Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطة عربية لانتزاع اعتراف أممي بـ"دولة فلسطين"

السلطة تسعى للحصول على عضوية كاملة استغلالاً لحالة عدم التعنت الأميركي التي تسود أخيراً

الفلسطينيون فشلوا في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سنة 2011 (وفا)

ملخص

أقطار عربية وبلدان غربية على جانبي طريق فلسطين نحو اعتراف الأمم المتحدة بإعلان "الدولة"

كشف مسؤولون فلسطينيون لـ"اندبندنت عربية" عن سعي السلطة الفلسطينية، بالتعاون مع دول عربية، إلى طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وذلك بعد أصبح من "غير المحرمات".

وبعد فشل الفلسطينيين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بسبب رفض أميركا ودول أوروبية، فإن هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ولدا مناخاً دولياً يعتبر إقامة دولة فلسطينية "ضرورة ملحة".

مشروع قرار

وأشار المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إلى أن دولة فلسطين تعمل مع الدول العربية على طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، لكنه أبقى موعد ذلك مفتوحاً.

ويأتي التحرك الفلسطيني مع إعلان واشنطن وباريس ولندن إمكانية الاعتراف بدولة فلسطين حتى قبل التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وتأييد أو عدم معارضة حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

واستبقت الحكومة الإسرائيلية تلك التطورات بتبنيها إعلان نوايا يرفض "الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية بصورة أحادية الجانب"، واعتبار ذلك "مكافأة للإرهاب"، وأشار الإعلان الذي أيده رئيس حزب "المعسكر الوطني" والوزير في حكومة الحرب بيني غانتس إلى أن "إسرائيل ترفض بصورة قاطعة إملاءات دولية في شأن تسوية دائمة مع الفلسطينيين".

ووفق عضو اللجنة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أسامة القواسمي فإن السلطة تعمل مع اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية والإسلامية في الرياض على الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

قناعة دولية

ومع أن القواسمي أشار إلى وجود قناعة دولية بأن "حل القضية الفلسطينية يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية"، فإنه شدد على أن "الاختبار" الحقيقي للأطراف الدولية بخاصة الإدارة الأميركية يكمن في عدم استخدامها حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي.

أضاف المسؤول الفلسطيني "لا يكفي إعلان واشنطن تأييدها حل الدولتين، فذلك بحاجة إلى خطوات عملية ملموسة، وتحويل الأقوال إلى أفعال"، وعبر عن أمله في تمرير واشنطن مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي بعد الحصول على تأييد أكثر من تسعة من أعضاء المجلس، وهو ما لم يحصل في عام 2011 حين حصل على تأييد ثماني دول فقط.

وبحسب القواسمي فإن "الوضع الآن يختلف عما كان في السابق، فالقضية الفلسطينية اكتسبت زخماً دولياً مؤيداً للحقوق الفلسطينية، يجب استثماره".

ومع أن القواسمي قال إن القيادة الفلسطينية أبلغت دول العالم المؤثرة برغبتها في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، إلا أنه أشار إلى أنه "من المبكر معرفة الموقف الأميركي من ذلك"، لكن لم يحدد موعد تقديم مشروع القرار إلى مجلس الأمن الدولي، وفق المتحدث الذي أوضح أن ذلك سيتم "في الوقت المناسب".

فرصة استثنائية

ورأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن أمام إسرائيل "فرصة استثنائية" في الأشهر المقبلة لإنهاء "دورة العنف إلى الأبد"، عبر الموافقة على إقامة دولة فلسطينية باعتبار أن ذلك "أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى".

ووفق بلينكن، فإن هناك حقائق جديدة موجودة حالياً لم تكن متوفرة قبل عقود، وهي أن الدول العربية ترغب بـ"دمج إسرائيل في المنطقة، وتقديم الضمانات الأمنية لها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي باريس، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاعتراف بدولة فلسطينية "لم يعد من المحرمات"، معرباً عن استعداد بلاده "للعمل مع دول المنطقة للمساهمة في تحقيق ذلك".

والشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده تدرس الاعتراف بدولة فلسطين ثنائياً وفي الأمم المتحدة، "كجزء من مبادرات دبلوماسية تهدف إلى تحقيق تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين لحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني طويل الأمد".

مدخل نهائي

واعتبر سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة حسام زملط أن "إعلان كاميرون التاريخي تأتي أهميته من إشارته إلى أن الاعتراف البريطاني المحتمل يشكل مدخلاً لحل نهائي للقضية الفلسطينية، وليس نتاجاً له كما كان موقف الحكومات البريطانية المتعاقبة". وشدد زملط على أن اعتراف لندن بدولة فلسطين على حدود سنة 1967 "يمثل إزالة لحق النقض" الذي تمتعت به إسرائيل بخصوص اعتراف بريطانيا والدول الغربية بدولة فلسطين.

ومع أن نتنياهو يعارض ما يسميه الاعتراف الأحادي بدولة فلسطين، ويقول إنه لن يتم التوصل إلى تسوية إلا عبر المفاوضات المباشرة، فإنه يرفض إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. واعتبر نتنياهو أن الاعتراف بدولة فلسطينية عقب السابع من أكتوبر "يمنح جائزة ضخمة للإرهاب غير المسبوق، ويمنع أي تسوية مستقبلية للسلام".

من جهته، رفض غانتس تلك الخطوة ذلك لأنها "ليست هي السبيل إلى الاستقرار الإقليمي والتسويات السياسية"، ودعا غانتس إلى "العمل ضمن صيرورات طويلة المدى لإنشاء هيكل إقليمي ضد المحور الإيراني وتعزيز الترتيبات السياسية التي من شأنها تحسين حياة جميع السكان في المنطقة، وتعزيز السلام".

استقلال كامل

وفي ردها على تصريحات نتنياهو، شددت الرئاسة الفلسطينية على أنه "من دون حصول دولة فلسطين على عضويتها كاملة في الأمم المتحدة، وتجسيد استقلالها على الأرض الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، فستبقى المنطقة مشتعلة وفي صراع مستمر وحروب لا تنتهي".

ووصف الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الموقف الأميركي بـ"المتناقض" من التطرف والتعنت الإسرائيلي، ودعا إلى "تحرك عربي متزايد أمام هذا الاضطراب الإقليمي والدولي".

ورأى مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية خليل الشقاقي أن التصريحات الغربية في شأن الاعتراف بدولة فلسطين "لا تتعدى بيع كلام"، مشيراً إلى "عدم وجود تغيير جوهري في مواقف تلك الدولة من إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة"، لكنه أشار إلى احتمال تأييد تلك الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة "في خطوة بديلة عن فشلها في إقناع نتنياهو باتخاذ إجراءات تسمح بإقامة دولة فلسطين، والاعتراف بها".

جس نبض

أضاف الشقاقي أن واشنطن ولندن وباريس تسعى إلى "جس نبض موقف الدول العربية من تلك الخطوة في حال اتخاذها، وإمكانية التعاطي معها بديلاً عن الاعتراف الإسرائيلي".

واستبعد متخصص العلوم السياسية في جامعة "بيرزيت" أحمد جميل عزم تمرير الإدارة الأميركية مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي لقبول عضوية دولة فلسطين، إلا أنه حذر من أنه حتى لو حصل الفلسطينيون على العضوية الكاملة، فإن ذلك "لا معنى له، إذا لم يقترن باتخاذ خطوات عملية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد إقامة دولة فلسطين على الأرض".

بدوره، وصف المحلل السياسي ماجد كيالي الوعد الأميركي الأوروبي بإقامة دولة فلسطينية بـ"الجزرة التي سرعان ما يتضح أنها مجرد ملهاة، وقد تتحول إلى متاهة لا نهاية لها". ووفق كيال، فإن تلك الوعود لا تحمل "أي جديد"، مشيراً إلى أن المطلوب "تحويلها إلى أفعال، والضغط الفعلي على إسرائيل لإنهاء الاستيطان، والانسحاب من الأراضي الفلسطينية".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط