طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة "كولومبيا"

تصاعدت التوترات في جامعة "كولومبيا" في نيويورك بين المتظاهرين الداعمين للقضية الفلسطينية وإدارة الجامعة، ورفض طلاب إخلاء الخيم حيث يحتجون "إلا بالقوة" على رغم إنذار يهدد بفصلهم في حال لم يتفرقوا.

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في جامعة تكساس (رويترز)

انطلاق شرارة التظاهرات

وتعتبر جامعة "كولومبيا" في نيويورك نقطة انطلاق شرارة التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين قبل انتشارها على نطاق واسع في جامعات الولايات المتحدة.

وحضت رئيسة الجامعة مينوش شفيق، في بيان، الطلاب المتظاهرين على إخلاء خيمهم بعد فشل مفاوضات بين المحتجين وإدارة الجامعة.

وأكدت شفيق أن الجامعة تجري محادثات، منذ الأسبوع الماضي، مع قادة الاحتجاجات في شأن إخلاء الخيم لكن "للأسف لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق". وقالت "كثير من طلابنا اليهود وغيرهم من الطلاب أيضاً وجدوا أن الأجواء لا تطاق في الأسابيع الأخيرة. وغادر كثر الحرم الجامعي، وهذه مأساة"، وتابعت "نحض الموجودين في المخيم على التفرق طوعاً، ونحن ندرس بدائل داخلياً لإنهاء هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن". وأضافت "اللغة والأفعال المعادية للسامية غير مقبولة، والدعوات إلى العنف بغيضة بكل بساطة"، وقالت "إن حقوق مجموعة ما في التعبير عن آرائها لا يمكن أن تأتي على حساب حق مجموعة أخرى في التحدث والتدريس والتعلم".

مطلب رئيس

وأكدت شفيق، في بيانها أيضاً، أن جامعة "كولومبيا" لن تقطع علاقاتها مع شركات مرتبطة بالدولة العبرية، وهو مطلب رئيس لهذه الحركة الطلابية، لكنها أعلنت أن "كولومبيا" "اقترحت أن تستثمر في مجال الصحة والتعليم في غزة"، وقالت الجامعة إنها عرضت تسريع مراجعة مقترحات الطلاب لسحب استثمارات وتحسين الشفافية.

"إشعار للمخيم"

وطلبت الجامعة في وثيقة وزعت على المتظاهرين بعنوان "إشعار للمخيم" إخلاء المكان، وإلا "سيتم فصلكم في انتظار تحقيق"، بحسب النص.

وتعهد الطلاب بالدفاع عن خيمهم المنصوبة في الحديقة الرئيسة لحرم الجامعة في نيويورك، على رغم تهديد الكلية بفصلهم، ودعوا فوراً إلى تظاهرة تلاها مؤتمر صحافي "لحماية المخيم".

وقال نائب الرئيس المكلف التواصل في جامعة "كولومبيا"، بن تشانغ، للصحافيين "لقد بدأنا في تعليق طلاب (إدارياً) في إطار خطوة جديدة لضمان سلامة حرمنا الجامعي".

ومع انتهاء مهلة الإنذار سار عشرات الشباب مرتدين كمامات تغطي وجوههم حول الحرم الجامعي وصفقوا بأيديهم وهتفوا "فلسطين حرة".

10 أيام

ومنذ نحو 10 أيام انطلقت الحركة الطلابية من جامعة "كولومبيا" المرموقة في نيويورك، واتسع نطاقها إلى أحرام جامعية عدة في الولايات المتحدة بعدما اعتقلت الشرطة الأميركية نحو 100 طالب مؤيدين للفلسطينيين كانوا قد بدأوا احتلال مروج الجامعة غداة مداخلة لرئيستها في الكونغرس، دافعت فيها عن نفسها من اتهامات بمعاداة السامية في المؤسسة التعليمية.

ومنذ ذلك الحين، أوقف مئات الأشخاص من طلاب وأساتذة وناشطين لفترة وجيزة، واحتجز بعضهم ورُفعت شكاوى قضائية ضدهم في جامعات عدة في مختلف أنحاء البلاد.

وانتشرت في أنحاء العالم صور لشرطة مكافحة الشغب أثناء تدخلها في حرم جامعات، بعدما استدعاها رؤساء هذه المؤسسات التعليمية، مما أعاد إلى الأذهان أحداثاً مماثلة في الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام.

حرب غزة

وشكلت الاحتجاجات ضد حرب غزة تحدياً لرؤساء الجامعات الأميركية الذين يحاولون الموازنة بين الحق في حرية التعبير وشكاوى من أن التظاهرات انحرفت نحو معاداة السامية والتهديد بالعنف. وأدت التظاهرات إلى تصاعد حدة النقاش حول حرية التعبير، ومعاداة الصهيونية، وما هي معاداة السامية.

ويتهم جزء من المجتمع الأميركي الجامعات الأميركية بعدم بذل جهود كافية لمكافحة معاداة السامية، مما أدى إلى استقالة رئيستي جامعتي "هارفرد" و"بنسلفانيا" هذا الشتاء.

ويتهم طلاب وأساتذة جامعتهم، من جهة، بالسعي إلى فرض رقابة على خطاب سياسي، وتؤكد شخصيات عدة من جهة أخرى وبينها أعضاء في الكونغرس، أن الناشطين يؤججون معاداة السامية.

وأكدت جامعة "كولومبيا" أن كثيراً من الطلاب اليهود غادروا حرمها الجامعي.

"مخزٍ"

وينفي منظمو الاحتجاجات في الجامعات الاتهامات بمعاداة السامية، مؤكدين أن تحركاتهم تستهدف الحكومة الإسرائيلية وتطالب بمحاكمتها بسبب الحرب في غزة، كما يشددون على أن الأحداث الأكثر تهديداً في الجامعات يقف وراءها محرضون من غير الطلاب.

واعتبرت عضو الكونغرس الجمهورية إليز ستيفانيك التي استجوبت رئيستي الجامعتين المستقيلتين خلال جلسة استماع لهما في الكونغرس أن بيان شفيق "مخزٍ"، وكتبت على منصة "إكس"، "لم تذكر ولا حتى مرة واحدة حماية الطلاب اليهود من معاداة السامية التي تحتدم في كولومبيا".

"لا تزال مستمرة"

وقال المحامي بول كوينزي الذي يدافع عن أشخاص اعتُقلوا في أوستن إنه يقدر أن "عدد الاعتقالات بلغ 80 حالة"، مشيراً الى أن الاعتقالات "لا تزال مستمرة".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي "نحترم الحق في الاحتجاج السلمي"، وتابع "لكننا ندين بشدة التصريحات المعادية للسامية التي سمعناها في الآونة الأخيرة وكل خطابات الكراهية والتهديدات بالعنف المتداولة".

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أوقف 100 شخص في حرم جامعي في بوسطن وتم تفكيك مخيم المتظاهرين هناك، وأوقف 80 آخرون في كلية في "ميزوري"، و72 في حرم جامعي في أريزونا، و23 آخرون في جامعة "إنديانا".

وفي جامعة "تكساس" في أوستن، تم أيضاً تفكيك مخيم واعتقال عدد من الأشخاص، واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل ضد متظاهرين. وقال حاكم تكساس المحافظ غريغ أبوت على وسائل التواصل الاجتماعي "لن يسمح بإقامة أي مخيمات".