Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تتحول إلى "دولة تصد السياحة" على يد حزب المحافظين

السياحة الوافدة هي أبسط صور الدخل السهل التي يمكن أن يحصل عليها المكان المستضيف

منظر من الجسر: السياح وبوديكا وعجلة لندن كما ينراها من وستمنستر، في عاصمة الجريمة (سايمون كالدر)

ملخص

قرارات سياسية تقوض السياحة في بريطانيا ونواقيس الخطر تدق تحذيراً.

لم يكن ازدراء الدول الأوروبية للسياح أقوى مما هو عليه حالياً. فقد قامت أمستردام بإطلاق حملة لردع الزوار الذين يفرطون في التمتع بالبلد. والشهر المقبل ستزداد المعارضة ضد السياحة في إسبانيا وإيطاليا. أما في جزر الكناري فسينظم نشطاء تظاهرة ضخمة في سانتا كروز عاصمة تينيريف ليقولوا إنهم "مرهقون" بسبب السياحة. وابتداءً من شهر مايو (أيار) ستطلق البندقية تجربة فرض رسم دخول يومي بقيمة 5 يوروهات على السياح الآتين في فترات الذروة خلال فصلي الربيع والصيف.

لكن أداء المملكة المتحدة في هذا الصدد أفضل بكثير. بعد انتهاء أسبوع السياحة الإنجليزية لعام 2024 الأسبوع الماضي، أطلق الحزب الحاكم حملة لتخويف الزوار المحتملين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لندن هي البوابة الرئيسة لمعظم السياح الوافدين وأكبر نقطة جذب في بريطانيا إلى حد بعيد. وعادة ما تكون منطقة وستمنستر، إذ يوجد مقر حملات حزب المحافظين، مكتظة بالزوار الأجانب. يبدو أن زعماء الحزب قد استنتجوا أن الكيل قد طفح، وأن الوقت حان لإطلاق بعض الرسائل التحذيرية لردع الزوار عن القدوم.

لندن هي "عاصمة الجريمة في العالم" وفقاً للحملة الجديدة التي أطلقها حزب المحافظين على وسائل التواصل الاجتماعي.

يرسم مقطع فيديو نشره الحزب الحاكم صورة مخيفة للمدينة، إذ يرد فيه أنها "متأثرة بشدة بتفشي الجريمة المتزايدة، لدرجة أن سكان لندن يمكثون في منازلهم. الشوارع هادئة الآن، أشد هدوءاً في الليل مما كانت عليه في السابق".

ومن المسؤول عن هذه الحالة المقلقة؟ إنه حزب العمال على ما يبدو.

يحذر الفيديو من ارتفاع بنسبة 54 في المئة في جرائم الطعن منذ تولى عمدة ينتمي إلى حزب العمال زمام الأمور، مما جعل المدينة تتأرجح على حافة الفوضى. ويرد في المقطع: "بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون تحت حكم حزب العمال، مثل مواطني لندن، ما زالت العدالة لا تتحقق بالصورة المناسبة".

ووفقاً لحزب المحافظين يجب تجنب المدن الكبرى الأخرى في البلاد، إذ يحذر الحزب الحاكم من "القمامة المتعفنة" و"المباني المهجورة" في برمنغهام.

وإذا اتجهنا أكثر نحو الشمال فينبغي على أي شخص يفكر في السفر إلى مانشستر أن يعلم أنها صنفت على أنها "أسوأ مدينة في أوروبا من حيث وسائل النقل الصديقة للبيئة". يقول حزب المحافظين: "إن سيارات الأجرة الكهربائية شبه معدومة، وعدد لا يذكر من الحافلات الكهربائية، والبنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية ضعيفة، ونادراً ما يملك الناس دراجات حتى".

بالتالي، يبدو أن المملكة المتحدة متجهة نحو أن تصير دولة فاشلة يجب تجنبها قدر المستطاع. بالتأكيد، لا يمكن أن يكون الوضع كذلك، مع اقتراب الانتخابات المحلية والوطنية، إذ سيقول الحزب الحاكم أي شيء لكسب الأصوات - بغض النظر عن العواقب الاقتصادية والأضرار التي قد تلحق بسمعتنا، أليس كذلك؟

"هل فقدتم صوابكم تماماً؟"، كان هذا سؤال مشرف السياحة في لندن ورئيس مجلس الإنعاش السياحي برنارد دونوهيو، قبل أن يتابع: "هذه طريقة مذهلة لاختتام أسبوع السياحة الإنجليزية... الأكاذيب المتهورة والمرعبة وتدمير لندن - نحن نعتمد على الزوار المحليين والأجانب - وهذا أمر مروع".

السياحة الوافدة هي أبسط صور الدخل السهل لأي بلد أو مدينة، ومع ذلك، يبدو أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لتثبط السياح.

على كل حال، ليست حملة تنفير السياح الأجانب جديدة، بل انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2021، عندما قامت وزيرة الداخلية آنذاك بريتي باتيل بحظر ما وصفته بـ"استخدام بطاقات الهوية غير الآمنة لدخول بلادنا". يحرم هذا الحظر أكثر من 200 مليون من مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يمتلكون بطاقات هوية وليست لديهم جوازات سفر من زيارة المملكة المتحدة.

كان هذا الحظر ناجحاً بصورة ملحوظة، إذ تم تدمير السياحة الوافدة السابقة التي تعتمد على الزيارات الجماعية لطلاب المدارس من الاتحاد الأوروبي، والطلاب المنتسبين إلى مدارس اللغات على الساحل الجنوبي للبلاد. قالت باتريشيا ييتس، الرئيسة التنفيذية لهيئة "زيارة بريطانيا" التي تروج للسياحة في بريطانيا، أمام أعضاء في البرلمان: "ستجدون أن وجهات مثل هيستينغز مدمرة تماماً بسبب غياب الزيارات المدرسية".

علينا أن نكون حذرين فيما نقوله، لأن حزب المحافظين قد يضيف هذا المنتجع الساحلي في مقاطعة ساسكس إلى قائمة الأماكن التي يجب تجنبها بحسب زعمه. وستكون عبارة "هيستينغز: مدمرة بالكامل" إحدى طرق التصدي لأي غزو للمدينة.

سايمون كالدر، المعروف أيضاً باسم "الرجل الذي يدفع كلف سفره"، يكتب عن السفر لصالح صحيفة "اندبندنت" منذ عام 1994. يستكشف في عموده الأسبوعي إحدى قضايا السفر الرئيسة وماذا تعني بالنسبة للقراء.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات