ملخص
أشارت دراسة بحثية إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتينات النباتية، على غرار الحبوب والمكسرات، قد تساعد المرأة في البقاء بصحة جيدة مع تقدمها في العمر
أشارت دراسة بحثية إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتينات النباتية، على غرار الحبوب والمكسرات، قد تساعد المرأة في البقاء بصحة جيدة مع تقدمها في العمر.
وفي هذا الإطار، كشفت الدراسة عن أن المرأة التي تتناول كميات أكبر من البروتينات النباتية تكون أقل عرضة للإصابة بأمراض مزمنة، وتتمتع بصحة أفضل عموماً في مرحلة لاحقة من حياتها.
وقال الباحثون إن أهم ما لاحظوه هو تدني مستويات الإصابة بأمراض القلب والأورام السرطانية وداء السكري، وتراجع مستويات تردي الصحة المعرفية والعقلية بين النساء اللاتي استهلكن، في نظامهن الغذائي، كميات أكبر من البروتينات الموجودة في أطعمة كالفاكهة والخضراوات والحبوب والبقوليات والمعكرونة، مقارنة مع النساء اللاتي يتناولن هذه الأطعمة بكميات أقل.
كما وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي يتناولن بروتينات حيوانية بكميات أكبر معرضات أكثر للإصابة بأمراض مزمنة.
وفي هذا السياق، قال أندريس أرديسون كورات، وهو عالم في "مركز جان ماير يو. أس. دي. إيه لأبحاث التغذية البشرية للشيخوخة" (HNRCA) في جامعة "تافتس" بالولايات المتحدة الأميركية، والباحث الرئيس في الدراسة: "لقد تبين أن استهلاك البروتينات في منتصف العمر يسهم في تحسين الصحة مع التقدم في السن".
وأضاف: "استنتجنا أيضاً أن مصدر البروتينات يكتسي أهمية كبرى. وبالتالي، فإن الحصول على القسم الأكبر من البروتينات من مصادر نباتية في منتصف العمر، إلى جانب كميات صغيرة من البروتينات الحيوانية، قد يمنح المرأة صحة جيدة ويخولها عيش حياة أفضل في شيخوختها".
ويتابع: "أظهرت النتائج أن النساء اللاتي يستهلكن كميات أكبر من البروتينات الحيوانية كن أكثر عرضة للأمراض المزمنة، ولم ينجحن في تحسين وظائفهن الجسدية، الذي نربطه عادة بتناول البروتينات".
ولفت الباحثون أيضاً إلى أن النتائج تدعم التوصية بأن تأتي معظم البروتينات التي تتناولها النساء على شكل فاكهة وخضراوات ومكسرات وبذور، مع أنه عليهن أيضاً تناول بعض السمك والبروتينات الحيوانية، للحصول على الحديد وفيتامين ب12 .
وقال الدكتور أرديسون كورات في هذا الصدد: "إن إدراج البروتينات في النظام الغذائي، ولاسيما ذاك المستخرج من النباتات، في منتصف العمر، يضطلع بدور مهم على صعيد التحلي بصحة جيدة في سن الشيخوخة، والحفاظ على صحة جيدة في مراحل لاحقة من العمر".
إن الحصول على القسم الأكبر من البروتينات من مصادر نباتية في منتصف العمر، إلى جانب كميات صغيرة من البروتينات الحيوانية، قد يمنح المرأة صحة جيدة ويخولها عيش حياة أفضل في شيخوختها
الدكتور أندريس أرديسون كورات
وقام الباحثون بمراجعة دراسة عن صحة الممرضات في هارفارد، رصدت صحة نساء عاملات في القطاع الصحي ما بين عامي 1984 و2016.
وتراوحت أعمار النساء المشاركات في الدراسة بين 38 و59 سنة في عام 1984، وبدين جميعاً بصحة جسدية وعقلية جيدة في مطلع الدراسة.
وتعمق الباحثون في بيانات أظهرت كميات بعض الأطعمة التي تناولتها النساء على امتداد الدراسة، في محاولة منهم لرصد كم البروتينات في نظامهن الغذائي، وتحديد مفاعيلها على صحتهن وعلى بقائهن بوضع صحي جيد مع تقدمهن في السن.
وفي إطار الدراسة المذكورة، جرت مقارنة النظام الغذائي الذي اعتمدته نساء لم يصبن بـ11 مرضاً مزمناً، ولم يخسرن كثيراً من وظائفهن الجسدية وصحتهن العقلية، بالنظام الغذائي الذي اعتمدته نساء أخريات أصبن بأمراض من هذا القبيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبينت النتائج أيضاً أن النساء اللاتي تناولن كميات أكبر من البروتينات النباتية - وجرى تعريفها في عام 1984 على أنها البروتينات المستخرجة من الخبز والخضراوات والفاكهة والبيتزا والحبوب والأطعمة المخبوزة والبطاطا المهروسة والمكسرات والحبوب وزبدة الفستق السوداني والمعكرونة - سجلن احتمالاً أكبر بنسبة 46 في المئة بالتمتع بصحة جيدة في السنوات اللاحقة من حياتهن.
أما النساء اللاتي استهلكن كميات أكبر من البروتينات الحيوانية، على غرار لحم البقر والدجاج والحليب والسمك / ثمار البحر والأجبان، فقد سجلن احتمالاً أقل بنسبة ستة في المئة بالبقاء بصحة جيدة مع تقدمهن في العمر.
وكذلك، بينت الدراسة أن البروتينات النباتية أكثر ارتباطاً بالسلامة العقلية في سن الشيخوخة.
وفي موضوع أمراض القلب تحديداً، كان تناول كميات أكبر من البروتينات النباتية على صلة بتدني مستويات الكولسترول الضار وضغط الدم، وبتحسن الحساسية حيال الإنسولين، في حين أن استهلاك كميات أعلى من البروتينات الحيوانية ارتبط بشكل وثيق بارتفاع مستويات ما سبق، مصحوباً بارتفاع ملحوظ في مستويات الإنسولين، الذي رصد في عدد من الأورام السرطانية.
وأخيراً، كشفت نتائج الدراسة، التي نشرت في " المجلة الأميركية للتغذية العلاجية" American Journal of Clinical Nutrition، عن أن بروتين مشتقات الحليب وحده (الموجود بشكل رئيس في الحليب والجبن والبيتزا واللبن الزبادي والآيس كريم) لم يرتبط بشكل ملحوظ بتحسن الوضع الصحي للكبار في السن.