Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن يتوقع حصول الضربة الإيرانية ضد إسرائيل "عاجلا وليس آجلا"

باريس تنصح رعاياها بعدم السفر إلى 4 دول في المنطقة وواشنطن تقيد حركة دبلوماسييها وألمانيا تحث مواطنيها على مغادرة إيران

ملخص

دعت روسيا وألمانيا دولاً في الشرق الأوسط إلى التحلي بضبط النفس، واتصلت وزيرة الخارجية الألمانية بنظيرها الإيراني ودعته إلى التحلي "بأقصى درجات ضبط النفس" لتجنب مزيد من التصعيد

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الجمعة أنه يتوقع أن تحاول طهران توجيه ضربة لإسرائيل في المدى القريب رداً على تدمير القنصلية الإيرانية لدى دمشق، وحض طهران على عدم مهاجمة تل أبيب.

وقال بايدن، "لا أريد الخوض في معلومات سرية، لكني أتوقع (أن تحصل الضربة) عاجلاً وليس آجلاً".

وأكد البيت الأبيض في وقت سابق الجمعة أن تهديدات إيران لإسرائيل حقيقية وقد تحدث، وكرر أن الولايات المتحدة جادة في التزامها الدفاع عن إسرائيل.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لصحافيين، "ما زلنا نعتبر أن تهديد إيران المحتمل حقيقي وموثوق، وتنوي الولايات المتحدة بذل كل ما هو ممكن لضمان تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها".

وأضاف أن واشنطن تنظر في وضع قواتها بالمنطقة في ضوء تهديد طهران وأنها تراقب الموقف من كثب. ورفض كيربي تأكيد معلومات صحافية تفيد بأن مسؤولين أميركيين يعتبرون الضربة الإيرانية "وشيكة" أو التعليق على احتمال أن تساعد واشنطن في اعتراض أي صواريخ إيرانية تطلق باتجاه إسرائيل. وقال، "أكتفي بالقول إننا نتابع هذا الأمر بصورة وثيقة".

وفي سياق متصل قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان "جنباً إلى جنب" في مواجهة إيران، مشدداً في بيان عقب لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا الذي يجري زيارة لإسرائيل على أن "أعداءنا يعتقدون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح، إنهم يقربوننا من بعضنا بعضاً ويعززون روابطنا".

وتابع الوزير الإسرائيلي، "نحن جاهزون للدفاع عن أنفسنا براً وجواً بتعاون وثيق مع شركائنا، ونعلم كيف نرد".

فرنسا تنصح رعاياها

نصح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه "الفرنسيين بضرورة الامتناع عن التوجه إلى إيران وإسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأتى القرار الذي اتخذ "خلال اجتماع أزمة" في وقت هددت فيه إيران بضرب إسرائيل التي نسب إليها هجوم استهدف في الأول من أبريل (نيسان) القنصلية الإيرانية لدى دمشق. وطلب الوزير أيضاً "عودة عائلات الموظفين الدبلوماسيين من طهران"، فضلاً عن منع مهام موظفين فرنسيين رسميين في هذه البلدان. كما نصحت وزارة الخارجية البولندية في تحديث لتوجيهات السفر، بعدم التوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان. وقالت الوزارة في بيان، "لا يمكن استبعاد حدوث تصعيد مفاجئ للعمليات العسكرية، وهو ما قد يسبب صعوبات كبيرة في مغادرة هذه الدول الثلاث". وأضافت، "أي تصعيد قد يؤدي إلى قيود كبيرة على حركة الطيران وعدم القدرة على اجتياز المعابر الحدودية البرية".

وتوعد مسؤولون إيرانيون يتقدمهم المرشد علي خامنئي إسرائيل بأنها "ستنال العقاب" بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية الذي حملت مسؤوليته للدولة العبرية.

ودمر الهجوم القنصلية الإيرانية وأدى إلى مقتل 16 شخصاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونعى الحرس الثوري الإيراني سبعة من أفراده في الهجوم، بينهم ضابطان كبيران.

دعوات فرنسية وروسية

دعت روسيا وألمانيا دولاً في الشرق الأوسط إلى التحلي بضبط النفس، واتصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بنظيرها الإيراني حسين أمير عبداللهيان، ودعته إلى التحلي "بأقصى درجات ضبط النفس" لتجنب مزيد من التصعيد.

ونصحت وزارة الخارجية الروسية مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى الشرق الأوسط، بخاصة إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي، "من المهم جداً حالياً أن يتحلى الجميع بضبط النفس، حتى لا يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار الوضع بصورة كاملة في منطقة لا تنعم بالاستقرار، ولا يمكن التنبؤ (بما سيحدث فيها)".

وكان مسؤول أميركي قد أعلن، في وقت متأخر، الخميس، أن الولايات المتحدة تتوقع هجوماً من إيران على إسرائيل، لكنه لن يكون كبيراً بما يكفي لجر واشنطن إلى الحرب.

وفرضت الولايات المتحدة الخميس قيوداً على حركة دبلوماسييها في إسرائيل بسبب مخاوف أمنية، وفق ما أعلنت سفارتها، وسط تزايد المخاوف من رد إيراني على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قنصلية طهران لدى دمشق.

وقالت السفارة في بيان، "بدافع الحذر الشديد، يمنع موظفو الحكومة الأميركية وأفراد عائلاتهم من السفر الشخصي" خارج مناطق تل أبيب والقدس وبئر السبع "حتى إشعار آخر". وأضافت، "البيئة الأمنية لا تزال معقدة، ويمكن أن تتغير سريعاً، اعتماداً على الوضع السياسي والأحداث الأخيرة". ولم تذكر السفارة الأميركية سبب هذا التحذير الجديد الذي يأتي بعد أكثر من ستة أشهر على الحرب في قطاع غزة.

ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دولاً، بينها الصين والسعودية، إلى حض إيران على عدم "التصعيد" ضد إسرائيل، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين، الخميس، إن بلينكن تواصل مع نظرائه الصيني والسعودي والتركي، إضافة الى وزراء أوروبيين، "ليوضح لهم أن التصعيد ليس في مصلحة أحد، وأن على الدول أن تحض إيران على عدم التصعيد".

الخطوط النمسوية تلغي رحلاتها إلى إيران

وقالت شركة الخطوط الجوية النمسوية، الجمعة، وهي آخر شركة بغرب أوروبا لا تزال تسير رحلات إلى إيران، إنها ستعلق جميع رحلاتها من فيينا إلى طهران حتى الـ18 من أبريل (نيسان) الجاري في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة.

وواصلت النمسا رحلاتها لإيران لفترة أطول من شركتها الأم "لوفتهانزا" الألمانية نظراً إلى قربها أكثر إلى طهران الذي يجعل إلغاء رحلات أمراً أكثر سهولة بالنسبة لها.

وحذت النمسا في وقت سابق الجمعة حذو ألمانيا وحثت مواطنيها على مغادرة إيران. وقالت الشركة النمساوية في بيان، "سيتم أيضاً تعديل المسارات التي تمر عبر المجال الجوي الإيراني. إن سلامة ركابنا وأطقمنا لها الأولوية القصوى". وحثت ألمانيا مواطنيها في وقت سابق الجمعة على مغادرة إيران قائلة إن هناك أخطاراً من تصعيد مفاجئ في التوتر الحالي بين طهران وإسرائيل، مع احتمال اعتقال السلطات الإيرانية لمواطنين ألمان على نحو تعسفي.

وقالت الخارجية الألمانية في تحذير جديد صدر الجمعة، "في (ضوء) التوتر الحالي، بخاصة بين إسرائيل وإيران، يوجد خطر حدوث تصعيد مفاجئ. لا يمكن استبعاد تأثر طرق النقل الجوي والبري والبحري". وأضافت، "المواطنون الألمان معرضون بصورة ملموسة لخطر الاعتقال التعسفي والاستجواب والسجن لفترات طويلة. والمواطنون مزدوجو الجنسية معرضون للخطر بصورة خاصة".

واشنطن تحذر إيران

وقال البيت الأبيض، الخميس، إن الولايات المتحدة نقلت لإيران أنها لم تشارك بالضربة الجوية في دمشق.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، "نقلنا لإيران أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في الضربة التي وقعت في دمشق، وحذرنا إيران من استخدام هذا الهجوم كذريعة لمزيد من التصعيد في المنطقة أو لمهاجمة المنشآت أو الأفراد الأميركيين".

ومنذ وقوع الهجوم والولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى تحسباً لضربات انتقامية محتملة من إيران، ويعمل مبعوثون أميركيون بصورة عاجلة لمحاولة تخفيف التوتر. وقالت المتحدثة، "من الواضح أننا لا نريد أن ينتشر هذا الصراع".

موقف بريطاني

من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، أنه أوضح لنظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن إيران يجب ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع.

وقال كاميرون في منشور على منصة "إكس"، "لقد أوضحت اليوم لوزير الخارجية أمير عبداللهيان أن إيران يجب ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع نطاقاً... أشعر بقلق بالغ إزاء احتمال أن يؤدي سوء تقدير إلى مزيد من العنف. وينبغي لإيران بدلاً من ذلك أن تعمل على وقف التصعيد ومنع مزيد من الهجمات".

 

رد مناسب

وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن تل أبيب سترد مباشرة على أي هجوم إيراني. ونقل مكتب غالانت عن الوزير قوله لنظيره الأميركي لويد أوستن، "أي هجوم إيراني مباشر سيستلزم رداً إسرائيلياً مناسباً على إيران".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الوزيرين بحثا دعم واشنطن الثابت لأمن إسرائيل في وجه تهديدات إيران ووكلائها. وأضافت أنه جرى تقديم موعد زيارة أكبر جنرال أميركي في الشرق الأوسط الجنرال مايكل إيريك كوريلا لإسرائيل حتى يتمكن من الاجتماع مع القيادة العسكرية الإسرائيلية ومناقشة "التهديدات الأمنية الحالية". وكان كوريلا يسافر إلى إسرائيل بانتظام في الأشهر الأخيرة.

إيران "تهدف لاحتواء التبعات"

وقالت مصادر إيرانية إن طهران نقلت لواشنطن أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها لدى سوريا على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير، وأنها لن تتعجل، وذلك في وقت تضغط فيه إيران لتحقيق مطالب تتضمن إحلال هدنة في غزة.

وأشارت المصادر، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" إلى أن وزير الخارجية الإيراني نقل رسالة إيران إلى واشنطن أثناء زيارة الأحد لسلطنة عمان التي كثيراً ما توسطت بين طهران وواشنطن.

وأحجم متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق على أي رسائل من إيران، لكنه قال إن الولايات المتحدة نقلت لإيران أنها لم تشارك في الهجوم على السفارة.

ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من وزارة الخارجية الإيرانية. ولم ترد الحكومة العمانية بعد على أسئلة أرسلت عبر البريد الإلكتروني أثناء عطلة عيد الفطر.

وقال مصدر مطلع على معلومات استخباراتية أميركية إنه لا علم له بالرسالة المنقولة عبر سلطنة عمان، وذكر أن إيران "كانت واضحة جداً" بأن ردها على الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق سيكون "منضبطاً" و"غير تصعيدي"، ويشمل خططاً "باستخدام وكلاء بالمنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل".

نهج حذر

وتشير الرسائل الدبلوماسية إلى نهج حذر تتبعه إيران في وقت تحسب فيه كيفية الرد على هجوم الأول من أبريل (نيسان) على نحو يردع إسرائيل عن الإقدام على أعمال أخرى كهذه، لكن يتفادى تصعيداً عسكرياً قد تنجر إليه الولايات المتحدة.

وقال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، إن إسرائيل "يتعين أن تعاقب، وستعاقب"، وإن ما حدث يعد هجوماً على الأراضي الإيرانية. ولم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم، لكن وزارة الدفاع الأميركية قالت إن إسرائيل مسؤولة.

ويمثل الهجوم الذي أسفر عن مقتل جنرال إيراني كبير تصعيداً كبيراً في أعمال العنف التي انتشرت في المنطقة منذ بدء حرب غزة. وتجنبت طهران بحذر أي دور مباشر في التداعيات الإقليمية، لكنها دعمت الجماعات التي شنت هجمات من العراق واليمن ولبنان.

 

 

ولم تهاجم الفصائل الشيعية المدعومة من إيران القوات الأميركية في سوريا والعراق منذ أوائل فبراير (شباط).

ولم يستبعد أحد المصادر الإيرانية احتمال مهاجمة أعضاء مما يسمى "محور المقاومة" المدعوم من إيران إسرائيل في أي لحظة، وهو خيار أشار إليه محللون باعتباره إحدى الوسائل المحتملة للرد.

مطالب طهران

وقالت المصادر إن أمير عبداللهيان أشار خلال اجتماعاته في عمان إلى استعداد طهران لتقليص التصعيد بشرط تلبية مطالب تتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار في غزة، وهو ما استبعدته إسرائيل في سعيها إلى سحق حركة "حماس".

وقالت المصادر إن إيران تسعى أيضاً إلى إحياء محادثات برنامجها النووي المثير للجدل. وتوقفت هذه المحادثات منذ نحو عامين بعد أن تبادل الجانبان اتهامات بتقديم مطالب غير معقولة.

وأضافت المصادر أن طهران طلبت أيضاً ضمانات بألا تتدخل الولايات المتحدة إذا نفذت إيران "هجوماً منضبطاً" على إسرائيل، وهو مطلب رفضته الولايات المتحدة في ردها عبر عمان.

وقال المصدر المطلع على معلومات استخباراتية أميركية إن الضربات الانتقامية الإيرانية ستكون "غير تصعيدية" تجاه الولايات المتحدة لأن الإيرانيين "لا يريدون أن تتدخل الولايات المتحدة"، وإن إيران لن توجه الفصائل التابعة لها في سوريا والعراق لاستهداف القوات الأميركية في تلك الدول. وأضاف أن الضربات الموجهة من إيران لإسرائيل ستدفع على الأرجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرد.

التزام أميركي

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، إن إيران تهدد بشن "هجوم كبير في إسرائيل"، وإنه أبلغ نتنياهو بأن "لا شك في التزامنا أمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها".

وقالت إسرائيل إنها سترد على أي هجوم من إيران.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تدوينة على منصة "إكس" باللغتين الفارسية والعبرية، الأربعاء، "إذا هاجمت إيران من أراضيها، سترد إسرائيل وتهاجم داخل إيران".

المزيد من الأخبار