Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تيك توك" تحبس الصراع العالمي في مقاطع قصيرة مسلية

ما يجري بين الصين وأميركا من حرب تكنولوجية وتجارية وسياسية وإستراتيجية وتسليحية حاضر في "الكيد" الدائر حالياً تجاه المنصة

المستخدمون الأميركيون بشكل عام سعداء بخوارزميات "تيك توك" التي تقترح عليهم محتوى يجدونه مثيراً ( ف ب)

ملخص

حرب ضروس تتداخل فيها السياسة والتجارة والتكنولوجيا والمنافسة والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والانتخابات الرئاسية الأميركية وجيل "Z" وحرية التعبير وصراع المنصات، وكيد الدول وصراعاتها المحمومة على الملأ وفي الخفاء.

بيع قسري وحظر مرتد وقمع شركات وهلاوس انتخابات وبلطجة دولية، وصراع محموم بين قوة عظمى وأخرى قد تكون في طريقها لتلحق بها.

كل ذلك وأكثر تدور رحاه بسبب تطبيق عنكبوتي قائم في معظمه على ومضات مصورة لحيوانات أليفة في مواقف غريبة، وشباب يرقصون رقصات عجيبة ومقاطع كوميدية وأخرى هزلية وتحديات لياقة بدنية واستعراضات رياضية وأخرى راقصة، وثالثة هجين لا يفهم منها كثير باستثناء تراكم المتابعين وحصد المشاهدات وجني الإيرادات.

إيرادات تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة العام الماضي بلغت نحو 16 مليار دولار أميركي، وضخامة الرقم تبدو منطقية في ضوء الشعبية الكبيرة والانتشار الواسع لهذه المنصة بين الأميركيين، ولا سيما المراهقين والشباب، فواحد من بين كل ثلاثة أميركيين يستخدم "تيك توك".

سعداء بخوارزمياته

أكبر عدد من مستخدمي "تيك توك" يوجد في أميركا حيث بلغ 170 مليون أميركي هذا العام، بعد أن كان 150 مليوناً العام الماضي، والزيادة كبيرة ومطردة، والمستخدمون الأميركيون سعداء بخوارزمياته التي تقترح عليهم محتوى بعينه تجده المعظم مثيراً، فهذه الخوارزمية الفريدة التي تتوقع اهتمام المستخدم بناء على مشاهدات سابقة وحساب عدد الثواني أو الدقائق التي يمضيها في مشاهدة محتوى ما، أي بناء على سلوك المستخدم تقدم له توليفة فريدة من المحتوى الذي يجذبه ويميل إليه.

وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة "بيو" لبحوث الإنترنت ونشرت نتائجه قبل أيام فإن 40 في المئة من مستخدمي "تيك توك" في أميركا يجدون هذه الاختيارات مثيرة للغاية.

واللافت، بحسب الاستطلاع، أن معظم مستخدمي "تيك توك" في أميركا لا يصنعون المحتوى بل يتلقونه فقط،  وبمعنى آخر تقوم أقلية من المستخدمين بصناعة المحتوى الذي تتلقفه الغالبية.

الغالبية مستهلكون، وجانب غير قليل من هؤلاء المستخدمين يعتمدون على "تيك توك" للحصول على جرعاتهم الخبرية،

 

 

لكن الخبر الأكثر انتشاراً حالياً هو تحول،  أو بالأحرى عودة، "تيك توك" كمنصة حرب ضارية بين أميركا والصين، إذ استنفرت الأولى قواها وهدفها إما لشراء "تيك توك" أو حظره على أراضيها، والثانية ترد على الأولى بأن الخيار الأول مرفوض والثاني سيرتد عليها بالضرر حال أقدمت عليه.

وفي حال أقدمت أميركا على تنفيذ تهديدها بحجب "تيك توك" في أراضيها فسيكون ذلك بالفعل سابقة في أميركا، بلد الحريات المطلقة، أو كما أشار الكاتب سكوت نوفر في مجلة "تايم" [مارس (آذار) 2024] في مقالة عنوانها "الواقع المرير لحظر ’تيك توك‘"، إذ كتب "سيكون ذلك بمثابة استهزاء بحق حرية التعبير لمئات الملايين من الأميركيين الذين يعتمدون على تطبيق ’تيك توك‘ للتواصل والتعبير عن أنفسهم وحتى كسب لقمة العيش، وربما الأهم من ذلك أنه سيزيد من بلقنة (تقسيم) نظام الإنترنت العالمي ويفصلنا عن العالم".

العالم مندهش

العالم مندهش وأسباب الاندهاش كثيرة، فأميركا التي تهب لانتقاد أية دولة أو مؤسسة تحجب أو تراقب أو تفرض قيوداً على حرية هنا أو هناك، تقاتل من أجل المضي قدماً في حظر تطبيق، والرئيس الأميركي السابق والمرشح المحتمل دونالد ترمب الذي دخل في صراع مع "تيك توك" عام 2020 محاولاً حظره "حفاظاً على الأمن القومي"، يدافع عن التطبيق نفسه اليوم معتبراً التهديد الأكبر والعدو الحقيقي هو "ميتا" أو "فيسبوك"، والرئيس الحالي والمرشح المحتمل جو بايدن سارع في العام التالي (2021) إلى إلغاء الأمر الذي أصدره سلفه بحظر "تيك توك" وتطبيق صيني آخر اسمه "ووي تشات" في أميركا، ثم يأتي مجلس النواب الأميركي قبل أيام ويوافق بالغالبية على مشروع قانون حظر "تيك توك" ما لم يفصل عن الشركة الصينية الأم "بايت دانس"، وإلزام المدير التنفيذي ومالك الشركة المشغلة شاو زي تشو ببيعه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المسألة برمتها تبدو أغرب من الغرابة، فتصويت مجلس النواب على القرار لا يجعل منه قانوناً بل يشترط الموافقة عليه في مجلس الشيوخ، لكن مجلس الشيوخ تعقل وتمهل وقال عدد من الأعضاء إن الإجراءات التشريعية قد تستغرق شهوراً طويلة قبل أن تخرج إلى حيز التنفيذ، كما قال السناتور رون وايدن إن هذه المجالات تتطور بسرعة وإن التحرك السريع من دون توافر الحقائق كاملة قد يؤدي إلى ضرر كبير.

والأغرب من مشروع قانون الحظر هو بديل البيع والذي وصفه عدد من المراقبين والمتابعين، بمن فيهم أشخاص في داخل أميركا نفسها، بـ"البيع القسري".

معركة التهديد بالحظر والمطالبة بالبيع بين "المجني عليه" أميركا والجاني "الصين" آخذة في التفاقم، والتراشق بالاتهامات مستمر، و"تيك توك" وليس "فيسبوك" أو "إكس" أو "إنستغرام"، اُعتبر منصة مذهلة جذبت الشباب والمراهقين الأميركيين بتشكيل وتقديم وإعادة صياغة انتماءاتهم الأيديولوجية وميولهم السياسية، وجذب بعضهم بعضاً لتشكيل ما يشبه الجبهات التي تضم جموعاً تنتمي أو تنتهج الأفكار نفسها.

وعلى مر أعوام بزوغ نجم "تيك توك" في أميركا، ولا سيما بين هذه الفئة العمرية، أثبتت المنصة المتنازع عليها أنها مكان مثالي لتجميع آلاف وربما ملايين الأشخاص في وقت قليل، وخلق مزاج عام بينهم والتأثير فيهم بهدف الاستجابة السريعة حال الطوارئ.

استحضار "الربيع العربي"

ويبدو الأمر قريباً أو شبيهاً إلى حد ما بدور "فيسبوك" إبان أحداث يناير (كانون الثاني) 2011 في مصر، حيث هلل بعضهم للسرعة التي نزلت بها الملايين إلى ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر بشكل شل رد الفعل الرسمي، ووصفت تقارير عدة أن ما جرى في مصر وتونس وإلى حد ما ليبيا، ثورات صنعها الشباب الذين مكنوا بمنصات مثل "فيسبوك"، وثبت نجاحها في مواجهة الأنظمة الشمولية التي لم تكن مستعدة لمثل هذا التنظيم العنكبوتي والاستجابة السريعة، وأن هذه الأنظمة ربما استهانت بقدرة المنصات العنكبوتية على تجييش وتنظيم أعداد كبيرة من الناس ودفعهم إلى الشوارع في وقت قصير.

مر عقد ونصف العقد على ما جرى من أحداث سميت بـ "الربيع العربي" أو "ثورات ’فيسبوك‘"، واليوم تتخوف أميركا من أثر "تيك توك" في الرأي العام الأميركي وتوجهاته السياسية واختياراته خلال الانتخابات.

لكن هذا ليس تخوف أميركا الوحيد حتى لو كان لـ "تيك توك" وغيرها من المنصات أثر في توجيه الرأي العام خلال انتخابات رئاسية سابقة، أتت بترمب رئيساً وربما تأتي به مجدداً.

 

 

وتقول أميركا إنها قلقة من قدرة "تيك توك" على جمع معلومات وبيانات المستخدمين، وهو بالمناسبة ما تقوم به التطبيقات الأميركية مثل "فيسبوك" و"X" وغيرهما، وتخشى أميركا كما فعلت وقت الرئيس السابق ترمب من أن تكون "تيك توك" منصة مواتية للتجسس، فصحيح أن تهديد ترمب حينئذ بمنع التطبيق في أميركا لم يخرج إلى حيز التنفيذ، لكن مخاوف التجسس ظلت في الأجواء.

أجواء الصراع بين أميركا والصين تحتمل كذلك رؤية معكوسة للصورة حيث "الجاني" أميركا و"المجني عليه" الصين، فإدارة "تيك توك" وصفت التهديد الأميركي بالحجب أو البيع بـ"غير دستوري"، كما سبق واتهمت "تيك توك" أميركا باتباع سياسة "قمع الشركات"، وكانت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية اتهمت أميركا بـ "إساءة استخدام سلطة الدولة لقمع الشركات الأجنبية"، وطالبت الحكومة الأميركية بـ "احترام مبادئ اقتصاد السوق والمنافسة العادلة".

كان ذلك العام الماضي حين أمهل البيت الأبيض الوكالات الحكومية شهراً يقوم خلالها الموظفون بإزالة التطبيق من الأجهزة الفيدرالية، وتساءلت المتحدثة مستنكرة: "كيف يمكن لقوة عظمى مثل الولايات المتحدة أن تفتقد الثقة في النفس لدرجة أن تخشى التطبيق المفضل لدى الشباب؟"

 يشار إلى أن إدارة شركة "تيك توك" أكدت مراراً وتكراراً أنها لم ولن تستجيب لأي طلب بمشاركة بيانات المستخدمين من أية جهة، وأن التطبيق يعمل بالطريقة نفسها التي تعمل بها بقية تطبيقات التواصل الاجتماعي.

فضيحة "فيسبوك"

يشار أيضاً إلى أن "فيسبوك" كان مسرحاً لفضيحة تسريب بيانات ملايين المستخدمين مطلع عام 2018، وكُشف عن أن شركة "كامبريدج أناليتيكا" للاستشارات السياسية البريطانية التي أغلقت أبوابها بعد الفضيحة جمعت البيانات الشخصية لـ87 مليون مستخدم لـ "فيسبوك"، واستخدمتها من دون موافقتهم بهدف استهداف الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

العام نفسه شهد انطلاق "تيك توك" ليكون، بحسب مقالة مجلة "تايم" بعنوان "الواقع المرير لحظر تيك توك"، "تطبيق التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيراً في العالم، لا لأنه يؤثر في السياسة العامة أو يخلق ثقافة أحادية، ولكن لأنه أعطى المستخدمين طريقة مختلفة تماماً لتمضية الوقت على الأثير".

هذه الطريقة المختلفة سحبت بساط الاحتكار من تحت أقدام تطبيقات مثل "ميتا" و"إنستغرام" و"سناب تشات" وغيرها، بل ودفعتها دفعاً إلى محاولة اللحاق بـ "تيك توك" عبر تقليد منظومة الفيديوهات القصيرة، واقتراح ما يناسب هوى كل مستخدم بناء على خوارزميات تقيس ميوله وتفضيلاته والوقت الأطول الذي يمضيه في مشاهدة محتوى ما دون غيره.

وما يجري على حلبة الصراع الحالية لا يمكن فصله عن المنافسة التكنولوجية التجارية الحامية الوطيس بين البلدين المتنافرين، فمن حظر تصدير الرقائق المتطورة إلى الصين إلى القيود العاتية المفروضة على الشركات الأميركية للحيلولة دون استثمارها في الصين في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، لا يمكن اعتبار الجولة الحالية إلا حلقة من حلقات الصراع المزمن بين البلدين.

وما يجري بين البلدين من صراع تكنولوجي وتجاري وبالطبع سياسي وإستراتيجي، وتايوان في القلب منه، وعسكري، وما يتعلق بهذا الشق من تنافس في تصنيع الأسلحة المتطورة حاضر في هذا الكيد الدائر على منصة "تيك توك".

الوسم بالوسم يُذكر

على منصة "تيك توك" أيضاً حرب فرعية أخرى هي حرب إسرائيل في مواجهة "حماس"، وهي كغيرها من الحروب بين البلدين فيها شقان متناقضان، وعلى غير العادة اتفق الفريقان المتناحران ومعهما أتباعهما على اتهام واحد، وهو أن "تيك توك" منحاز في حرب القطاع، والاختلاف الوحيد هو أن إسرائيل ومؤيديها يعتبرون التطبيق منحازاً لـ"حماس" والجانب الفلسطيني، في حين يرى الاثنان أن التطبيق منحاز إلى إسرائيل.

وفي نوفمبر (تشرين ثاني) 2023 وجهت وسائل إعلام غربية عدة، ومعظمها أميركي، أصابع اتهام لـ "تيك توك" بأنه منحاز للجانب الفلسطيني في الحرب الدائرة أكثر من الجانب الإسرائيلي، وأشار موقع "أكسيوس" الإخباري حينئذ إلى أن وسائل إعلام عدة انتقدت "عملاق التواصل الاجتماعي" بسبب العدد غير المتناسب من الوسوم المؤيدة للفلسطينيين مقارنة بالوسوم المؤيدة لإسرائيل.

 

 

وبحسب "أكسيوس" فقد اتهم مسؤولون أميركيون "تيك توك" بغسل أدمغة الشباب الأميركيين بالترويج لـ "الدعاية المتفشية المؤيدة لـ ’حماس‘"، وهو ما ردت عليه إدارة "تيك توك" بشرح مستفيض لطريقة عمل خوارزمياتها ووسومها، مؤكدة أن المقارنة المباشرة المبسطة بين الوسوم وسيلة معيبة وغير دقيقة لطبيعة الحراك والتفاعل على المنصة، وأشارت "أكسيوس" إلى أن "تيك توك" اعتبرتها فرصة مناسبة للإشارة إلى ما سمته بالعدد غير المتناسب من التدوينات المؤيدة لفلسطين على منصات منافسة مثل "فيسبوك" و"إنستغرام".

وعلى رغم دفاع "تيك توك" والقول إن "الوسوم" المؤيدة لإسرائيل موجودة شأنها شأن الوسوم المؤيدة لفلسطين، وإن فهمت غلبة هذا على ذاك أو العكس تستوجب فهم كيفية عمل الخوارزميات وليس اتهام منصة بأنها تدعم طرفاً على حساب آخر، فإن الدور الكبير الذي لعبته وتلعبه "تيك توك" في تمكين الشباب والمراهقين من البوح والتعبير ونقل وجذب جمهور متعاطف أو معاد لأفكارهم ورؤاهم بشكل عام، وفي هذه الحال في ما يختص بالصراع بين إسرائيل و"حماس" أو فلسطين، لا يمكن إنكاره.

شعبية التطبيق

مراسلة صحيفة "اندبندنت" البريطانية في "وادي السيليكون" إيو دودز تشير إلى أنه ليس من الواضح إذا كان المحتوى المؤيد للفلسطينيين على "تيك توك" يتفوق على المحتوى المؤيد لإسرائيل، لكن إذا كان الأمر كذلك فإنه يعود لشعبية التطبيق بين جيل "Z" الذي يحمل قدراً أكبر بكثير من التعاطف مع القضية الفلسطينية، مقارنة بالأجيال الأكبر سناً.

