ملخص
أفادت دراسة بحثية نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية بأن حصيلة القتلى في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب بين إسرائيل و"حماس" هي أعلى بنحو 40 في المئة مقارنة بأرقام وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.
في وقت يواصل فيه المفاوضون السعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، تحدث الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن أمس الخميس عن إحراز "تقدم حقيقي" في المفاوضات المتعلقة بإطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض، "إننا نحرز بعض التقدم الحقيقي، لقد التقيت المفاوضين اليوم". وأضاف، "ما زلت آمل في أن نتمكن من إجراء عملية تبادل (لأسرى مقابل رهائن). (حماس) هي التي تقف في طريق هذا التبادل حالياً، لكنني أعتقد أننا قد نكون قادرين على إنجاز ذلك، نحن في حاجة إلى إنجازه".
وقال بايدن أيضاً إنه اتصل بالرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون في وقت سابق. وأضاف، "إنه رجل من الدرجة الأولى... وهم أيضاً يعملون بجد للغاية".
عائلات جنود إسرائيليين تناشد نتنياهو إنهاء الحرب
ودعت مجموعة من عائلات الجنود الإسرائيليين أمس الخميس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة حفاظاً على حياة أبنائهم، متهمين إياه بإطالة أمد هذا النزاع من دون جدوى.
وتضم مجموعة "أهالي الجنود يصرخون كفى" أكثر من 800 من أهالي جنود ومجندين وقوات احتياط يخدمون في وحدات قتالية في غزة، وبينهم من يواصل القتال من دون توقف تقريباً منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ومنذ أشهر يتعرض نتنياهو لاتهامات من منتقديه بإطالة أمد الحرب ضد حركة "حماس" لأسباب سياسية ومن دون جدوى.
وفي رسالة وجهتها "أهالي الجنود يصرخون كفى" إلى نتنياهو، كررت المجموعة هذه الاتهامات. وجاء في الرسالة "نتهمك بحرب بلا أفق، غير مسبوقة في تاريخ بلادنا. وهذا فقط لأسباب تتعلق ببقائك السياسي الشخصي". وأضافت الرسالة، "نتهمك بالتخلي عن الرهائن والجنود! ونناشدك: أنه الحرب!".
"بارود للمدافع"
واعتبر أهالي الجنود أن "الجميع يعلمون، بمن فيهم هم (الجنود)، أن الحرب مستمرة بلا هدف وأن الرهائن لن يعودوا إلا في إطار اتفاق" يجري التفاوض عليه حالياً في قطر وهي إحدى الدول الثلاث الوسيطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في محادثات السلام.
وتابعت مجموعة أهالي الجنود، "لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي أي سبب للبقاء في غزة، سوى لتحقيق الرغبات المسيحانية (لبعض أعضاء اليمين المتطرف) في الاستيطان هناك".
واختتم الأهالي رسالتهم بالقول لنتنياهو، "لن نسمح لك بمواصلة التضحية بأبنائنا كبارود للمدافع". ولم يعلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على الرسالة بصورة فورية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حصيلة القتلى أعلى بنحو 40 في المئة
أفادت دراسة بحثية نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية اليوم الجمعة بأن حصيلة القتلى في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب بين إسرائيل و"حماس" هي أعلى بنحو 40 في المئة مقارنة بأرقام وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.
وحصيلة القتلى في غزة مدار جدل حاد منذ أن أطلقت إسرائيل حملتها العسكرية ضد "حماس" رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وحتى الـ30 من يونيو (حزيران) من العام الماضي، أفادت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه "حماس"، بأن حصيلة الحرب بلغت 37877 قتيلاً.
غير أن الدراسة الجديدة التي استندت إلى بيانات للوزارة، واستطلاع عبر الإنترنت وبيانات نعي على مواقع التواصل الاجتماعي خلصت إلى تقديرات تفيد بأن حصيلة الوفيات جراء إصابات الحرب في غزة تراوحت بين 55298 و78525 قتيلاً في الفترة تلك.
وأفضل تقدير لحصيلة القتلى في الدراسة هو 64260، مما يعني أنها تزيد بنسبة 41 في المئة عن الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة عن تلك الفترة.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الرقم يمثل 2,9 في المئة من سكان غزة قبل الحرب "أو نحو واحد من كل 35" غزاوياً.
وبحسب تقديرات مجموعة الباحثين بقيادة المملكة المتحدة فإن 59 في المئة من القتلى هم من النساء والأطفال والمسنين.
والعدد يقتصر على الإصابات جراء الحرب، أي لا يشمل الوفيات الناجمة عن عوامل أخرى مثل نقص الرعاية الصحية أو الغذاء ولا الآلاف من المفقودين الذين يعتقد أنهم مدفونون تحت الركام. وتعذر التحقق من حصيلة القتلى بصورة مستقلة.
وأمس الخميس أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 46006 شخصا قتلوا في الحرب المستمرة منذ 15 شهراً. وتشكك إسرائيل في صدقية حصيلة القتلى التي تعلنها وزارة الصحة في غزة، إلا أن الأمم المتحدة تعتبر هذه الأرقام موثوقاً بها.
ثلاث قوائم
واستخدم الباحثون نهجاً إحصائياً يسمى "capture-recapture" سبق أن استخدم لتقدير عدد القتلى في نزاعات أخرى حول العالم.
واستند التحليل إلى بيانات من ثلاث قوائم مختلفة، الأولى وفرتها وزارة الصحة في غزة للجثث التي تم التعرف عليها في المستشفيات أو المشارح. وأُخذت القائمة الثانية من استطلاع عبر الإنترنت أطلقته وزارة الصحة ويبلغ فيه فلسطينيون عن وفاة أقاربهم.
أما القائمة الثالثة فاستندت إلى بيانات نعي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي على غرار "إكس" و"إنستغرام" و"فيسبوك" و"واتساب"، متى أمكن التحقق من هوية المتوفين.
وقالت المعدة الرئيسة للدراسة زينة جمال الدين عالمة الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، "أبقينا فقط في التحليل على أولئك الذين أكد وفاتهم أقرباؤهم أو مشارح أو مستشفيات".
ودقق الباحثون في القوائم الثلاث بحثاً عن أي بيانات متكررة. وأضافت جمال الدين "بعدها، نظرنا إلى التداخل بين القوائم الثلاثة، وبناءً على التداخل، يمكنك الحصول على تقدير إجمالي للسكان الذين قتلوا".
واستخدم باتريك بول عالم الإحصاء في "مجموعة تحليل بيانات حقوق الإنسان"، ومقرها الولايات المتحدة الذي لم يشارك في الدراسة البحثية أساليب "capture-recapture" لتقدير عدد قتلى النزاعات في غواتيمالا وكوسوفو والبيرو وكولومبيا.
وقال بول إن التقنية التي اختُبرت على نحو جيد استخدمت لقرون وإن الباحثين توصلوا إلى "تقدير جيد" في ما يتصل بغزة.
عدم يقين
بدوره قال أستاذ الإحصاء التطبيقي في جامعة بريطانيا المفتوحة كيفن ماكونواي إن هناك "حتماً عدم يقين كبيراً" عند إجراء تقديرات استناداً إلى بيانات غير مكتملة، لكنه قال إنه "من المثير للإعجاب" أن الباحثين استخدموا ثلاث مقاربات أخرى للتحليل الإحصائي للتحقق من تقديراتهم. وأضاف، "إجمالاً، أجد هذه التقديرات مقنعة على نحو معقول".
وحذر الباحثون من أن قوائم المستشفيات لا تفيد على الدوام بسبب الوفاة، لذلك من الممكن أن تتضمن أشخاصاً يعانون من مشاكل صحية، على غرار النوبة القلبية، ما يمكن أن يؤدي لتقديرات أعلى من الواقع.
مع ذلك هناك ما من شأنه أن يعزز فرضية أن الحصيلة المعلنة للحرب أقل من الواقع. فالدراسة البحثية لم تشمل مفقودين.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) إنه يعتقد أن نحو 10 آلاف مفقود من الغزيين مدفونون تحت الركام.