ملخص
تطرق نيكسون إلى سقوط شاه إيران وانتقد تخلي إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة
نشر موقع "مؤسسة ريتشارد نيكسون" سلسلة تسجيلات على قناة "يوتيوب" بعنوان "نيكسون بكلماته" (Nixon In His Own Words)، كل فيديو لا يتجاوز خمس دقائق، ويتناول بعض أهم الأحداث التي حصلت إبان فترته الرئاسية بين 1969 و1974.
تطرق نيكسون إلى سقوط شاه إيران، وانتقد تخلي إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة، برأيه الخيار لم يكن بين الشاه وشخص أفضل، بل كان الخيار بين الشاه وشخص أسوأ.
وأخذ نيكسون على كارتر قوله إن همه الوحيد بعد سقوط الشاه كان إنقاذ الرهائن الذين احتجزهم نظام الخميني في السفارة الأميركية بطهران، وقال "كان على كارتر أن يقلق ويعالج التغيير الاستراتيجي الكبير الذي حصل، وألا يعطي الانطباع بأن الإدارة الأميركية تركز فقط على الرهائن".
وأضاف في التسجيل "تعلمت من الرئيس أيزنهاور عندما كنت نائباً له الآتي: لا تفصح عما تريد أن تفعله بالأعداء، والأهم لا تفصح عما لا تريد أن تفعله"، كذلك أخذ على الإدارة السياسية والبنتاغون الثغرات الاستخبارية والعسكرية وعدم التحوط للسيناريوهات الأسوأ، مما أدى إلى فشل كارثي لخطة إنقاذ الرهائن بعد تحطم المروحيات التي كانت ستتولى المهمة.
وتابع "بدلاً من إرسال العدد الكافي من المروحيات مع مروحية إضافية، يجب إرسال أعداد مضاعفة من المروحيات لتكون متأكداً في حال حصول مشكلات ميكانيكية أو عسكرية".
في جانب آخر كشف نيكسون عما دار بينه وبين الشاه عندما وصل إلى أميركا وكان يصارع مرض السرطان، "ما أقلقه في شأن تعامل أميركا ليس أنها كانت معه أو ضده، أسوأ ما واجهه كانت سياسة التردد في الإدارة، في يوم يأتون من وزارة الخارجية ويشجعونه ضد الثوار، ثم في أيام أخرى يكتشف أن موظفين من مستويات معينة كانوا يجتمعون مع الخميني، وهذا التردد شجع أعداءه وأحبط مؤيديه"، برأي نيكسون.
وواصل المتحدث قائلاً "إذا كنت حليفاً للولايات المتحدة فأنت لن تنجو من الخطر، ولكن حتماً ستدفع الثمن إذا كنت من أعدائها"، وما أثار حيرة الشاه الحملات عليه في وسائل إعلام أميركية لليهود تأثير كبير فيها، في حين كان الحليف الوحيد في المنطقة لإسرائيل، "كان على الإعلام الأميركي أن يكون أكثر قسوة مع الخمينيين، الشاه زود أسطولنا بالنفط في حرب 1973 بعد الحظر الخليجي لشحنات النفط إلى الغرب".
ويرى نيكسون وقوف الشاه عسكرياً مع الأكراد ضد صدام حسين، أسهم في "حرب أكتوبر" بمنع العراق من المساندة الفعالة على الجبهة السورية، والإشارة إلى لبنان في تسجيلات نيكسون جاءت ضمن البرهنة على ضرورة التحوط عند اتخاذ القرارات، وعدم الركون لتقارير الاستخبارات فقط.
وأوضح نيكسون ما معناه "في عام 1958 كانت الحكومة اللبنانية تتعرض لمحاولة تقويض من السوفيات، وقرر الرئيس أيزنهاور إرسال نحو 15 ألف جندي من المارينز حتى لا تقع الحكومة بيد السوفيات"، وفي اجتماع في المكتب البيضاوي ضمني إلى جانب وزير الخارجية جون فوستر دالاس ومدير "سي آي إي" ألان دالاس، طرح أيزنهاور السؤال قائلاً "فوستر لنفترض أن استخباراتنا على خطأ وحصل تدخل عسكري من الروس، هل دبرت خطة الخطوة التالية؟".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورد فوستر دالاس قائلاً "90 في المئة لن يحصل تدخل عسكري، ولكن نعم، في حال حصل أي تدخل نحن أعددنا الخطوة التالية"، واللافت أن نيكسون لم يشر إلى الرئيس المصري جمال عبدالناصر، واستعمل تعبير الحكومة في حين أن رئيس الجمهورية كميل شمعون كان رمز التصدي لعبدالناصر، ونظر إلى الأمور بمنظار الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو، وليس في سياق صراع إقليمي محدود بين القاهرة وبيروت.
وعن "حرب أكتوبر" عام 1973 قال نيكسون "لم أفاجأ بأن استخباراتنا لم تكن على قدر المتوقع منها، المفاجأة أن الاستخبارات الإسرائيلية لم تعرف، وهي بين الأفضل في العالم، ودعماً لإسرائيل أمرت بالجسر الجوي وهو الأكبر في التاريخ بعد الأسطول الجوي لدعم برلين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وحرك السوفيات 95 سفينة سوفياتية ومهابط مروحيات في البحر المتوسط و50 ألف عسكري سوفياتي وضعوا في حال استنفار".
وأردف "لم نكن لنسمح بتدخل سوفياتي، وافقت على مستوى معين من حال تأهب نووي أيضاً، وتصرفنا لإنقاذ إسرائيل، ولكن في الوقت نفسه حرصنا على عدم تجاهل المصريين، خصوصاً بعدما حوصر جيشهم الثالث على الضفة الغربية لقناة السويس".
نيكسون رد نجاح الدبلوماسية المكوكية لوزير خارجيته هنري كيسنجر إلى أن ما حصل كان وفق مبدأ سلام من دون انتصار، "وهذا المبدأ هو السبيل الوحيد الذي يصمد في أوضاع كهذه، وإذا حصلت على انتصار كبير لطرف بعينه، أنت تحضر لحرب أخرى، وبعد شهر من الحرب عادت العلاقات الطبيعية بين مصر والولايات المتحدة".
وعن السادات قال نيكسون إنه "ذكي ويتحرك باندفاع، وعندما اجتمعت به شرح لي سبب يأسه من السوفيات الذين لم يدعموه لا اقتصادياً ولا عسكرياً".
وعن القرار التاريخي بطرد السوفيات والرهان على الأميركيين، قال نيكسون "لا شك أن للملك السعودي فيصل دوراً في ذلك، فقد كان خصماً عنيداً للسوفيات وحاول إبعاد السادات عنهم تدريجاً"، متابعاً "السادات كان يعلم أنني مثل أيزنهاور لم أنتخب بدعم من اللوبي الإسرائيلي، ولكنه علم أيضاً أنني على رغم دعمي لإسرائيل لن أكون غير عادل مع مصر".