وتشير دودز في مقالتها "كيف يمكن لحظر ’تيك توك‘ أن يضر بالحركة المؤيدة لفلسطين وفرص جو بايدن في الانتخابات"، مارس 2024، إلى أن أصحاب التوجهات اليسارية على "تيك توك" يؤكدون أن التطبيق كان فاعلاً جداً حتى الوقت الراهن في نشر معتقداتهم حول فلسطين، وكذلك حقوق المثليين والحركات السياسية وحركات حقوق السود والمؤثرين القادمين من خلفيات مهمشة، وغيرهم ممن استفادوا من الخوارزميات لخلق وظائف ومهن جديدة لأنفسهم.

ويرى هؤلاء أن "تيك توك" سمح لهم بتجاوز وسائل الإعلام الرئيسة ومنصات الـ "سوشيال ميديا" المنافسة التي يعتقدون أنها تمارس قدراً أكبر من الرقابة على المحتوى.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد سارعت وسائل إعلام إسرائيلية في ديسمبر (كانون الأول) 2023 إلى تناقل ما جاء على لسان "موظفين يهود" في "تيك توك" من أن زملاء لهم يعربون علناً عن كراهية اليهود خلال محادثات داخلية في الشركة، وأن المشرفين على رصد المحتوى يسمحون لـ "المعلومات الخاطئة المعادية للسامية ولإسرائيل بالسريان بحرية على منصات التطبيق منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ما مضى من أحداث على حلبة الملاكمة بين الصين وأميركا في مباراة "تيك توك" ستحدده الأيام ومجريات الأمور في مجلس الشيوخ الأميركي الذي تجب موافقته على مشروع قانون الذي وافق عليه مجلس النواب قبل أيام بالحجب في أميركا أو البيع لأميركا، وإذا كان التصويت النهائي ليس مؤكداً، ولا سيما أن أصواتاً في مجلس الشيوخ تعارض هذا النهج في التعامل مع تطبيق يحظى بهذه الشعبية الكبيرة، فإن أصواتاً توصف بالعاقلة تارة والمنطقية تارة أخرى، تقترح ساخرة أن على أميركا أن تتذكر وهي تشتري التطبيق أن تشتري معه خوارزمياته التي هي "الصلصة ذات الخلطة السرية" له.

وبحسب "تيك توك" فإن الشركة الأم "بايت دانس" تأسست على أيدي رواد أعمال صينيين، وهي شركة عالمية مملوكة للقطاع الخاص، ويمتلك مستثمرون عالميون نحو 60 في المئة منها، كما يمتلك مؤسسو الشركة 20 في المئة من أسهمها، و20 في المئة يملكها الموظفون وبينهم 7 آلاف أميركي. وتضيف أن "تيك توك" ليست مملوكة أو خاضعة لسيطرة أية حكومة أو كيان حكومي.

مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز قالت خلال جلسة استماع للجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي قبل أيام إن الصين قد تستغل "تيك توك" للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، ولا يمكن استبعاد استخدام الحزب الشيوعي الصيني للتطبيق.

وفي هذا الصدد قال الرئيس السابق والمرشح الرئاسي المحتمل ترمب إن تطبيق "تيك توك" بالفعل يمثل تهديداً للأمن القومي، لكن حظره "سيضر ببعض الأطفال، وكثير من الأطفال الصغار سيصابون بالجنون من دونه".

واعتبر ترمب أن حظر التطبيق سيعزز "فيسبوك" الذي يعد من "ألد أعداء ترمب"، لأنه بحسبه "يفتقر إلى الأمانة بشدة". 

إنها حرب ضروس بكل تأكيد، تتداخل فيها السياسة والتجارة والتكنولوجيا والمنافسة والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والانتخابات الرئاسية وجيل "Z" وحرية التعبير وصراع المنصات وكيد الدول وصراعاتها المحمومة على الملأ وفي الخفاء، وعبر التراشق بالتصريحات وكذلك من خلال الخوارزميات.

المزيد من تحقيقات ومطولات