Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ينظر الشباب إلى انتخابات تجرى بين أكبر مرشحين سنا في أميركا؟

ما خيارات الشباب الأميركي في ظل وجود مرشحين رئاسيين يكبرانهم بـ60 سنة؟

الناخبون الأصغر سناً يدرسون خياراتهم بالتصويت ما بين جو بايدن ودونالد ترمب (أ ف ب/غيتي/أ ب/أريانا بايو/جوليا ساكي/آيستوك)

ملخص

أصوات الشباب الأميركي حاسمة في السباق الرئاسي بين بايدن وترمب

داخل قاعة احتفالات في فندق يقع بين مدينتي راليه ودرهام في ولاية كارولاينا الشمالية، انهمك حشد متحمس من الليبراليين الشباب بالتقاط صور "سيلفي" وتبادل حسابات "إنستغرام". تلامست المعاصم المزينة بأساور تايلور سويفت فيما صفق مراهقون ما زالت الطفولة تطل من ملامحهم وشباب في العشرينيات من عمرهم يرتدون ملابس عمل غير رسمية لإنجازات مواطنيهم. قد يعتبر البعض هذا المشهد أسوأ كابوس بالنسبة إلى الجمهوريين، فيما يسميه آخرون: مؤتمر الشباب الديمقراطي في كارولاينا الشمالية.

وسط الطاولات المدورة الكثيرة، تجد سلون دوفال البالغة من العمر 21 سنة، وهي رئيسة تجمع الشباب الديمقراطي في جامعة كارولاينا الشمالية في تشابل هيل، كما أنها من مناصري بايدن، شأنها في ذلك شأن كثير من زملائها المشاركين في المؤتمر.

في عام ولادتها، أطفأ بايدن شمعته الـ60 وأعيد انتخابه للولاية الخامسة في مجلس الشيوخ. والآن، بعد مرور أكثر من 20 عاماً، يعتمد الرجل الذي بلغ الـ81 من عمره عليها وعلى ناخبين كثر غيرها من "الجيل زد" للمساعدة في إعادة انتخابه رئيساً للبلاد.

وقالت دوفال لـ"اندبندنت" "أعلم بأن كثراً لا يعتبرونه المرشح المثالي. وأعتقد أن جيلنا لا يعزو إليه الفضل الذي يستحقه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على رغم تشكيك أبناء جيلها، دوفال واحدة من بين شباب ديمقراطيين كثر يؤمنون برؤية بايدن ويرغبون في بقائه على رأس الإدارة الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني). وهي واحدة من بين 40.8 مليون شخص من "الجيل زد" مؤهلين للإدلاء بأصواتهم هذا العام- ومنهم 8 ملايين نالوا حق الاقتراع لأول مرة.

ويعتمد الديمقراطيون على عدد متزايد من الناخبين الشباب لمساعدتهم على إعادة انتخاب السيد بايدن. عام 2020، أدلى نحو 55 في المئة من الناخبين الذين تراوحت أعمارهم ما بين 18 و29 بأصواتهم في الانتخابات فيما صوت معظمهم للسيد بايدن، مساهمين من ثم في فوزه بالمقعد الرئاسي. وفي ظل ميول عدد أكبر من الشباب نحو اليسار بدل اليمين، لا يسع الديمقراطيون أن يخسروا دعمهم.

لكن المخاوف تزداد من تراجع اهتمام الشباب بالتصويت لبايدن، مقارنة بحماسهم عام 2020.

خلال السنوات الأربع الأخيرة، تابع الناخبون الشباب الرئيس وهو يرتكب الزلة تلو الأخرى، بدءاً بتعثره الجسدي ووصولاً إلى نسيانه الأسماء أو الأماكن في معرض إدلائه بخطاباته. ليس وضع البلاد في يد الرجل نفسه الذي وصف بـ"المسن صاحب الذاكرة الضعيفة" في تقرير جديد كتبه محقق خاص، بالسيناريو المثالي بالنسبة إلى شباب كثر.

ويبين استطلاع آراء مبكر أجراه معهد هارفرد للسياسة أن الشباب الأميركي أقل حماسة للتصويت هذا العام وقد يؤجل من ثم مشاركته في الانتخابات العامة.

لكن ذلك لا ينطبق على الشباب الديمقراطيين الذين لديهم ميول سياسية ويخصصون وقتاً للتطوع في دعوة الناخبين الشباب لإعطاء صوتهم لمرشحي الحزب الديمقراطي.

وفي رأي كريستوفر براسويل البالغ من العمر 27 سنة "حتى لو كان أكبر سناً، ورجلاً مسناً، فلديه كثير من الأفكار المبتكرة".

