Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تستعد لسياحة ما بعد الحرب: "نرحب بالزوار ولكن بلا أسلحة"

حصري: المسؤولة في قطاع السياحة ماريانا أوليسكيف تقول: "نحن جاهزون لاستئناف السياحة بمجرد فتح الحدود والأجواء الأوكرانية من جديد"

منطقة الحظر: سائح يعاين مجموعة رادار بالقرب من مفاعل تشيرنوبيل النووي في أوكرانيا، وهي منطقة ستظل غير مفتوحة في المستقبل المنظور (سايمون كالدر)

ملخص

أوكرانيا تطلق حملة تدعو فيها السياح إلى زيارتها بعد انتهاء الحرب على أراضيها؟

ستطلق أوكرانيا حملةً هذا الأسبوع لجذب السيّاح الدوليّين، وهي تقول للعالم إن بنيتها التحتية وفنادقها ومرافق الخدمات فيها جاهزة لاستقبال الزوار.

وعشية أكبر حدثٍ للسفر في العالم، وهو "معرض برلين للتبادل السياحي الدولي" (ITB) ، أكّدت رئيسة "وكالة الدولة للتنمية السياحية" الأوكرانية لصحيفة "اندبندنت"، أن قطاع السياحة سيضطلع بدورٍ رئيسي في مرحلة التعافي ما بعد الحرب.

وقالت ماريانا أوليسكيف: "نرحب بالزائرين شرط ألا يحملوا أسلحة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت، "إن أي مبلغ ينفقه الزائرون في أوكرانيا سيسهم في انتعاش اقتصادنا ويساعد البلاد على التعافي".

وتابعت، "على رغم أن أوكرانيا تشكّل علامةً تمّ تطويرها في مجالاتٍ مختلفة على الساحة الدولية، إلا أنها ما زالت غير معروفة في المقام الأول على أنها وجهةٌ سياحية".

وتابعت المسؤولة السياحية قائلةً "إن الناس غالباً ما يربطون أوكرانيا بالشجاعة أو بالحرب والدمار. وقد يقودهم ذلك إلى تصوّر أن بلادنا تشبه على سبيل المثال مدينة ماريوبول".

ولفتت أوليسكيف إلى أنه "قد تحمل بعض المدن أوجه تشابه مع ماريوبول، إلا أن الأراضي المحتلة في الوقت الراهن لا تشكّل سوى 20 إلى 30 في المئة من مساحة أوكرانيا".

وأكّدت أن "بقية مناطق أوكرانيا هي على ما يرام، وهي جميلةٌ جداً. وثمة بنية تحتية جيّدة، وفنادق ممتازة، وخدمات جيدة، وتغطية إنترنت".

وأشارت إلى أن "الهدف هو تحويل الاهتمام الراهن بأوكرانيا على أنها مجرّد دولةٍ يتمّ تقديم المساعدة لأفرادها، أو الشعور بالأسف تجاهها، إلى بلدٍ يستحقّ الدعم من خلال الزيارة".

وأوضحت رئيسة "وكالة الدولة للتنمية السياحية" في أوكرانيا أنه "ليس هناك جدولٌ زمنيٌ واضح لإطلاق السياحة. إذ يمكن أن يكون هذه السنة، أو السنة المقبلة، أو حتى بعد سنتين من الآن. فنحن لدينا الوقت لإعداد الخطط وتطويرها، على رغم أنها معلّقة في الوقت الراهن. ومع ذلك، فإننا مستعدّون للانطلاق فور إعادة فتح الحدود والأجواء الأوكرانية".

وكانت السيّدة أوليسكيف قد تولّت منصبها في مارس (آذار) عام 2020، قبيل التوسّع السريع المتوقّع للرحلات الجوّية الآتية من المملكة المتّحدة ودول أخرى. لكن الخطوط الجديدة للرحلات الجوّية من لندن إلى مدينة أوديسا، التي كانت قد روّجت لها كلٌّ من شركتي "رايان إير" Ryanair و"ويز إير" Wizz Air، قد تعطّلت بسبب جائحة "كوفيد".

وكانت روسيا قد غزت أوكرانيا في فبراير (شباط) عام 2022، ما أدّى إلى تعطيل جميع أشكال السياحة الوافدة إلى البلاد من الخارج.

السيدة أوليسكيف ذكرت أنه من اللافت للنظر أن الأوكرانيين ما زالوا يأخذون إجازات. ولا يزال لدينا نشاط سياحي - السياحة الداخلية - في أوكرانيا. وهذا الأمر يساعدنا أيضاً على مواجهة كلّ ما يجري في بلادنا.

وأضافت: "لدينا مقاهٍ وحانات ومطاعم مفتوحة وشغالة. كما أن الفنادق مفتوحة هي الأخرى، وتعمل كمراكز حيوية خلال الأزمات، كانقطاع التيار الكهربائي في الشتاء الماضي. ويعتمد عليها كثيرون للحصول على الغذاء، والتمكّن من شحن هواتفهم، وذلك بفضل المولّدات الموجودة لديها.

وأوضحت أن الناس يواصلون السفر، ولا سيما منهم العائلات التي لديها أطفال، بحثاً عن وجهات أكثر أماناً وسط حالة عدم اليقين التي يعيشونها. وهم ينتقلون إلى أماكن أكثر أمناً مثل جبال كاربات ووسط غرب أوكرانيا، وهي المناطق التي تسهم في الحفاظ على الصحة العقلية".

وشددت رئيسة الهيئة السياحية الأوكرانية على ضرورة أن يتفادى الزائرون الوافدون من الخارج السفر إلى البلاد إلى حين انتهاء النزاع. وقالت: "إن الوقت غير مناسب الآن. فهناك عددٌ من التحدّيات، بما فيها الخدمات اللوجستية المعقّدة، والنقص في التغطية التأمينية للأخطار في أوكرانيا. حتى المسائل الصحّية البسيطة، التي لا علاقة لها بالنزاع، قد لا تغطّيها معظم شركات التأمين. لذا نحن لا نوجّه الدعوة إلى أي شخص لزيارتنا في الوقت الراهن".

وأعربت السيدة أوليسكيف عن تفاؤلها بأن تعود السياحة إلى الانتعاش، "بمجرّد مواصلة الرحلات الجوّية، وعندما نتمكّن من ضمان السلامة الكاملة للزائرين في مناطق محدّدة".

وذكّرت بأنه في الشهر الماضي، أكدت شركة "رايان إير" التزامها تسيير عملياتٍ جوية كبيرة تربط مطاراتها بالمدن السياحية الرئيسية في أوكرانيا كالعاصمة كييف ومدينتي لفيف وأوديسا، وذلك في غضون 6 أسابيع من وقف إطلاق النار.

وكانت هذه المدن الثلاث تشكّل قبل الغزو الروسي، وجهاتٍ رئيسية لزائري أوكرانيا. ومع ذلك، فإن البلاد حريصةٌ على تنويع عروض وجهاتها السياحية.

وقالت السيدة أوليسكيف: "حتى أثناء فترة الوباء في العام 2021، اتّخذنا خطواتٍ لتنويع سياحتنا من خلال تقديم طريق جديد إلى جبال كاربات، تمّ تصميمه خصيصاً للسياح الوافدين من المملكة العربية السعودية".

وتابعت: "لقد استمتع السيّاح حقاً بتجربتهم. فسلسلة جبال كاربات تتميّز بمنتجعاتٍ جيدة للغاية، ولديها مساحات خضراء وفيرة، وأمطار غزيرة، وطقسها لطيف. وفي عام 2022، كانت لدينا خططٌ طموحة لزيادة عدد السيّاح الذين يزورون تلك المنطقة بنحو ثلاثة أضعاف. لكن روسيا التي بدأت الحرب عطّلت خططنا ولم نتمكن من القيام بها".

أما مدينة تشرنوبيل - التي شهدت انفجار مفاعلها النووي في عام 1986، وكانت قبل الغزو الروسي وجهة جذبٍ سياحي بارزة - فستظل خارج الخريطة السياحية في المستقبل المنظور، بحسب تأكيد السيدة أوليسكيف.

وفي تعليلها للسبب قالت إنه "كان هناك غزوٌ روسي لتلك المنطقة، ما أدّى إلى زرع ألغام بكثافة فيها لمنع المزيد من التوغّلات. ونحن لسنا مهتمين في الواقع بتعزيز "السياحة المظلمة". ويتمثّل هدفنا بدلاً من ذلك، في تثقيف الناس حول تاريخ هذا الصراع، ومشاركة قصص الأشخاص المتضرّرين، وتسليط الضوء على جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا وتداعياتها. إن جمهورنا الأساسي هو الأجيال المقبلة التي نأمل في أن نعلّمها ونلهمها".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات