بدأت الحكومة المصرية تنفيذ خطة لإعادة هيكلة قطاع الغزل والنسيج الحكومي بتكلفة إجمالية تتخطى حاجز الـ21 مليار جنيه (1.2 مليار دولار أميركي) باقتناء أحدث الماكينات والمعدات من كبرى الشركات العالمية، إلى جانب تطوير البنية التحتية للمصانع، وتدريب وتأهيل العاملين، علاوة على اعتزامها إنشاء أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم، بحسب وصف وزير قطاع الأعمال العام المصري هشام توفيق.
خطة بتكلفة نحو 1.2 مليار دولار
على هامش جولة تفقدية قام بها هشام توفيق السبت 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، أكد وزير قطاع الأعمال المصري أنه جارٍ تنفيذ خطة شاملة لتطوير صناعة الغزل والنسيج بالشركات التابعة للوزارة بتكلفة تقدّر بنحو 21 مليار جنيه مصري (1.2 مليار دولار أميركي) من خلال توريد أحدث الماكينات والمعدات من كبرى الشركات العالمية إلى جانب تطوير البنية التحتية للمصانع، وتدريب وتأهيل العاملين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح توفيق أنه سيتم الاحتفاظ ببعض الماكينات القابلة للتشغيل مع رفع كفاءتها، إلى جانب توريد 800 ألف مردن (معدة تستخدم في الغزل) بأحدث التقنيات الأوروبية، مع تدريب العاملين على الماكينات الحديثة من خلال استشاري التطوير وموردي الماكينات، مع تحديد 3 مراكز للتصدير في غزل المحلة بمحافظة الغربية، وكفر الدوار بمحافظة البحيرة، ومحافظات أخرى بالدلتا، مع تحقيق التخصص في نشاط الشركات، ورفع جودة المنتجات وتحسين أساليب البيع والتسويق.
وأكد توفيق أن تطوير شركة غزل المحلة يمثل جزءا رئيسا في عملية تطوير قطاع الغزل والنسيج، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء أكبر مصنع للغزل في العالم على قطعة أرض داخل الشركة يضمّ 182 ألف "مردن" لإنتاج الغزول.
شراء نحو 24 ألف قنطار قطن بنظام المزاد
بالتوازي مع إعادة هيكلة قطاع الغزل والنسيج بدأت الحكومة المصرية تنفيذ مخطط بورصة لتداول الأقطان منذ أغسطس (آب) الماضي.
وقال أحمد مصطفى، رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج المملوكة للدولة، إن شركات تجارة وحليج الأقطان التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج واصلت عمليات شراء الأقطان من المزارعين في محافظتي الفيوم وبني سويف وفقا لنظام التداول الجديد الذي يطبق تجريبيا في كلتا المحافظتين موسم 2019.
وكشف رئيس الشركة لـ"اندبندنت عربية" أن كميات الأقطان المشتراة منذ بدء موسم الجني وحتى الآن بلغت نحو 24 ألف قنطار قطن، وذلك من خلال المزادات العلنية التي تجرى على الأقطان المستلمة من المزارعين بمراكز التجميع، بقيمة إجمالية 50.2 مليون جنيه (نحو 3 ملايين دولار أميركي)، بسعر 2100 جنيه (128 دولار أميركي) للقنطار الواحد.
وأوضح مصطفى أن احتساب سعر القنطار يتم وفقا لمتوسط الأسعار العالمية بين قطن "البيما" الأميركي طويل التيلة، والقطن قصير التيلة "إندكس A".
وأكد أن المنظومة الجديدة لتداول القطن تعمل على مواجهة السلبيات في النظام السابق للتداول والتغلب عليها، حيث يقوم المزارعون بتسليم الأقطان، مباشرة ودون وسطاء، لمراكز التجميع لإجراء مزادات عليها بما يحقق الشفافية في عملية البيع وكذلك ضمان أعلى عائد للمزارعين.
الحكومة المصرية حددت في وقت سابق 17 مركزا لاستلام الأقطان في محافظتي الفيوم وبني سويف شمال الصعيد، وفقا لمناطق زراعة القطن في المحافظتين، حيث يجرى تسليم المزارعين أكياسا من "الجوت" لتعبئة الأقطان بها و"دوبارة" قطنية لحياكة الأكياس.
ويحصل المزارعون، وفقا لنظام التداول الجديد، على 70% من ثمن القطن من قبل الشركة التي رسا عليها المزاد فيما تقوم الشركة بسداد الـ30% المتبقية للمزارعين خلال أسبوع من تاريخ إجراء المزاد، وذلك بعد تحديد معدل "التصافي" وفروق الرتب.
وكشف مصدر بشركة الغزل والنسيج، رفض ذكر اسمه، أن شركات القطاع الخاص لم تشارك حتى الآن في المنظومة الجديدة، موضحا أن شركات تجارة الأقطان من القطاع الخاص واصلت إحجامها عن المشاركة في تلك المزادات بدعوى ارتفاع سعر فتح مزاد الأقطان.
ولفت إلى أنه لكي يتسنى للشركات الراغبة بالاشتراك في هذه المزادات فلا بد من التسجيل لدى شركة الوادي للتجارة وحليج الأقطان التابعة للشركة القابضة (المملوكة للدولة) والمسؤولة عن إدارة مراكز التجميع، مع تقديم خطاب ضمان سارٍ حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
نادي "غزل المحلة" لكرة القدم ليس للبيع
في سياق قريب الصلة، لم تغفل الحكومة المصرية في ظل أعمال وخطة تطوير قطاع الغزل والنسيج البدء في تطوير فريق كرة القدم الذي يحمل اسم أعرق شركات الغزل والنسيج في الشرق الأوسط وهو نادي غزل المحلة الذي يلقب بزعيم الفلاحين، وقال هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، في بيان صحافي، إنه لا نية على الإطلاق لبيع النادي.
وكشف توفيق عن تأسيس شركة مساهمة خاصة برياضة كرة القدم يتم إعطاؤها حق استغلال الاسم التجاري "نادي غزل المحلة" والاستاد وملعب للتدريب لمدة 15 عاما، على أن يتم "رسملة" حق الانتفاع لتشارك به شركة المحلة في شركة كرة القدم، ثم طرح النسبة المتبقية من رأس المال على مستثمر متخصص ومؤهل ولديه رؤية مستقبلية وسابقة خبرة وملاءة مالية، لضخ استثمارات تكفي لتطوير الفريق الأول والصعود به للدوري الممتاز والمنافسة في مختلف البطولات، وكذلك عمل مدارس للناشئين تمكن من تفريخ أجيال جديدة من الموهوبين خلال فترة 5 إلى 6 سنوات.