قد تكون الهدنة الهشّة التي أعلنت روسيا موافقة النظام السوري عليها في إدلب شمال غربي سوريا في 31 أغسطس (آب) الماضي، في طريقها إلى السقوط النهائي، في ظلّ الخروقات التي تخلّلتها، وآخرها على ما يبدو عودة للقصف الروسي. إذ أفاد سكان ومصدران من المعارضة السورية بأن مقاتلات، يرجّح أنها روسية، قصفت مناطق خاضعة للمعارضة، ليل الثلاثاء- الأربعاء 11 سبتمبر (أيلول)، وأسفرت عن مقتل المدني الأوّل منذ بدء سريان الهدنة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
الخرق الجوي الأول للهدنة
وشهد يوم الثلاثاء الخرق الأوّل للهدنة قامت به طائرات حربية، قال المرصد السوري إنها روسية واستهدفت بغارتين مواقع لفصائل مسلّحة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وأضاف المرصد أن القصف الجوي الروسي تكّرر ليل الثلاثاء- الأربعاء ليستهدف مناطق عدة في ريف إدلب الغربي، قبل أن يتوقّف صباح الأربعاء.
وفي هذا السياق، قال سكان إن مقاتلات حلّقت على ارتفاعات كبيرة، وقصفت قرية قرب كفر تخاريم ومنطقة قريبة من بلدة دركوش، الواقعتين في ريف محافظة إدلب.
وبينما نفت موسكو تنفيذ الضربات الأولى، أسفر القصف في قرية الضهر عن مقتل رجل عجوز في الـ 75 من العمر، نازح منذ سنوات من منطقة حلب شمال سوريا.
خروقات بالقصف المدفعي
وكانت روسيا أعلنت في 31 أغسطس موافقة دمشق على هدنة أحادية الجانب في إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة وتخضع لاتفاق روسي- تركي منذ عامين لإقامة "منطقة لخفض التصعيد" فيها. ومنذ إعلان الهدنة الأخيرة غابت الطائرات الحربية عن أجواء المنطقة، لكنّ الخروقات بالقصف المدفعي استمرّت بتقطع وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى.
وبدعم من فصائل مسلحة مدعومة من إيران، قصفت قوات النظام السوري بلدات عدة في جنوب إدلب، منها كفر سجنة وحزارين، الأمر الذي تضعه المعارضة في إطار نمط ثابت يقوم على قصف مناطق المعارضة على الرغم من اتفاق الهدنة. وقال المتحدّث باسم جماعة جيش النصر المعارضة محمد رشيد، إن "القصف المدفعي لم يتوقّف على قرى ريف إدلب الجنوبي منذ الهدنة المزعومة".
مشاركة قوات روسية برية
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقول المعارضة إن قوات روسية خاصة وفصائل مسلّحة مدعومة من إيران، تقاتل إلى جانب قوات النظام، انتهكت أيضاً وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، بمحاولتها مراراً اقتحام المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لكنّها فشلت بعد التصدي لها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في أغسطس، إن القوات الروسية تقاتل على الأرض في إدلب لهزيمة الجماعات الإسلامية المتشدّدة، التي تحمّلها موسكو وحليفتها سوريا مسؤولية انتهاك ترتيب خفض التصعيد الذي توصّلت إليه مع أنقرة.
وتعدّ هذه الهدنة الثانية من نوعها في إدلب منذ بدء دمشق، في نهاية أبريل (نيسان)، بتصعيد قصفها على المنطقة، مدعومة من روسيا، ما تسبّب بمقتل أكثر من 950 مدنياً وفق المرصد، وفرار أكثر من 400 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة. علماً أن إدلب ومحيطها تؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من النازحين.