نشر البيت الأبيض صوراً التقطت بالأقمار الصناعية تعود إلى منشأتي بقيق وخريص النفطيتين في السعودية اللتين تعرضتا لأضرار بالغة جراء هجوم يوم السبت 14 سبتمبر (أيلول)، نجم عنه تعطل العمل في المنشأتين خلال اليومين الماضيين.
وقال مسؤولون أميركيون إن 19 موقعاً على الأقل تعرضت لضربات مباشرة عالية الدقة باستخدام صواريخ كروز متوسطة المدى، 17 هدفاً منها كانت في بقيق واثنان على الأقل في منشأة هجرة خريص، وهو ما ينافي الرواية الأولى التي تبنت فيها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران العملية من طريق استهدافها بعشرات الطائرات المسيرة كما أدعى المتحدث العسكري للحوثيين.
وتضيف المعلومات التي نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" على لسان مسؤول أميركي أن فريق تحقيق سعودي -أميركي مشترك وجد حطام لـ19 صاروخ كروز يصل مداها إلى 1000 ميل "متوسطة المدى"، مستبعدين مسؤولية الحوثي عن العملية التي تبدو وفق المعلومات الأولية لفريق التحقيق أنها مقبلة من العراق أو إيران.
انتظار نتائج التحقيق
وفي السياق ذاته لم يستبعد الرئيس الأميركي استخدام الحل العسكري لمعاقبة إيران جراء تورطها في هذه العملية بشكل مباشر، وأضاف في آخر تعليق له على حسابه في منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" أن أميركا تنتظر تسمية المسؤول عن الهجوم من قبل المحققين للرد مؤكداً امتلاك أميركا أسباباً كافية تجعلها واثقة من معلوماتها حول المتورطين في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية.
وكان ترمب قد لوح بالحل العسكري في وقت سابق لمعاقبة إيران التي اتهمها بشكل مباشر بتنفيذ العملية، وهو ما أكده وزير الخارجية الأميركي بدوره بعد يومٍ من العملية.
ترمب نفى في تغريدة أخرى على تويتر الأخبار التي تحدثت عن استعداده لقاء روحاني بأي ثمن وقال إنها "أخبار كاذبة".
تعطل أكثر من نصف إنتاج الشركة
وكان الهجوم على المنشأتين الكبيرتين قد تسبب في تعطيل إنتاج 5.7 مليون برميل يومياً كانت تتكفل المنشأتين بإنتاجها، وهو ما يعادل 60 في المئة تقريباً من الإنتاج اليومي لشركة أرامكو التي تنتج ما يقارب 9 ملايين برميل يومياً، الأمر الذي دفع بالأسعار إلى الارتفاع قبل أن تمتص تصريحات أرامكو والخزانة الأميركية صدمة السوق بتأكيد قدرتهما على توفير إمدادات بديلة إلى حين إصلاح المنشأتين.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مصادر أن المنشأة لم تتعطل بشكل كامل، إلا أن الإنتاج من الجزء السليم منها قد تم إيقافه كإجراء احترازي، على أن تعاود عملها خلال الأيام المقبلة، ما سيسمح بإعادة ضخ ما يقارب مليوني برميل يومياً إلى حين إصلاح بقية الأضرار التي ستستغرق أسابيععدة لعودة المنشأتين إلى العمل بكامل طاقتهما الاستيعابية.