مصرع 10 آلاف إيراني بحوادث مرور في عيد النوروز خلال العقد الأخير

أظهرت البيانات الإحصائية للطب الشرعي في إيران أنه خلال العقد الأخير توفي 9815 شخصاً بسبب حوادث المرور خلال عطلة عيد النوروز. وبناءً على التقرير الذي نشرت وكالة "إيسنا" للأنباء تفاصيله تبين أن عدد الذين لقوا حتفهم في الحوادث المرورية في عام 2014 بلغ 1084 شخصاً، وفي 2015 بلغ 968 شخصاً، وفي 2016 بلغ 964 شخصاً، بينما في 2017 تراجعت أعداد الذين توفوا بسبب حوادث المرور، وبلغت نحو 874 شخصاً، فإنها عادت وارتفعت في 2018 وبلغت نحو 1034 شخصاً.

السيارة الإيرانية ليست ذات كلفة مادية كبيرة مقارنة بغيرها من السيارات (اندبندنت عربية)

وفي نوروز 2019 بلغ عدد الذين توفوا في حوادث المرور 914 شخصاً، وفي نوروز 2020 الذي تزامن مع جائحة كورونا انخفضت رحلات عيد النوروز، إذ توفي 534 شخصاً، وفي 2021، ارتفعت أعداد الوفيات جراء رحلات عيد النوروز إلى 1080 شخصاً.

وفي عامي 2022 و2023 تحطمت أرقام قتلى حوادث المرور وبلغت أرقاماً قياسية مقارنة بالأعوام الماضية، إذ توفي ما لا يقل عن 1146 شخصاً في عام 2022، وفي عام 2023 وصل عدد الذين توفوا بسبب الحوادث المرورية إلى 1217 شخصاً.

وبحسب تقرير منظمة الطب الشرعي في إيران توفي 128 شخصاً في محافظة بلوشستان، و111 في محافظة فارس، و89 في محافظة كرمان، و78 في محافظة طهران، إذ سجلت محافظتا إيلام وكردستان أقل عدد من الوفيات.

وتشابهت إحصاءات المحافظات التي شهدت أكبر عدد من حوادث المرور عام 2022 مع إحصاءات عام 2023 لأنه في هذا العام احتلت محافظات بلوشستان وفارس وكرمان المراكز الأولى من حيث الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية في أيام عيد النوروز، إذ عادةً ما تعج الطرق بالإيرانيين الذين يسافرون إلى المحافظات الأخرى.

واعتبر رئيس شرطة المرور في إيران حسن مؤمني أن ارتفاع عدد حوادث المرور بسبب الطرق الطويلة والمستقيمة بين المحافظات، مما يتسبب بالنعاس والتعب المضاعف للسائقين. كما أظهرت البيانات الإحصائية للطب الشرعي في إيران أن محافظة طهران تصدرت المحافظات الإيرانية في الحوادث المرورية، إذ توفي في عام 2023 نحو 56 شخصاً خلال عطلة عيد النوروز، بينما في الفترة المشابهة من عام 2022 توفي 41 مواطناً على أثر حوادث المرور.

وقالت رئيسة قسم الحوادث في شرطة المرور في طهران رابعة جوانبخت عن ارتفاع عدد حوادث المرور في العاصمة طهران خلال عطلة عيد النوروز "يقضي سائقو طهران معظم وقتهم في الشوارع المزدحمة، لكن في أيام عيد النوروز عادةً ما تكون الشوارع والممرات هادئة جداً أكثر من الأيام العادية، فتزداد سرعتهم، وهذا ما يتسبب في حوادث مرورية"، وأضافت جوانبخت أن معظم الحوادث في طهران تحدث في منتصف الليل، وهذا نتيجة النعاس وتعب السائقين.

وأعلن رئيس شرطة المرور في طهران تيمور حسيني أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الحوادث المرورية خلال اليومين الأولين من عطلة عيد النوروز بلغ 321 شخصاً، بينما جرح نحو 9200 شخص، مضيفاً أنه وقع ما لا يقل عن 52 ألف حادثة مرورية في مختلف أنحاء البلاد خلال الأيام الثلاثة من العام الجديد.

وإذا ما قورنت هذه الإحصاءات مع عام 2023، فيتبين أن هناك ارتفاعاً في عدد ضحايا الحوادث المرورية في العام الجديد. ووفقاً لتقارير الشرطة، في الأيام الخمسة الأولى من عطلة عيد النوروز لهذا العام، وقع 29 ألفاً و204 حوادث مرورية على الطرق السريعة والممرات في إيران، توفي خلالها 271 شخصاً وأصيب نحو 600 ألف شخص.

وقال تيمور حسيني إن النعاس والسرعة غير المسموح بها للسائقين السبب الرئيس في الحوادث المرورية، بينما يرى الخبراء أنه إضافة إلى الأخطاء التي يرتكبها سائقو السيارات، فإن الطرق غير الآمنة والسيارات التي تفتقد المواصفات القياسية، هي أيضاً من العوامل التي تتسبب في الحوادث المرورية.

وفي تصريح سابق لرئيس شرطة المرور في طهران كمال هاديان فر عن ارتفاع عدد الحوادث المرورية في إيران أشار بأصابع الاتهام إلى شركات تصنيع السيارات المحلية، قائلاً إنها تنتج "سيارات الموت".

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن نحو 45 في المئة من الحوادث المرورية يتورط فيها سائقو سيارات "برايد" و"بيجو 405" والدراجات النارية. وفي وقت سابق كشف الرئيس التنفيذي لصندوق تأمين الأضرار الجسدية مهدي قمصريان أنه في الفترة بين عامي 2016 و2021 هناك سبعة آلاف قضية تتعلق بحوادث السيارات من نوع "برايد" في صندوق التأمين، وأن هذا النوع من السيارات في مقدم قائمة الأضرار التأمينية في البلاد.