ملخص
قام سفراء "اللجنة الخماسية" بجولة شملت كلاً من بري والراعي وعون وجعجع على أن يستكملوا لقاءاتهم على باقي الفرقاء السياسيين في مطلع أبريل المقبل
في محاولة جديدة لإنهاء الفراغ الرئاسي المستمر منذ سنة ونصف السنة في لبنان، أطلقت "اللجنة الخماسية" التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، حراكاً جديداً لإتمام هذا الاستحقاق، انطلق بجولة لسفراء الدول الخمس في بيروت على رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني بشارة الراعي أمس الإثنين، والرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اليوم الثلاثاء، على أن يستكملوا لقاءاتهم مع باقي الكتل السياسية مطلع الشهر المقبل.
جعجع ينتقد بري
ومن معراب، قال جعجع بعد استقباله كلاً من السفراء السعودي وليد بخاري والمصري علاء موسى والقطري سعود بن عبدالرحمن آل ثاني والأميركية ليزا جونسون والفرنسية هيرفيه ماغرو، إن هذه الدول تحاول مساعدة لبنان على انتخاب رئيس و"لذلك كنت صريحاً معهم بأن المشكلة هي لدى محور الممانعة (أي حزب الله وحلفائه) لأنه لا يريد انتخابات أو يريدها على قياسه"، داعياً إياهم إلى بحث "جوهر المشكلة" مع فريق "الممانعة".
ووجه جعجع سهامه باتجاه بري، متهماً إياه بإجهاض مبادرة كتلة "الاعتدال" لانتخاب رئيس، قائلاً إنه لم ير "أشطر" من بري في مغمغة الأمور وإنه بات بمثابة "Babysitter" (أي حاضن أطفال) لمحور "الممانعة".
وطالب جعجع بتطبيق الدستور لإتمام الاستحقاق الرئاسي قائلاً، "بعد فترة، سنواجه معضلة تسمية رئيس حكومة، وتبعاً للدستور يسمى رئيس الحكومة المكلف من قبل النواب بعد الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري ويصدر مرسوم في هذا الصدد، فهل المطلوب أن نعقد أيضاً جلسة حوار لتسمية رئيس جديد لمجلس الوزراء؟ كفى استهتاراً بالدستور".وأضاف، "أقصى ما سنقبل به هي المبادرة التي طرحتها كتلة الاعتدال الوطني، وهي أن نتداعى كنواب بين بعضنا البعض ونتحاور في مهلة زمنية معينة، وإذا تفاهمنا على مرشح كان به، وفي حال لم نتفق نذهب إلى الجلسة الانتخابية ومن يربح يربح ومن يخسر يخسر".
وأوضح جعجع أن "السفراء الخمسة لديهم النية لمعالجة الملف اللبناني ولكنهم يصطدمون بجدار في الجهة المقابلة. لقد حاولوا أن يأخذوا شيئاً من هنا (معراب)، لكنهم لم يأخذوا ولن يأخذوا شيئاً، طبيعي لا شيء يُعطى باعتبار أننا غير مستعدين لخرق الدستور أو تخطيه، للإتيان برئيس تابع لحزب الله"، منتقداً تمسّك الحزب بترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ورفضه البحث في خيار ثالث.
عون يشدد على قدرات الرئيس العتيد
أما الرئيس السابق ميشال عون فشدد عقب لقائه سفراء "الخماسية" في دارته في الرابية اليوم، على "ضرورة أن تتوفر لدى المرشح الرئاسي النية والقدرة على معالجة الأزمات التي يعانيها لبنان، خصوصاً ما يطاول الاقتصاد والأمن، ومتابعة التحقيقات في الجرائم المالية".
وبعد اللقاء، قال السفير المصري علاء موسى إن اللجنة كانت حريصة على لقاء عون "لأمرين مهمين: أولاً لرمزيته السياسية والأمر الآخر لخبرته وتجربته الطويلة". وأضاف "عرضنا عليه خطتنا للتحرك في الفترة المقبلة، وما نتصوره من مسار يمكن انتهاجه في الأيام القليلة المقبلة وصولاً إلى انتخاب الرئيس".
وأشار موسى إلى أن اللجنة ستستكمل لقاءاتها في مطلع شهر أبريل (نيسان) المقبل مع باقي الكتل السياسية بعد عودة عدد من السفراء من عواصمهم "وصولاً إلى الحصول على أرضية مشتركة تسمح لنا أن نحدث اختراقاً في هذا الملف الصعب".
الراعي يتمسك بالمعدات الدستورية
وفي عظة خلال قداس اليوم بمناسبة عيد القديس يوسف، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، إنه صارح سفراء "اللجنة الخماسية" أمس بأن "طريق الحل مرسوم في الدستور، وأن التوافق على شخص، على رغم جمال الكلمة، مناف للدستور وللديمقراطية وللمنطق في جو الانقسام السائد في البلاد. فالتوافق كما نرى يعطي حق الفيتو على الأشخاص، ويخلق العداوات مجاناً في عائلتنا اللبنانية... الحل هو في الذهاب إلى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس وفقاً للمادة 95 من الدستور، من بين الأشخاص المطروحة أسماؤهم أو غيرهم وكلهم جديرون، وذلك في جلسات متتالية. وبنتيجة الاقتراعات يتوافق النواب على اختيار الرئيس الذي تحتاج إليه البلاد في الظروف الراهنة، والذي يحصل على العدد المطلوب من الناخبين يكون هو الذي يتوافقون عليه".
بري: التفاهم أولاً
وكانت اللجنة بدأت لقاءاتها أمس في عين التينة حيث اجتمعت مع بري، الذي أكد أن "اللقاء كان جيداً وسيتكرر، والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الاستحقاق".
ومن ثم انتقل سفراء "الخماسية" إلى بكركي حيث التقوا الراعي، وأوضح السفير المصري أن الخطوات التي ستقوم بها اللجنة تشمل "مراحل عدة، الأولى الحديث مع كل الكتل السياسية من دون استثناء للحصول منهم على التزام بأنهم يرغبون جميعاً في انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وفقاً لخريطة طريق ستقدمها الخماسية، وهي بداية عناوين رئيسة ثم نذهب بعد ذلك إلى التفاصيل". وأوضح أن اللجنة ستلتقي الكتل السياسية "مرات عدة، لأن هناك أموراً كثيرة يجب الاتفاق عليها، وسنعرض عليهم العناوين الرئيسة وخريطة طريق تحركنا في المستقبل"، مشيراً إلى أن هذه الخريطة "قابلة للتعديل والإضافة والتحسين".
ورداً على سؤال قال موسى إن "العنوان الرئيس هو الالتزام والإرادة والرغبة والنوايا الصادقة، ونحن لمسنا هذه الأمور من مختلف القوى السياسية"، موضحاً أن "الخماسية" تسعى إلى "الحصول على التزام من مختلف الأطراف للتغلب على التفاصيل لاحقاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"التزام" من بري
وأوضح موسى أن بري أعرب أمام "اللجنة الخماسية" عن "التزامه، فور التوصل إلى توافق من مختلف الكتل والقوى السياسية، بدعوة المجلس النيابي إلى عقد جلسة لانتخاب الرئيس". وأضاف "لكن أقول لكم إن هذه المرحلة الأخيرة تسبقها أشياء كثيرة، ويجب أن تمهد الأرضية من أجل الوصول إلى جلسة ليست بالطويلة، على أن تسبقها حوارات ونقاشات تفضي إلى توافق ما بين الكتل السياسية المختلفة".
ورداً على سؤال عن رغبة بعض الأطراف لا سيما "حزب الله" في التريث بانتخاب رئيس ريثما يتضح وضع الحرب في قطاع غزة، قال السفير المصري إن "ما يحدث في الإقليم يجب أن يكون الدافع للإسراع في انتخاب الرئيس، لأن لبنان والمنطقة يواجهان تحديات كبيرة وكثيرة، ومن ثم لا بد من وجود رئيس".
وأوضح موسى أن "المرونة" التي لمستها "الخماسية" لدى مختلف الأطراف دفعتها إلى التحرك بحثاً عن أرضية مشتركة في ما بينهم. وقال "الكتل السياسية عندها قناعة الآن بأن التوافق في ما بينها هو شيء مهم للغاية. وعندما نتحدث عن التوافق يعني أن الجميع لديه استعداد للحوار والنقاش والتشاور، وصولاً إلى أمر يتفق عليه الجميع وهذا ما نبحث عنه".
"الكتائب" يحذر
وفي سياق متصل، قال المكتب السياسي لحزب "الكتائب" في بيان اليوم، إن "المبادرات الداخلية والخارجية الساعية إلى تسريع انتخاب رئيس للجمهورية سيكون مصيرها الفشل إذا لم يقدم حزب الله وفريقه السياسي على ملاقاة اللبنانيين إلى منتصف الطريق عبر التخلي عن مرشحه والذهاب الى آخر يشكل نقطة التقاء بين جميع اللبنانيين".
وحذر من "استغلال حزب الله لهذه المبادرات لشراء الوقت وترهيب الأفرقاء وترغيبهم للخضوع لإرادته كما درجت عليه العادة".