناك أعلن أن حزب المحافظين هو "كنيسة واسعة" يمكن أن تجد مقعداً للرجل الذي يحتقرها (ويحتقره).

من الواضح ألا فرصة لقبول فاراج عرض سوناك الساخر، لأنه قال، كما لو كان القول ضرورياً، إنه لا يستطيع الانضمام إلى الحزب تحت قيادة سوناك. لكن ماذا بعد الفوز الساحق لحزب العمال وأسوأ هزيمة لحزب المحافظين منذ عام 1832؟ حسناً، كما قد يقول فاراج، لا تقولوا أبداً، أبداً.

معضلة فاراج هي أنه إذا أدى دوراً أكثر نشاطاً مع حزب إصلاح المملكة المتحدة كناشط وطني أو مرشح برلماني أو كليهما (وهذا أكثر تعقيداً)، من المحتمل أن يجعل هزيمة المحافظين أكثر كارثية. إذا استخدم المرء بعض الترجيحات الأكثر كارثية حول مدى سوء أداء المحافظين في التوقعات الخاصة بتوزيع مقاعد مجلس العموم المنشورة عبر الإنترنت، قد يحلون في المرتبة الثالثة خلف الديمقراطيين الليبراليين، مع تثبيت فاراج في مجلس العموم، إذا كان محظوظاً، في مقعد ما مثل مقعد ساوث ثانيت، الذي اقترب بالفعل إلى حد ما من الفوز به عام 2015.

قد يحقق سيناريو كهذا طموح حزب إصلاح المملكة المتحدة الحالي المتمثل في تدمير حزب المحافظين والحلول محله فعلياً باعتباره الحزب الرئيس لليمين السياسي، مما يؤدي إلى تبدل كبير في المواقع. أو، كما يرى بن حبيب، نائب زعيم الحزب والمرشح في الانتخابات الفرعية التي جرت في ويلينغبورو، "إن [حزب المحافظين] لا يستحق البقاء، لا يمكن مكافأة الفشل بتمكين الطرف الفاشل من الاستمرار في موقعه، يجب محو الحزب". ومن المتصور أن وجود فاراج على الساحة الوطنية قد يعزز معدلات استطلاعات الرأي الحالية لحزبه في نطاق يراوح ما بين خمسة و10 في المئة وصولاً إلى نطاق يراوح ما بين 10 و15 في المئة، ما يمكن تقريباً من تجاوز حزب المحافظين.

وفي حين أن هذا سيكون زلزالاً سياسياً وانتصاراً شخصياً لفاراج، هو يتضمن بعض العيوب. أولاً، لن يتبقى كثير من حزب المحافظين يسمح بالاستيلاء عليه، وبالنسبة إلى أولئك المتضررين الذين لا يزالون يسيطرون على الحزب، هم سيفعلون ما في وسعهم كله لمنع الرجل الذي محاهم من الاستيلاء على الحزب.

لكن حتى لو تمكن من الاستيلاء على الحزب، ستمثل تلك الخطوة الانقسام والفوضى في اليمين اللذين قد يستغرق إصلاحهما جيلاً، حتى لو انقسم المحافظون وتحالف اليمين المتشدد مع حزب الإصلاح، سيظل هناك محافظون "معتدلون" يكافحون. سيكون حزبهم مثل الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب العمال في ثمانينيات القرن الـ20، أصواتاً مقسمة ومعارضة دائمة مع عدم وجود أمل في تحقيق التمثيل النسبي. قد يصبح نايجل زعيماً لحزب المحافظين الشعبي الجديد، لكن ذلك لن يكون ممتعاً كثيراً، ولن يفوز بالسلطة أبداً.

أما البديل، الذي يبدو أنه نيته الحالية، فيتلخص في انتقاد سوناك مع التودد إلى يمين حزب المحافظين الذي كان ذات يوم جزءاً منه قبل جون ميجور ومعاهدة ماستريخت. ويعد تكوين روابط مع يمين الحزب الخطوة الأولى الغزلية نحو علاقة أكثر جدية ستظهر في فوضى ما بعد الانتخابات العامة.

لا يمكننا أن نكون متأكدين بالضبط من ماهية المسار الدقيق إلى قمة حزب المحافظين الذي سيستقطب فاراج، لكن مساراً كذلك سيتوفر، ولا سيما إذا انتزعت القاعدة الشعبية السيطرة من حزب برلماني مدمر. سيكون على فاراج أن يتعامل مع كيمي بادينوش، وسويلا برافيرمان، وبيني موردونت (الأمل الأخير الذي خاب بالتعقل، فقط لو احتفظت بمقعدها)، وربما مع تراس وبوريس جونسون بطرق مختلفة، لكنه سيتناسب بسهولة مع محافظين "إصلاحيين" حرفياً مكرسين لقيمه.

إذا رأى فاراج مستقبله في حزب المحافظين، فسينفصل على نحو متزايد عن حزب الإصلاح، تماماً كما فعل ذات يوم مع حزب استقلال المملكة المتحدة. اعتباراً من الآن، لن يقدم أي مساعدة إلى حزب إصلاح المملكة المتحدة ولا زعيمه الاسمي، ريتشارد تايس، على رغم مساهمته الرئيسة في "الشركة" (ليس حزب الإصلاح حزباً تقليدياً وليس لديه أعضاء أو انتخابات قيادة).

كان فاراج غائباً في شكل ملحوظ في "حدث" إطلاق حملة حزب إصلاح المملكة المتحدة للانتخابات العامة الشهر الماضي (يمكن لفاراج أن يستحوذ على العناوين الإخبارية الرئيسة بمجرد غيابه). كذلك لم يشاهد فاراج وهو يقوم بحملة انتخابية في ويلينغبورو أو روتشدايل، حيث يقدم حزب إصلاح المملكة المتحدة مرشحين. قد يبرر ذلك بأن وظيفته كمذيع جديد تحول دون نشاط حزبي كهذا، لكن هذا لم يمنعه من إلقاء خطاب في مؤتمر حزب الإصلاح العام الماضي.

إذا قيض لي أن أراهن، فلن أضع رهاني على تولي فاراج زعامة حزب المحافظين في هذا الوقت من العام المقبل (سأراهن على برافيرمان، في الواقع)، ومع ذلك، من المتصور تماماً رؤيته مكلفاً بمسؤولية سياسة الهجرة ومتولياً في الوقت المناسب مقعداً برلمانياً يمكن أن ينتقل منه إلى مقاعد الناطقين باسم الحزب كوزير الداخلية في حكومة الظل.

سيكون المسار مشابهاً إلى حد ما لمسار مايكل بورتيلو حين خسر مقعده في هزيمة عام 1997 وعاد في النهاية ليشكل علاقة عمل غير مستقرة مع ويليام هيغ ومهمتهما المخصصة لـ"إنقاذ الجنيه"، وتمضية عقد في المعارضة. يبدو افتراضاً عملياً معقولاً لمستقبل فاراج واليمين.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء