Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا تحذر من إغراق الأسواق بمنتجات صينية زهيدة الثمن

محادثات "صعبة" بين البلدين وسط تصاعد الخلاف حول زيادة الصادرات من بكين ومخاوف من تداعيات أمنية

اتهمت الصين في السنوات الأخيرة بفرض تدابير حظر على منتجات معينة مستوردة من بلدان بينها أستراليا بسبب خلافات سياسية (أ ب)

أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في ختام محادثات عالية المستوى أجرتها في الصين أن الولايات المتحدة "لن تقبل" بوضع يؤدي إلى إغراق الأسواق العالمية بالمنتجات الصينية متدنية الأسعار، مما يضر بالصناعات في بلدان أخرى.
وحذرت يلين مراراً من أخطار الطاقة الإنتاجية الصناعية المفرطة الصينية خلال أربعة أيام من الاجتماعات مع مسؤولين ورواد الأعمال في مدينة قوانغتشو والعاصمة بكين.

الدعم الحكومي

وتشعر واشنطن بالقلق من أن الدعم الحكومي الصيني يؤدي إلى طاقة إنتاجية تتجاوز القدرة الاستيعابية للأسواق العالمية، مما يؤدي إلى ازدياد الصادرات الزهيدة الثمن في قطاعات رئيسة مثل المركبات الكهربائية وتلك العاملة بالطاقة الشمسية ويؤثر من ثم في نمو هذه الصناعات في بلدان أخرى.

 إغراق الأسواق

وأكدت يلين بأن الدعم الحكومي الصيني الكبير بعد أكثر من عقد أدى إلى إغراق الأسواق العالمية بالصلب المنخفض الكلفة وهو مما أدى إلى "تدمير صناعات في أنحاء العالم وفي الولايات المتحدة".
وقالت في مؤتمر صحافي من مقر إقامة السفير الأميركي "أوضحت أنني والرئيس جو بايدن لن نقبل بهذا الواقع مرة أخرى"، مضيفة أن "مخاوف مشابهة تراود حلفاء وشركاء الولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن إدخال بعض التغييرات على السياسة الصينية سيكون أمراً "ضرورياً ومناسباً" لكنها لم تعلن عن التزامها أي خطوات محددة قد تتخذها واشنطن ما لم يحدث ذلك، بينما شددت على أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى فك الارتباط" مع الصين.

 اجتماع مطول

وبعدما اجتمعت 11 ساعة مع نظيرها نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ، طرحت المسألة مع رئيس الوزراء لي تشيانغ أيضاً، وهي خطوات تأمل واشنطن بأن تنقل مخاوفها إلى أعلى هرم صناعة القرار في الصين.
وذكرت يلين بأنها تشعر بالقلق خصوصاً حيال ضعف الاستهلاك في الصين والإفراط في الاستثمار، وهي "اختلالات في التوازن" قالت إنها "تفاقمت بفعل الدعم الحكومي الواسع النطاق في قطاعات صناعية معينة".
لكن بكين رفضت التصريحات الأميركية ووصف وزير التجارة وانغ وينتاو المخاوف الأميركية بأنها "غير مبررة"، وفق الإعلام الرسمي.
تأتي المخاوف الأميركية المرتبطة بالطاقة الإنتاجية المفرطة في وقت استقرت العلاقات الثنائية في مجالات أخرى، مع إبداء الطرفين استعداداً للتعاون في قضايا تشمل التغير المناخي وإعادة هيكلة الديون وغسل الأموال.

علاقات اقتصادية

وقالت يلين للصحافيين "لا أرغب في رؤية العلاقة الاقتصادية الأميركية أو العلاقة بالمجمل مع الصين تتدهور وتتراجع"، مضيفة أنها تعتقد أن الصين لديها الرغبة ذاتها في إعادة الاستقرار إلى العلاقات.
واتفق البلدان أيضاً على فتح قنوات لإجراء مزيد من المحادثات في شأن الطاقة الإنتاجية المفرطة.
لكن لي قال لوزيرة الخزانة الأميركية، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة، إن على واشنطن النظر إلى مسألة الطاقة الإنتاجية "بصورة موضوعية" ومن منظور "يراعي السوق".
ولفتت يلين إلى أنه لن يتم إيجاد حل للمخاوف المرتبطة بالطاقة الإنتاجية المفرطة خلال أسبوع أو شهر، لكنها شددت على أن القيام بذلك سيكون إيجاباً بالنسبة إلى الإنتاج والنمو الصيني على الأمد البعيد.
أكدت يلين أيضاً أنها أجرت "محادثات صعبة في شأن الأمن القومي"، محذرة المسؤولين الصينيين من عواقب دعم الجهود الروسية لشراء معدات عسكرية واستخدام الأدوات الاقتصادية للتعامل مع المخاوف المرتبطة بالأمن القومي.
وقالت على وجه الخصوص إن واشنطن ملتزمة عدم إيجاد نفسها أمام "أية مفاجآت" مرتبطة باستخدام هذا النوع من الأدوات.
وأفادت بأن الولايات المتحدة استعرضت مبادئها وعملية صناعة القرار.

شفافية الصين

لكنها أضافت "سنرحب بالشفافية من الصين في ما يتعلق بإجراءاتها المرتبطة بالأمن القومي وزيادة الوضوح في شأن أين ترى الخط الفاصل بين الأمن القومي والمسائل الاقتصادية".
اتهمت الصين في السنوات الأخيرة بفرض تدابير حظر على منتجات معينة مستوردة من بلدان بينها أستراليا بسبب خلافات سياسية.
وقالت يلين أيضاً إنها ناقشت قضية "تيك توك" بصورة مقتضبة مع نظرائها السياسيين، قائلة إن "لدى واشنطن مخاوف مشروعة عندما يتعلق الأمر بحماية البيانات الشخصية الحساسة".

مخاوف أمنية

ويهدد الكونغرس الأميركي بحظر التطبيق المستخدم على نطاق واسع ما لم تنتقل ملكيته.
وأشارت إلى أن لدى الصين أيضاً مخاوف مرتبطة بحماية البيانات مع حظر عديد من تطبيقات التواصل الاجتماعي الأميركية في البلاد.
وقالت "نرغب بإيجاد طريقة للمضي قدماً".
وأفادت يون سون من مركز "ستيمسون" للأبحاث بأنه في المجمل يعتبر تمكن يلين من عقد لقاءات مع كبار المسؤولين الصينيين لإبلاغهم بالمخاوف الأميركية وجس نبض الصينيين في هذا الصدد تطوراً إيجاباً.
لكنها حذرت من أنه يستبعد بأن تتخلى الصين عن نموذجها الحالي للنمو أو تغيره من أجل الولايات المتحدة، ما لم تكن هناك تداعيات كبيرة، نظراً إلى أن اقتصادها "ليس في أحسن حالاته".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


لكن اتفاق الطرفين على التعاون في مجالات تقنية مثل التعامل مع غسل الأموال سيكون مفيداً لتعزيز الثقة في علاقتهما، بحسب سون.
ومن بين مجالات التعاون، قالت يلين إنها شهدت تقدماً في الأشهر الأخيرة في شأن حالات ديون محددة مثل حالة زامبيا.

وكانت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين قد ذكرت لرئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إن قدرة البلدين على إجراء محادثات صعبة وضعت القوتين الاقتصاديتين العظميين على "أساس أكثر استقرارا" خلال العام الماضي.

وتتمثل الأولوية القصوى من زيارة يلين للصين في محاولة إقناع المسؤولين هناك بكبح الطاقة الإنتاجية الزائدة للسيارات الكهربائية والألواح الشمسية وغيرها من تكنولوجيا الطاقة النظيفة، باعتبار أنها تهدد الشركات المنافسة في الولايات المتحدة ودول أخرى.

 زيارات 2023

وكانت الوزيرة الأميركية قد زارت بكين في يوليو (تموز) 2023 لمحاولة تطبيع العلاقات الاقتصادية الثنائية بعد فترة من التوتر المتزايد الناجم عن الخلافات حول قضايا تتراوح ما بين تايوان وسبب نشوء "كوفيد-19 "والنزاعات التجارية.

وفي مؤشر آخر إلى استقرار العلاقات، سعى الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ إلى خفض التوتر حول بحر الصين الجنوبي في محادثة هاتفية استمرت ما يقارب ساعتين وهي أول محادثات مباشرة بينهما منذ قمة نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

أيضاً التقى مسؤولون عسكريون أميركيون نظراءهم الصينيين الأسبوع الماضي، في سلسلة من الاجتماعات النادرة في هاواي تركزت على سلامة العمليات والاحترافية.

اقرأ المزيد