Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حزب العمال البريطاني يخسر أكثر من 20 ألف عضو بسبب غزة والسياسات الخضراء

إن رفض ستارمر المبدئي للدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة وتحجيم تعهداته ضمن خطة الازدهار الأخضر، هما السبب الذي حث 23 ألف عضو للانسحاب من الحزب في غضون شهرين

طاولت انتقادات كير سترامر ورايتشل ريفز بعد تقليصهما قيمة الاستثمارات في "خطة الرخاء الأخضر" التي أطلقها حزب العمال (رويترز)

ملخص

انسحابات كبيرة من صفوف عضوية حزب العمال البريطاني لكنها لم تؤثر في شعبيته الانتخابية

انسحب أكثر من 23 ألف عضو من حزب العمال البريطاني خلال الشهرين الماضيين، وسط خلافات حول موقف الحزب من غزة، وعلى خلفية حد هذا الأخير من تعهداته في "خطة الرخاء الأخضر".

بيد أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن المعارضة لا تزال متقدمة بفارق كبير على حزب المحافظين على رغم التراجع الملحوظ في عدد أعضائها، وفق ما كشفته أرقام "اللجنة التنفيذية الوطنية" التابعة للحزب.

وفي سياق متصل، أبلغت مصادر في حزب العمال لصحيفة "أوبزرفر" The Observer أن الوضع المالي العام للحزب لا يزال جيداً حتى بعد تراجع حجم رسوم الانتساب [التي يتقاضاها من الأعضاء]، كونها [أي الرسوم] لا تمثل سوى أحد مصادر الدخل لدى الحزب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن ثم، فإن الحزب الذي يتزعمه السير كير ستارمر يحصل اليوم على جزء كبير من دخله من الجهات المانحة، إلى جانب الدعم المالي الذي يتلقاه من الاتحادات والنقابات.

وكان زعيم حزب العمال قد تعرض لانتقادات شديدة، بعد رفضه المبدئي للدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة، عقب الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية على القطاع، رداً على الهجوم الإرهابي الذي نظمته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من السنة الماضية.

وترى جهات مطلعة على الشؤون الداخلية لحزب العمال أن غضب الجالية المسلمة في بريطانيا إزاء طريقة تعاطي الحزب مع هذه المسألة هو الدافع الرئيس الذي حث آلاف الأعضاء العماليين على تمزيق بطاقات عضويتهم في الحزب.

ومن ثم، فقد طاولت الانتقادات أيضاً السير كير [ستارمر] ورايتشل ريفز، وزيرة الخزانة في حكومة الظل، بسبب تقليصهما نطاق خطة الاستثمار الأخضر التي أطلقها الحزب، والتي تبلغ قيمتها 28 مليار جنيه استرليني (35.5 مليار دولار أميركي)، في ما اعتبره البعض خطاً رئيساً وحاجزاً فاصلاً بين حزب العمال وحزب المحافظين.

وكان ستارمر وريفز قد أعلنا عن عزمهما خفض تمويل "خطة الرخاء الأخضر" إلى أقل من 15 مليار جنيه استرليني (18.9 مليار دولار أميركي).

وبعد أن بلغ عدد أعضاء الحزب ذروته في عام 2019 مع 532 ألف عضو، بزعامة جيريمي كوربين، كشف التقرير المقدم إلى "اللجنة التنفيذية الوطنية" الأسبوع الماضي أن عدد أعضاء حزب العمال قد انخفض من 390 ألف عضو في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى 366604 وفق أحدث إحصاء.

بيد أنه لم يتضح في أي تاريخ تحديداً جرى تنظيم أحدث إحصاء.

وفي تعليق لصحيفة "أوبزرفر"، أفاد أحد كبار المسؤولين العماليين الذين حضروا الاجتماع بالقول: "إنه تراجع كبير فعلاً في غضون فترة لا تزيد على شهرين"، مضيفاً أن "الناس [مسؤولي الحزب] شعروا بالمفاجأة، بل حتى بذهول كبير".

ومن جهته أفاد عضو "اللجنة الوطنية التنفيذية" للحزب، لوك إيكهيرست، الصحيفة بأن عضوية حزب العمال لا تزال عند "مستويات مرتفعة تاريخياً"، على رغم الانخفاض.

وأضاف: "في آخر ولاية لحزب العمال [عام 2010]، لم يكن عدد الأعضاء المنتسبين إليه يزيد على 150 ألف عضو".

وكذلك، أكد أن "نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى عدم وجود أي علاقة بين عدد أعضاء الحزب، وشعبيته في الانتخابات."

أما مجموعة "مومنتوم" اليسارية الشعبية التي دعمت السيد كوربين وأصبحت تنتقد السير كير بصورة متزايدة، فقامت بتوجيه الاتهامات للقيادة العليا للحزب، معتبرة أن هذه الأخيرة تتعامل مع قاعدة الحزب "باعتبار وجودها تحصيل حاصل".

وأعلنت [المجموعة] في بيان: "إن ما يفعله كير ستارمر، بدءاً بعدم اعتراضه على حرب إسرائيل الوحشية على غزة، مروراً بتغييرات رأيه الجذرية والمدمرة للمعنويات، ووصولاً إلى إساءة معاملته لـ[النائبة بالبرلمان البريطاني] ديان أبوت، هو بمثابة إقصاء لشرائح واسعة من المؤيدين الأساسيين لحزب العمال".

وختمت بالقول: "إن أعضاء حزب العمال هم عصب الحياة فيه - ومن ثم فإن رحيلهم الجماعي من شأنه أن يدق نواقيس الخطر".

© The Independent

المزيد من تقارير