Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دينيس روس يكشف نبوءة رابين: قنابل "حماس" ستوصل نتنياهو للحكم

السفير الأميركي السابق في حوار مع "اندبندنت عربية": على إسرائيل وقف النار ومتفائل باتفاق أميركي - سعودي

المبعوث الأميركي الأسبق دينيس روس أثناء لقائه الزعيم الفسطيني الراحل ياسر عرفات (أ.ف.ب)

ملخص

كيف يقرأ دينيس روس، مبعوث السلام الأميركي الأشهر إلى الشرق الأوسط، المشهد المتشابك الذي عقدته المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية الأخيرة، وما رؤيته لما بعد الحرب الإسرائيلية مع "حماس"، وما الذي يحد من قيام الدولة الفلسطينية؟

غادر دينيس روس العمل الحكومي منذ أكثر من عقد، إلا أنه عاد اليوم ليصبح أقرب إلى دوائر القرار الباحثة عن المشورة ما بين واشنطن وتل أبيب. مبعوث السلام الأميركي الأشهر إلى الشرق الأوسط هو الوحيد الذي يطلق عليه زملاؤه في "معهد واشنطن" لقب "السفير"، حيث يجري أبحاثه حول الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وفرص السلام، ويواصل تقديم التوصيات للإدارات الأميركية المتعاقبة.

التقيت السيد روس أول مرة في صيف 2023 في زيارة غير مجدولة. رأيته في مكتبه الصغير المؤقت في المعهد ولم يبدُ منشغلاً بشيء عاجل فدخلت وعرفت بنفسي ومن أين أنا، وهكذا تحولت المحادثة إلى السعودية وعلاقتها التي بدأت بالتعافي مع الولايات المتحدة. قال روس إنه عاد للتو من الرياض، وكان ذلك مريحاً لي لتحديد ما يمكن التطرق إليه في هذه الزيارة القصيرة والمتطفلة.

 لم أرد سؤال روس عن مناورات أوسلو ولم يكن الحديث عن قبلات ياسر عرفات الذي التقاه مرات لا تحصى مغرياً بالنسبة لي، على الأقل في تلك اللحظة. كل ما أردت الحصول عليه آنذاك هو تأكيد أو نفي لتقارير الصحافة الأميركية حول المحادثات الأميركية – السعودية واحتمالات عقد اتفاقات دفاعية ونووية مع الرياض وضمانات للفلسطينيين مقابل إقامة علاقات مع إسرائيل.

كان تفاؤل السفير السابق بالمحادثات في ذلك الوقت مفيداً لي لفهم المشهد والخروج باستنتاجين، الأول أن حكومتي السعودية والولايات المتحدة قررتا إطلاق العنان لعلاقة البلدين بعد التوتر الذي شابها، والثاني أن إدارة جو بايدن تدرك صعوبة مساعيها، لكنها جادة أيضاً في ضوء النزال الانتخابي المقبل. وعلى رغم ذلك، لم يكن تفاؤل روس كافياً للتنبؤ بما حدث بعد أشهر قليلة عندما انفجر الوضع في الشرق الأوسط.

تغيرت الحسابات وخفتت أسئلة السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب، وعادت للواجهة حركة "حماس" التي أدخلت قطاع غزة في حرب طاحنة منذ نحو ستة أشهر، من دون أهداف واضحة أو رؤية لليوم التالي من شأن تعريفها خفض المعاناة الفلسطينية التي فاقمتها آلة الحرب الإسرائيلية، وسط مخاوف من "اجتياح رفح". وعلى رغم أن ضعف السلطة الفلسطينية الذي أسهم فيه متطرفو إسرائيل برز مجدداً، فإن الحديث الإيجابي تكثف أخيراً حول جهود إصلاحها وتقويتها في المرحلة المقبلة، بعد تعيين رئيس وزراء جديد بخلفية اقتصادية دولية.

كيف يقرأ دينيس روس المشهد المتشابك الذي عقدته المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية الأخيرة، وما رؤيته لما بعد الحرب الإسرائيلية مع "حماس"، وما الذي يحد من قيام الدولة الفلسطينية؟ أسئلة حرصت على طرحها في لقائي الثاني به، الإثنين الماضي، وهذه المرة لمقابلة مع "اندبندنت عربية".


الاتفاق السعودي – الأميركي ممكن

ما زال روس (75 سنة) نشطاً في إسداء المشورة لقاطني البيت الأبيض حتى بعد مغادرته منصبه الحكومي الأخير كمساعد خاص للرئيس باراك أوباما عام 2011. لم يلتقِ بايدن، أخيراً، إلا أنه يجتمع بكبار مسؤولي إدارته لمشاركة التوصيات. سألته عن نوع النصائح التي يقدمها، فأجاب، "نفسها التي أطرحها الآن": دعم أميركي لوقف أحادي لإطلاق النار من جانب إسرائيل لإتمام الاتفاق مع السعودية، وإعادة تعريف الأهداف الإسرائيلية من العملية العسكرية، فبدلاً من السعي إلى القضاء على "حماس" بالكامل، على إسرائيل نزع السلاح وشل قدرة الحركة على إعادة التشكل.

سألته هل ما زال الاتفاق السعودي – الأميركي ممكناً، فرد بالإيجاب، "الطرفان حريصان على إبرامه، إدارة بايدن تدرك أهميته الكبيرة، والسعوديون يرغبون بشدة في معاهدة دفاعية وشراكة في الصناعة النووية والتفاهمات الأساسية بين الطرفين لم تتغير لكن التوقيت مهم للطرفين وإشكالي في الوقت نفسه. أولاً في ضوء الحرب المستمرة في غزة، فمن الواضح أن السعودية لن تسعى إلى إتمام أي اتفاق من دون إنهاء الحرب. وثانياً لأن الانتخابات الأميركية تلعب دوراً، فهناك اعتقاد أن احتمال تمرير الاتفاق السعودي – الأميركي قبل مؤتمرات الترشيح الحزبية أكبر من بعدها، ولذلك فرص إبرام الاتفاق قبل الانتخابات بصورة عامة أعلى".

الاكتفاء بتحويل "حماس" إلى "ميليشيا"

منذ بدء الحرب لم يكن المبعوث الأميركي السابق متحمساً لخطاب الإسرائيليين حول إنهاء "حماس" رغم قربه منهم، ليس لأنه لا يريد القضاء عليها، ولكن لأن كلفة تحقيق ذلك صعبة، فخسارة إسرائيل السياسية للتضامن الدولي باهظة مقابل المكاسب العسكرية الممكن تحقيقها ضد "حماس". ولذلك يطالب حكومة بنيامين نتنياهو بالاكتفاء بتدمير القدرات التي تجعل من "حماس" "جيشاً"، وتفكيكها وقبول تحولها إلى "ميليشيا".

ويقول السفير السابق، إن "الزناد" أوصلنا إلى هذه الفوضى، وإن رئيس "حماس" يحيى السنوار تخيل أن الهجوم سيدفع "حزب الله" إلى إطلاق 100 ألف صاروخ على إسرائيل، وتفجير الوضع في الضفة الغربية، وفي أوساط العرب الإسرائيليين ضد مواطنيهم اليهود، لكن هذا لم يحدث، فإيران لم تتحرك لنصرة غزة، بل نشطت لتحفيز وكلائها مثل "حزب الله" على عدم خلق حرب شاملة، كما يمكن ملاحظته في تهديد "حزب الله" المقتصر على الجزء الشمالي من إسرائيل حيث نزح 80 ألف إسرائيلي من المنطقة.

ولا يعترض روس على العملية الإسرائيلية التي راح ضحيتها الآلاف، بل يرى أنها ضرورية لمنع "حماس" من إعادة تشكيل نفسها، لكنه يعتقد أن تل أبيب أخطأت بمنع دخول المساعدات الإنسانية بكميات كبيرة وكانت في حاجة إلى السعي إلى تدمير "حماس" على نحو لا يظهر أنهم يحاولون معاقبة الفلسطينيين في غزة.


