Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجفاف يدهم محاصيل المغرب ويقرع أجراس الخطر

توقعات أميركية بارتفاع واردات البلاد من القمح والشعير أكثر من نصف الاستهلاك في 2025

بحسب تقرير لوزارة الزراعة المغربية، يتوقع أن يستفحل الجفاف في أفق عام 2050 (أ ف ب)

ملخص

توقعات بتراجع إنتاج البلاد من القمح في موسم 2024-2025 إلى 1.5 مليون طن من القمح العادي و0.75 مليون من النوع الصلب

يلفح المناخ الحار في المغرب وجه التربة فيكسوها التشقق ويصيبها اليبوس، فيما أمسكت سماؤه عن المطر إلا النزر القليل، فصار الجفاف مشهداً عاماً في أجزائه الجنوبية، وقد ألقى بتبعات اقتصادية غير محمودة على البلد الواقع في غرب الشمال الأفريقي، مخلفاً فاتورة ضخمة من واردات الحبوب، بعدما أمسك جانب من أراضيه عن الإنبات بفعل الجفاف المستفحل في السنوات الأخيرة، مما يقلص التوقعات حول إنتاجه من القمح والرز والشعير.

صارت أجراس الجفاف تقرع على نحو مسموع منذرة بتهديد قائم، وآخرها ما صدر حديثاً عن وزارة الزراعة الأميركية من خفض لتوقعات إنتاج البلاد من القمح في موسم 2024-2025 إلى 1.5 مليون طن من القمح العادي، و0.75 مليون من القمح الصلب، إضافة إلى 0.65 مليون طن من الشعير، مما يرفع حاجة المغرب إلى استيراد القمح إلى 7.5 مليون طن، و1.5 مليون من الشعير.

مناطق الجنوب الأكثر جفافاً

وتعاني غالبية المناطق المزروعة في الجنوب المغربي الجفاف الشديد، وهو ما يقلص إجمالي المساحة المحصودة للقمح والشعير في عام 2024-2025 إلى 2.8 مليون هكتار (6.6 مليون فدان)، بانخفاض قدره 24 في المئة تقريباً مقارنة بالعام الماضي، إذ تقدر المساحة المحصودة للقمح بمليوني هكتار، والشعير بـ0.8 مليون هكتار (1.9 مليون فدان)، لتهبط بذلك المساحة المزروعة هذا الموسم إلى الأدنى منذ عقدين.

تضم المناطق الجافة التي تأثرت فيها المزروعات بشدة كلاً من سوس وماسة والشاوية ورديغة ومراكش وسطات برشيد وبني ملال، وفي بعض هذه المناطق، ومع ذلك لا يبدو الاستيراد حلاً سهلاً أمام سلطات البلاد، في كل الصعوبات التي تشوب عمليات التوريد لدى دول البحر الأسود، في ظل الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا وانهيار مبادرة حبوب البحر الأسود منتصف العام الماضي، وسيتعين على المستوردين المغاربة تنويع مصادرهم بصورة متزايدة الفترة المقبلة، للوفاء بحاجات السوق المحلية من الحبوب.

أمطار شحيحة

وبحسب تقرير وزارة الزراعة الأميركية، من المتوقع أن ينخفض إنتاج الحبوب في المغرب بصورة كبيرة بسبب الظروف الجافة، بخاصة بعدما جاءت الأمطار أقل من المتوسط منذ نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، مما يسبب تباطؤاً كبيراً في نمو النبات وتطوره، إضافة إلى أن هطول الأمطار في فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين، وصل متأخراً للغاية لإنقاذ المحاصيل في الجنوب، وأدى ذلك إلى تضرر محاصيل القمح والشعير بظروف الجفاف، باستثناء مناطق الشمال (فاس، ومكناس، والغرب).

ويعد الخبز عنصراً أساساً مهماً في النظام الغذائي المغربي، إذ يقدم مع معظم الوجبات، ومع تقديرات استقرار الاستهلاك المحلي الإجمالي على أساس نصيب الفرد عند 288 كيلوغراماً، بإجمالي 36.2 مليون نسمة، فإن حاجات البلاد تقدر بـ10.3 مليون طن، مما يخلق ضغوطاً على السلطات في تدبير تلك الحاجات التي تأتي معظمها من الخارج.

أعلاف الحيوانات

إضافة إلى ذلك، يستخدم الشعير في الغالب كعلف للحيوانات وتختلف معدلات الاستهلاك بحسب التوافر وظروف المراعي، فبالنسبة إلى موسم 2024-2025 يتوقع تسجيل إجمالي استهلاك الشعير عند2.1  مليون طن.

وتقدر وزارة الزراعة الأميركية حاجة البلاد من واردات القمح بنحو 52 في المئة مقابل 48 للإنتاج المحلي خلال موسم 2024-2025، مشيرة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تعد مصدراً لنحو 80 في المئة من استهلاك المغرب من القمح، بينما تشير الوزارة إلى أن واردات البلاد من الشعير تتأثر بصورة كبيرة بالمناخ والظروف القاسية، مع توقع بارتفاع الواردات خلال الأشهر القليلة المقبلة لتصل إلى 1.5 مليون طن.

مخزون لـ3 أشهر فقط

وعلى رغم غياب الإحصاءات الرسمية الدالة على مخزونات القمح والشعير، فإن التقرير يلفت إلى أنه اعتباراً من الأول من أبريل (نيسان) الجاري أصبح لدى المغرب إمدادات من القمح يمكن أن تكفي لثلاثة أشهر من الاستهلاك، بخاصة مع تفاوض المستوردين بنشاط على عقود الشراء، بتراخيص من الحكومة، بما في ذلك تجار الحبوب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتواصل الحكومة المغربية دعم واردات القمح المشتركة على أساس سعر ثابت، في إجراء سار حتى نهاية الشهر الجاري، بهدف الحفاظ على مستوى منخفض من الخبز، ودعم الأسعار وتشجيع بناء المخزون، مع عودة أسعار القمح العالمية إلى مستوياتها الطبيعية.

حظوظ أفضل للرز

وعلى النقيض من القمح والشعير تعتمد زراعة الرز في المغرب على الري، وغالبية إنتاجه يتمركز في الغرب واللوكوس، إذ شهدت هذه المناطق هطول الأمطار المناسبة أثناء الزراعة، تزامناً مع لجوء المزارعين أيضاً إلى الري من النهر، وسط تقديرات للإنتاج المحصود خلال الموسم الجديد بنحو 45 ألف طن بزيادة طفيفة قدرها واحد في المئة على العام الماضي، وذلك بسبب مواتاة الظروف الجوية خلال موسم الزراعة.

لا يعد الرز غذاءً أساساً في المغرب ولم يتزايد استهلاكه بصورة ملحوظة، إذ يواصل المستهلكون اختيار قمح الخبز والكسكس بصورة رئيسة، فيما تواصل الهند هيمنتها على السوق المغربية، إذ صدرت نحو 51753 طناً من الرز العام الماضي، وهو ما يمثل 70 في المئة من واردات البلاد من الرز، لتأتي تايلاند لتغطي النسبة المتبقية.

وتصنف منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة شمال أفريقيا كواحدة من أكثر مناطق العالم إجهاداً مائياً وتقدر أن نحو 85 في المئة من المياه العذبة التي يمكن الوصول إليها مطلوبة للإنتاج الزراعي.

وبحسب تقرير لوزارة الزراعة المغربية، يتوقع أن يستفحل الجفاف في أفق عام 2050، بسبب تراجع الأمطار -11 في المئة، وارتفاع درجات الحرارة +1.3 درجة، كما تشير التوقعات إلى أن الجفاف سيؤدي إلى تراجع مخزون مياه الري في أفق عام 2050، "إلى مستوى قد يصل حتى 25 في المئة" على الصعيد الوطني.

اقرأ المزيد