أجواء إيجابية أعادت التفاؤل، الثلاثاء، إلى أسواق الأسهم والنفط، مع تصريحات رسمية سعودية عن قرب استعادة إنتاجها النفطي بعد الهجمات على منشأتين نفطيتين السبت الماضي، حيث انخفض النفط سريعاً بنسبة 6 في المئة، بعد ارتفاعات وصلت إلى 20 في المئة، الاثنين، بسبب عدم اليقين حول الوقت الذي ستستغرقه الرياض في استعادة مستوى إنتاجها نفسه.
وفي ضوء هذه الأخبار، ارتفعت الأسهم الأميركية من جديد بعدما تبددت المخاوف من تأثير ارتفاعات النفط على الاقتصاد الأميركي، التي قد تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج غير المحسوبة. وظهرت مؤشرات إيجابية من الداخل الأميركي دعمت حالة التفاؤل، حيث قال مكتب الممثل التجاري الأميركي إن محادثات التجارة بين الصين والولايات المتحدة ستبدأ في واشنطن على مستوى النواب يوم الخميس للتمهيد لمحادثات رفيعة المستوى في أكتوبر (تشرين الأول) تهدف إلى إيجاد حل للحرب التجارية المشتعلة منذ مايو (أيار) الماضي.
سياق انخفاض الأسعار
ومنذ صباح الثلاثاء، بدأت أسعار النفط في التراجع على خلفية التسريبات بإمكانية عودة إنتاج السعودية في فترة زمنية قصيرة، إلى أن قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مؤتمر صحافي إن "إمدادات السعودية من النفط عادت إلى مستوياتها قبل الهجوم"، ما أدى إلى تراجع أسعار النفط بنسبة 6 في المئة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 4.47 دولار بما يعادل 6.5 في المئة، ليتحدد سعر التسوية عند 64.55 دولار للبرميل. ونزلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 3.56 دولار أو 5.7 في المئة لتغلق على 59.34 دولار للبرميل.
تبديد عدم اليقين
وبددت الرياض حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية بشأن كيفية تعامل أكبر منتج للنفط في العالم مع فقدان نحو 5 في المئة من الإنتاج العالمي عقب الهجمات. وقال وزير الطاقة السعودي إن المملكة ستواصل إمداد العملاء بكميات كاملة من الخام هذا الشهر. وأضاف أن إنتاج النفط سيبلغ 9.89 مليون برميل يومياً في أكتوبر. كما أكد أنه "لن يكون هناك اجتماع عاجل لمنظمة أوبك".
وانعكس ذلك على أسواق الأسهم الأميركية، حيث أغلقت مرتفعة، إذ صعد مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.12 في المئة. والمؤشر يقيس الشركات الصناعية، والذي كان أكثر المتأثرين سلبياً، الاثنين، من أخبار ارتفاعات النفط، بينما زاد المؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الذي يقيس أكبر 500 شركة أميركية، بنسبة 0.25 في المئة وارتفع مؤشر "ناسداك" بنسبة 0.4 في المئة.
تطمينات البيت الأبيض
وكانت أخبار ارتفاع التكلفة قد أثرت في أداء البورصات الأميركية. إذ قال تقرير صادر عن نادي اتحاد السيارات الأميركي إن أسعار البنزين في الولايات المتحدة قفزت الثلاثاء بسبب ارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام قرابة 15 في المئة، الاثنين. وقال التقرير "بمقدور الأميركيين توقع أن تبدأ الأسعار في محطات الوقود المحلية في الارتفاع هذا الأسبوع. قد يؤول الأمر إلى قفزة تصل إلى ربع دولار للغالون هذا الشهر". لكن هبوط الأسعار الثلاثاء قد يهدئ من الذعر في أوساط المستهلكين.
وكانت تطمينات جاءت أيضاً من البيت الأبيض، ساعدت في تخفيض زخم أسعار النفط، بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه "لا يرى ضرورة للسحب من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي بعد الهجمات على منشأتي نفط سعوديتين"، مضيفاً أن "أسعار الخام لم تصعد كثيراً".
تراجع محدود في أوروبا وقوي بدبي
وفي أوروبا، أغلقت الأسهم الأوروبية على انخفاض طفيف بعد تراجع كبير لأسهم شركات الطاقة على خلفية هبوط أسعار النفط وتبدد المخاوف حول إمدادات النفط في الفترة المقبلة، وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 في المئة.
وتباين الأداء في الأسواق الخليجية، فهبطت الأسهم السعودية بنسبة 0.7 في المئة، بينما تراجعت سوق دبي بنسبة 1 في المئة، وزاد مؤشر سوق أبوظبي 0.2 في المئة وانخفض مؤشر بورصة قطر 0.4 في المئة. وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 1.5 في المئة.
تفاؤل باتفاق أميركي - صيني قريب
من ناحية أخرى، تنتظر الأسواق الأربعاء قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بخصوص أسعار الفائدة للفترة المقبلة، في ظل تفاؤل بشأن اتفاق تجاري مع الصين. ومن شأن أي اتفاق أن يغير اتجاه "الفيدرالي" بعدما وضع الأخير الحرب التجارية مع بكين كأساس يبني عليه تحركاته المستقبلية. فالفيدرالي يتخوف من أن تؤدي الحرب إلى تباطؤ أكبر في الاقتصاد الأميركي، ما سيدفعه إلى استخدام أدواته لتحفيز الاقتصاد، وأهمها خفض أسعار الفائدة الذي بدأه الشهر الماضي للمرة الأولى منذ الأزمة المالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الرئيس ترمب، الثلاثاء، إن إدارته قد تبرم اتفاقاً بشأن التجارة مع الصين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، أو أنه يمكن التوصل إلى اتفاق بعد يوم من توجه الناخبين الأميركيين إلى مراكز الاقتراع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
وسيجتمع الخميس نواب مفاوضي التجارة الأميركيين مع الصينيين في واشنطن في أول لقاءات تجرى وجهاً لوجه منذ نحو شهرين.
وكانت إشارات إيجابية ظهرت الأسبوع الماضي رجحت الوصول إلى اتفاق أو حلحلة الملف بين الطرفين، حيث أرجأت إدارة ترمب رسوماً كان من المقرر فرضها ابتداءً من أول أكتوبر على واردات صينية بنسبة تصل إلى 30 في المئة، وفعلت بكين الأمر نفسه بتأجيل رسوم على منتجات وسلع أميركية.