رددت ماري مارغريت باربي، وهي طالبة عمرها 21 سنة، ما قالته دوفال عن أن بايدن ليس المرشح "المثالي" للشباب. لكنها أضافت بأن سجله السياسي يتطابق ورغبات وحاجات "الجيل زد" "على المحك أمور كثيرة، بدءاً بحقوق مجتمع الميم والحقوق الإنجابية ووصولاً إلى الإسكان الميسور الكلفة والتعليم وكل القضايا التي يجد طلاب اليوم أنفسهم يواجهونها بمشقة هي أمور مطروحة في التصويت".

ويعتبر "الجيل زد" الأكثر تنوعاً من الناحيتين العرقية والإثنية وينتمي 30 في المئة من أفراده إلى مجتمع الميم. وهم يولون أهمية كبيرة لقضايا المساواة كما يؤمنون بمساواة الوصول إلى الرعاية الصحية مع التشديد على الرعاية الإنجابية والنفسية. وتهمهم كذلك قضايا تغير المناخ وخفض العنف المسلح والإعفاء من تسديد الديون الدراسية.

وخلافاً للأجيال التي سبقتهم، لا يولون أهمية كبيرة لمسائل الدين وأمن الحدود. وهم مدركون على ما يبدو لوجود عناصر كثيرة مطلوبة للتعامل مع هذه القضايا تتخطى سن الرئيس أو مظهره.

وقال رئيس فرع الحزب الديمقراطي في كارولاينا الشمالية أندرسون كلايتون "أعتقد أن أكثر ما يغفل عنه الناس في الأحداث الجارية حالياً هو وجود خطاب يقول إن الشباب غير منخرطين في السياسة (يقول الناس) إنهم غير مهتمين. وإنهم لن يصوتوا هذا العام، لكنني أقول ’بل سيصوتون‘. لأن الشباب ليسوا أغبياء. وهم أذكى بكثير مما يعتقده الناس".

في السياق نفسه، أشار أصغر أعضاء الكونغرس، ماكسويل فروست (ديمقراطي عن فلوريدا)، إلى دعم الناخبين الشباب لبيرني ساندرز خلال الحملة الانتخابية في عام 2020، باعتبار هذا الدعم دليلاً على سلوكهم في التصويت.

وقال فروست "أحب كثيراً من الشباب بيرني ساندرز، أليس ذلك صحيحاً؟ لكنه مسن هو الآخر. والمسألة من ثم لا تتعلق بالسن بل بالسياسات".

وحاز السيناتور ساندرز الذي كان يبلغ من العمر 78 سنة عند ترشحه للرئاسة، نحو نصف أصوات الشباب في الانتخابات التمهيدية في ولايتي أيوا ونيو هامشير قبل أن يعلق حملته.

وأضاف فروست "شهد عام 2020 أعلى مشاركة انتخابية شبابية في تاريخ البلاد. لمن صوت هؤلاء؟ لجو بايدن".

عام 2020، أدلى 26 في المئة من الشباب الذين تراوحت أعمارهم ما بين 18 و29 بأصواتهم في الانتخابات. أما في الانتخابات النصفية، التي جرت في عام 2022، فصوت 28 في المئة من الذين تراوحت أعمارهم ما بين 18 و24 سنة - وهذه أعلى نسبة مشاركة للناخبين الشباب في انتخابات نصفية، مقارنة بالأجيال الأربعة الماضية.

ما دوافع هؤلاء الشباب للتصويت، لا سيما أنهم كتلة الناخبين الأقل ترجيحاً للمشاركة في الاقتراع؟ ربما نجد السبب في فلسفة "الجيل زد" تجاه موضوع التصويت: تفضيل السياسات على الأشخاص أو الأحزاب.

فـ"الجيل زد" هو الأنشط سياسياً، لكن خلافاً للأجيال الأكبر سناً، هو الأقل عرضة للتماهي مع حزب سياسي واحد والحفاظ على ولائه له، بل يفضل البقاء مستقلاً والاكتفاء بتفضيل حزب على الآخر.

وهذا يعني أنه على الجمهوريين والديمقراطيين الكفاح من أجل الحصول على أصوات "الجيل زد" الذي لا يمكن أن يعتمدا على التزامه خط الحزب في صناديق الاقتراع، كما يفعل كثر من "الجيل إكس" وجيل "طفرة المواليد".

لدى سؤالها إن كانت عازمة على التصويت لبايدن، أجابت إيلي إدمونستون، الطالبة التي تبلغ 21 سنة من العمر بـ"نعم" واثقة. لكن سلوكها تغير عندما سئلت إن كانت متحمسة للتصويت له.

أطرقت لحظة وأجابت "أنا متحمسة لكي يفوز شخص من الحزب الديمقراطي".

