ملخص
برر المتحدث باسم الكرملين اعتقال المتضامنين مع نافالني من خلال وضع الزهور بشكل سلمي أمام نصب ضحايا القمع السياسي السوفياتي بقوله إن "قوات الأمن تصرفت بموجب القانون".
رفض الكرملين اليوم الثلاثاء اتهامات أرملة المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي توفي في السجن الأسبوع الماضي، بعد أن قالت إن الرئيس فلاديمير بوتين مسؤول عن موته.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "بالطبع إنها اتهامات باطلة وفظة في حق رئيس الدولة الروسية، لكن نظراً إلى أن يوليا نافالنايا باتت أرملة قبل بضع أيام، لن أعلق" على الأمر.
وكانت يوليا نافالنايا أرملة المعارض الراحل أليكسي نافالني، قالت في مقطع مصور نشر أمس الإثنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي "قبل ثلاثة أيام، قتل فلاديمير بوتين زوجي أليكسي نافالني. قتل بوتين والد أطفالي"، مضيفة "بذلك أراد (بوتين) قتل أملنا وحريتنا ومستقبلنا".
كما برر المتحدث باسم الكرملين اعتقال الأشخاص الذين كانوا يتضامنون مع نافالني من خلال وضع الزهور بشكل سلمي أمام نصب ضحايا القمع السياسي السوفياتي، وقال إن "قوات الأمن تصرفت بموجب القانون".
أخيراً وصف ترقية بوتين أكس الإثنين لكبار المسؤولين في خدمات السجون الروسية بأنها روتينية، وذلك بعد ثلاثة أيام من وفاة المعارض في السجن، وأضاف بيسكوف "هذه عمليات تقدم عادية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
توفي المعارض الروسي والخصم الأول للرئيس فلاديمير بوتين الجمعة الماضية عن عمر يناهز 47 سنة، في سجن الدائرة القطبية الشمالية في منطقة يامال حيث كان يمضي حكماً بالسجن 19 عاماً بتهمة "التطرف".
ورفضت السلطات الروسية حتى الآن تسليم جثمانه لعائلته، على رغم أن أنصاره اعتبروا أن النظام الروسي يسعى إلى التستر على جريمة، وهي اتهامات رفضها الكرملين أيضاً.
أثارت وفاة نافالني موجة تنديد واسعة في الغرب، ووجهت اتهامات إلى بوتين بالوقوف وراء ذلك. وأكد المتحدث باسم الكرملين أن بوتين "أبلغ" بوفاة نافالني، لكنه لم يعلق عليها.
تعهد من داخل السجن
من جانبه تعهد المعارض الروسي إيليا إياشين المحكوم عليه بالسجن ثماني سنوات ونصف سنة لإدانته الهجوم على أوكرانيا، بمواصلة معركته ضد فلاديمير بوتين، معرباً عن قناعته بأن الرئيس الروسي "أمر" بقتل نافالني.
وكتب إيليا إياشين في رسالة نشرها أقرباؤه على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء "طالما أن قلبي ينبض، سأحارب الطغيان. وطالما أنا على قيد الحياة، لن أخاف الشر. وطالما أتنفس، سأكون مع شعبي. أقسم بذلك".
وقال إنه "مقتنع" بأن فلاديمير بوتين "أمر" بقتل صديقه القديم أليكسي نافالني. أضاف "لم يقتله فحسب، بل قتله بطريقة واضحة، بخاصة قبل الانتخابات (الرئاسية في روسيا في منتصف مارس "آذار" المقبل) حتى لا يشك أحد في ضلوع بوتين".
وتابع المعارض، "في ذهنية بوتين، هذه هي الطريقة التي تثبت فيها السلطة وجودها، بالقتل والقسوة والانتقام الواضح، هذا التفكير ليس تفكير رجل دولة. إنه تفكير زعيم عصابة".
في أبريل (نيسان) 2023، حكم على إيليا أياشين (40 سنة) في الاستئناف بالسجن لمدة ثماني سنوات ونصف سنة لإدانته "بقتل مدنيين" في بلدة بوتشا الأوكرانية قرب كييف حيث واجه الجيش الروسي اتهامات بارتكاب انتهاكات، وهو ما تنفيه موسكو كما الحال دائماً حين تتهم قواتها بارتكاب جرائم حرب.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تم نقله إلى مجمع سجون في سافونوفو قرب مدينة سمولينسك بغرب روسيا.
هو ناشط في المعارضة الروسية منذ بدء سنوات الألفين مثل أليكسي نافالني، وكان صديقاً قديماً لأبرز معارض روسي.
وقال إيليا إياشين "سيدخل نافالني التاريخ كرجل يتمتع بشجاعة استثنائية وكان يمضي قدماً من أجل قناعاته. مضى إلى الأمام غير آبه بالخوف والموت، كان يتقدم بابتسامة ورافعاً رأسه بفخر. ومات بطلاً".
وتابع "سيبقى بوتين رجلاً صغيراً حصل على سلطة هائلة بالصدفة".
وكان اياشين أيضاً صديقاً مقرباً ومتعاوناً مع خصم كبير آخر لفلاديمير بوتين، هو بوريس نيمتسوف الذي اغتيل في موسكو عام 2015. وكتب في رسالته "الألم والخوف لا يحتملان، لكن على رغم كل شيء لن أبقى صامتاً".
ولم يعلق فلاديمير بوتين على وفاة نافالني التي تأتي قبل شهر من الانتخابات الرئاسية، ويفترض أن تشهد بقاء الرئيس الروسي في السلطة لولاية جديدة مدتها ست سنوات.
أثارت وفاة نافالني موجة تنديد واسعة في روسيا والغرب ودفعت كلاً من ألمانيا وإسبانيا لاستدعاء سفيري موسكو لدى كل منهما، إضافة إلى السويد.