 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وعلى رغم التحذيرات الأميركية من غزو رفح، يعتقد روس أن تعامل إسرائيل مع رفح "مسألة وقت". ومع تأخر إسرائيل في الخطوة، يؤكد أهمية تبنيها وقفاً أحادياً لإطلاق لمدة ستة أسابيع، لأن الإخلاء سيستغرق وقتاً طويلاً، خصوصاً بعد تقليص "حماس" إلى لواء واحد، لأن ذلك سيزيد الضغط على "حماس"، مضيفاً، "أود أن أرى الإسرائيليين يعيدون تعريف هدفهم ليكون تجريد غزة من السلاح لأنهم ليسوا بعيدين من تحقيق ذلك فقد قاموا بتفكيك 19 من أصل 24 كتيبة، مما يعني أن (حماس) لم تعد جيشاً وإنما ميليشيات يمكن احتواؤها".

ويعود ليستطرد، "لا شيء ممكن بوجود وزراء في إسرائيل من أمثال سموتريش (وزير المالية) وبن غفير (وزير الأمن القومي) وهما متشددان قوميان ويشاركان في القرار".

وتريد إسرائيل القضاء على الكتائب الخمس المتبقية والموجودة في رفح، الأمر الذي قد يقود إلى إجلاء ما بين 1.3 و1.4 مليون فلسطيني وفق روس، ولذلك يدعو إلى وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية لمدة 45 يوماً، حتى لو كان من جانب واحد من قبل الإسرائيليين بهدف إيضاح أن "حماس" لا تل أبيب من تعرقل إنهاء الحرب. ويتفهم السفير السابق "ضرورة" وجود صلة بين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، إلا أنه يدرك أن "حماس" غير حريصة على ذلك، في ضوء رفضها المقترح الأميركي، وتخفيضها عدد الرهائن الذين كانوا على استعداد للإفراج عنهم من 40 إلى 20.


هل اتفاقات السلام العربية في خطر؟

السؤال الذي رافق القضية الفلسطينية على مدى عقود يتمحور على صورة الدولة التي تريد الأطياف الفلسطينية إقامتها، وهو من الأسئلة التي تتكرر في دوائر القرار في واشنطن وتل أبيب ويعد محورياً لأي تفاهم مقبل. يظهر الانقسام الحالي بين "فتح" و"حماس" أن الفلسطينيين لم يصلوا إلى هذه الإجابة. ويتساءل روس، "هل يريد الفلسطينيون دولة إسلامية أم مدنية، هل سيسعون إلى إزالة إسرائيل أم التعايش معها؟".

يرى روس أن الفلسطينيين لم يساعدوا أنفسهم مع الانقسام السياسي وغياب هوية الدولة التي يطمحون لتأسيسها وأن غموض المسعى الفلسطيني أشعر القيادات العربية بـ"الخيبة"، وجعلها "تقلل من اهتمامها بالقضية الفلسطينية". وأضاف، "كان من الأجدر بالسلطة الفلسطينية أن تستجيب بصورة أفضل إلى اتفاقات أبراهام" التي توسطت فيها واشنطن بين إسرائيل ودول عربية في عهد دونالد ترمب، فـ"بدلاً من مهاجمة الإمارات وإطلاق أوصاف الخونة وتنفير الدول التي تملك نفوذاً على إسرائيل"، كان عليهم أن يتواصلوا معهم لاستغلال هذا النفوذ في صالحهم.

قاد الحديث عن "اتفاقات أبراهام" إلى سؤال روس حول ما إذا كانت معاهدات السلام في خطر بينما تواصل إسرائيل شن حربها على غزة، فأجاب، لم تنسحب أي دولة من الدول الموقعة على اتفاقات أبراهام ومن الواضح أنهم يرغبون في انتهاء الحرب، والإسرائيليون يريدون أن تنتهي، لكن بعد ضمان كبح قدرات "حماس" على إعادة تشكيل نفسها.

لا نقاش جاداً في إسرائيل حول فلسطين

"إسرائيل ارتكبت خطأً استراتيجياً في "بناء" حماس على حساب السلطة الفلسطينية، وكان الثمن باهظاً للغاية. المساءلة يجب ألا تقتصر على المسؤولين العسكريين والأمنيين المستقيلين، بل يجب أن تكون هناك محاسبة سياسية ونقاش حول الشكل الذي يجب أن تكون عليه العلاقة مع فلسطين".

جاء جوابه رداً على سؤال ما إذا كان يرى أن نتنياهو يجب أن يبقى في الحكم أو يرحل؟ تهرب روس من السؤال رغم أنه ليس جزءاً من الحكومة الأميركية.

لكن المهم في هذه الإجابة هو أن المسؤول السابق المقرب من تل أبيب يقر بأن الإسرائيليين كثيراً ما تجاهلوا سؤالاً محورياً حول شكل العلاقة مع فلسطين، ويسترسل قائلاً، "قد يبدو مفاجئاً، ولكن لم يكن هناك أي نقاش حقيقي عندما اتخذ إسحاق رابين قراراً في شأن أوسلو، قالت المعارضة في الكنيست نحن بكل بساطة ضد الاتفاق، لكن لم تذكر أبداً السبب، وتكرر الأمر في معارضة قرار أرئيل شارون بسحب الجيش من غزة وجميع المستوطنات. يجب أن يكون هناك نقاش جاد في إسرائيل حول شكل العلاقة مع الفلسطينيين".


قنابل "حماس" وصعود نتنياهو

يقول السفير الأميركي الأسبق كلما لمسنا تقدماً لحل الصراع، تقوم "حماس" بإلقاء القنابل، ويسرد حديثه مع إسحاق رابين قبل ستة أشهر من اغتياله:

"سألني رابين من أعتقد من شأنه تحديد نتائج الانتخابات المقبلة في إسرائيل، فقلت أولاً أرييه درعي زعيم حزب "شاس"، وهو حزب ديني متشدد مؤلف من اليهود القادمين من العالم العربي، فقال لي كلا ليس هو، خمن مجدداً، فقلت له أخبرني أنت، فأجابني بأن قنبلتين لحماس ستحددان من هو رئيس الوزراء القادم، سيكون نتنياهو رئيس الوزراء، ولن أكون رئيس الوزراء".

اغتيل رابين في عام 1995، ويقول روس، "لقد رثاه الفلسطينيون، مما أثر في نظرة الإسرائيليين للفلسطينيين، وكان أشخاص من حزب الليكود يقولون لي إن باريس ستكون قادرة على تحقيق ما لم يتمكن رابين من تحقيقه، وبعد ذلك وقعت أربعة تفجيرات خلال تسعة أيام مما قوَّض فرص السلام وتساءل الناس، هل هذا هو السلام الذي نحصل عليه، لم يعد بالإمكان الصعود على متن حافلة من دون أن يقع تفجير فيها".

وبالفعل انتخب نتنياهو. بالنسبة لروس، كانت الانتخابات نتيجة واضحة لإحدى "أكبر مشكلات الجانب الفلسطيني وهي أعمال العنف التي أسهمت في استيلاء متشددي إسرائيل على السلطة".

عن التحدي الذي واجهه عند التعامل مع إسرائيل، قال السفير الأميركي السابق إن "الإسرائيليين اعتادوا على السيطرة على حياة الفلسطينيين، ولهذا كانت اتفاقات أوسلو بالنسبة لهم انتقالاً بطيئاً للسلطة إلى الفلسطينيين، بشكل أبطأ مما أراد الفلسطينيون، وأبطأ بكثير مما توقعوا". وأضاف أن التحدي الآخر من جانب إسرائيل "هو بناء المستوطنات، الذي جعل الفلسطينيين يشعرون بالعجز"، مشيراً إلى أن "اليمين الإسرائيلي اغتال رابين بعدما رأوا أنهم كان مستعداً للتخلي عما يمثل لهم وعد الله، الضفة الغربية".


لقاء بندر بن سلطان في لندن

روى روس كواليس لقائه في لندن بالسفير السعودي الأسبق لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان، عندما أعطاه تحديثاً حول جولة تفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن، ناقشت ما عرف لاحقاً بـ"معايير كلينتون". كانت المعايير التي اقترحتها إدارة الرئيس الديمقراطي في أسابيعها الأخيرة في ديسمبر (كانون الأول) 2000 بمثابة الحلول التوفيقية التي اعتقدت واشنطن أنها أفضل ما يمكن تحقيقه في ضوء مواقف الطرفين، وتنص على دولة فلسطينية تضم 94-96 في المئة من الضفة الغربية.

يقول روس، "التقيت ياسر عرفات في المغرب وتوقفت في لندن في طريق عودتي إلى الولايات المتحدة. قلت لعرفات هذا الحديث بيننا نحن الإثنين، ما زال هناك خمسة أسابيع متبقية على انتهاء ولاية كلينتون، لن تخدعني ولن أخدعك، هل توافق على إبرام الاتفاق؟ قال لي نعم، فسألته لماذا؟ أجابني لأنني جاد مثلك".

لم يكن ذلك كافياً للسفير، فقد أراد أخذ تصريح واضح من الزعيم الفلسطيني بإمكان إبرام اتفاق، فذهب يعدد له المبادئ التي آمن بأن الإسرائيليين سيلتزمون بها على صعيد "اللاجئين والحدود والقدس"، على رغم أنه لم يحصل على الضوء الأخضر منهم حيال ذلك، بل طرح تلك المبادئ انطلاقاً من خبرته بـ"الحدود التي بوسعهم بلوغها في هذه المسائل".

بعدما تطرق روس إلى كل مسألة على حدة، قال عرفات، "نعم بوسعي القبول بذلك".

كان روس في المغرب عندما قدم إحاطة حول اللقاء للرئيس بيل كلينتون عبر خط مؤمن، فسأله الرئيس: "لماذا لست متحمساً؟" فقال "لأنني لا أصدق ذلك، أعتقد أنه من السهل على عرفات أن يبلغني بموافقته في حديثي الخاص معه، ولكن عندما سيتحتم عليه القيام بذلك علناً، سيتراجع لأن عليه تقديم تنازلات".

طلب كلينتون بحث التزام عرفات بموقفه الأولي، فاقترح روس اختبار ذلك عبر إحضار المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى واشنطن. في اليوم الأول من تلك المحادثات في "قاعدة بولينغ الجوية" قام روس بتقليص الاختلافات المتعلقة بالمسائل الأربع (الحدود، القدس، اللاجئين، الأمن)، وأرسى معايير أساسية ردمت الهوة نوعاً ما بين الجانبين، وبعد ثلاثة أيام قال له صائب عريقات وشلومو بن عامي رئيسا الوفدين: ليس بوسعنا ردم هوة اختلافاتنا عليك تقديم مقترح لتقريب وجهات النظر". ومن هنا ولدت "معايير كلينتون".

وبين مفاوضات واشنطن ولقاء عرفات، توقف روس في لندن، إذ التقى الأمير بندر بن سلطان وأبلغه بالحديث الذي دار مع عرفات، وشرح له موقف الإسرائيليين ورد عرفات.

يقول روس "أخبرته أن الطرفين سيأتيان واشنطن، وفي حال لم يتوصلا إلى اتفاق، سيطلبان مقترحاً لتقريب وجهات النظر. وعندها قال لي بندر في حال لم يقبل عرفات بذلك، لن يقترف خطأ وحسب، بل سيرتكب جريمة".

وقدم السفير السابق انطباعه عن عرفات وقال "كان يرى نفسه ثورياً، ولست واثقاً إذا ما رأى نفسه يوماً رجل دولة، بالنسبة إليه كان يقود حركة، ارتدى الكوفية رمزاً لفلسطين، بدأ مسيرته كزعيم سري، ولم يخرج من تلك العباءة، سعى وراء الحصول على الاهتمام الدولي، ولكن كان هناك جزء منه من الناحية النفسية مقيد بكونه قائداً سرياً، شخصاً يتعايش مع شعور المؤامرة لأنه كان محاطاً بعديد ممن التهديدات، كان يمكنه عقد اتفاقات محدودة لكنه لم يكن مستعداً لاتخاذ قرار نهائي، وكان دائماً يعول على الحصول على خيارات أفضل".

المزيد من حوارات