وتدعم الآنسة إدمونستون سياسات الديمقراطيين أكثر من مرشح الحزب نفسه. وهو ما ينطبق على الذين ينوون التصويت لبايدن من أجل منع إعادة انتخاب المرشح المرجح عن الحزب الجمهوري، دونالد ترمب.

قال ماثيو روبسون، وهو في الـ20 من عمره وسيصوت للمرة الأولى في دورة انتخابات عامة "إنه أفضل من ترمب، ولذلك سأصوت لجو بايدن. أعني أن البديل هو دمار الديمقراطية. وأفضل أن أعطي صوتي لأي شخص تقريباً غير دونالد ترمب".

قد يكون احتمال فوز ترمب بولاية ثانية هو دافع معظم الشباب للتصويت لبايدن.

وبثت حملة ترمب فيديوهات دعائية تسلط الضوء على الهفوات اللفظية التي ارتكبها بايدن خلال أربعة أعوام من ترؤسه البلاد- ملمحة إلى "حدوث" شيء ما للرئيس قوض قدراته. وصف رئيس مجلس النواب مايك جونسون بايدن بأنه غير أهل للرئاسة عقب تقرير المحقق الخاص روبرت هور. أما النائبة مارجوري تايلور غرين، فقد قالت إن بايدن "عجوز متحجر".

لكن ترمب لم يهاجم سن بايدن شخصياً ربما لأنه لا يصغر الرئيس الحالي سوى بثلاث سنوات ونصف السنة.

وفي موضوع رأي الجمهوريين الشباب في سن ترمب، لا يختلف إجماع الآراء عن نظرة الديمقراطيين الشباب إلى سن بايدن.

قالت رئيسة اتحاد الشباب الجمهوري في كارولاينا الشمالية، إميلي ستاك، البالغة من العمر 29 سنة، إنه فيما قد يفضل الجمهوريون الشباب مرشحاً أصغر سناً، في نهاية المطاف، سيدعمون المرشح الذي تختاره اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، أياً كان.

وأضافت ستاك "أعني أن الجمهوريين الشباب يريدون أن يروا أشخاصاً أصغر في ذلك المنصب. ويريدون أن يروا شخصاً أقل تبجحاً".

وتطرح ستارك هذا المنظور عن ترمب بأسلوب مصقول ومهني- في اختلاف عن أصحاب القبعات الحمراء الذين غالباً ما يربطون بقاعدة ترمب الشعبية. وتذكر الاقتصاد والتضخم وتخفيض الكلف باعتبارها قضايا يرغب الجمهوريون الشباب في أن تحلها ولاية ترمب الرئاسية المحتملة.

وشرحت الآنسة تساك بقولها "أعتقد أن غالبية [الجمهوريين الشباب] يفكرون ’لو هذا هو المرشح، فهو من سندعمه‘ لأننا في نهاية المطاف جمهوريون وعلينا أن نؤازر بعضنا بعضاً ونضع حداً لكل هذا الاقتتال الداخلي".

فيما لا يعد "الجيل زد" أكبر الكتل الانتخابية، أظهرت مشاركته عام 2020 درجة نفوذه. تشير استطلاعات الرأي الانتخابية المبكرة إلى أن السباق هذا العام قد يحتدم، وفي هذا الإطار، حصل السيد بايدن في استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك Quinnipiac على 50 في المئة فيما حاز السيد ترمب على 44 في المئة. وفي استطلاع آخر أجرته شركة "أس أس آر أس" (SSRS) و"سي أن أن"، حصل السيد ترمب على 49 في المئة مقابل 45 في المئة للسيد بايدن.

لا يحتمل كل من بايدن أو ترمب خسارة أصوات الشباب في ظل هذا التقارب الشديد في أرقام الاستطلاعات.

ومن حسن حظ بايدن أن دوفال وكثراً غيرها عازمون على المشاركة والتصويت له - وإن كان أكبر الرؤساء سناً في التاريخ.

وقالت الآنسة دوفال "انظروا إلى تاريخه. لقد ألغى قروضاً طلابية. وخصص أكبر استثمار لقضية المناخ. وكما عين في المحكمة العليا أول سيدة أميركية من أصول أفريقية وعين أول سيدة سوداء في منصب نائب الرئيس. أقر أول تشريع لتنظيم حمل السلاح منذ عقود، يحظى بدعم الحزبين الرئيسين. وهي كلها قضايا تهم جيلنا".

وختمت بالقول "وكما تعلمين، علينا أن ندرك أنه وإن لم يكن المرشح المثالي بالنسبة إليك، لكنه المرشح المثالي في هذه المرحلة، لأنه استطاع أن يهزم دونالد ترمب قبلاً وسوف يهزمه مجدداً".

© The Independent

المزيد من دوليات