Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أحد أكثر السرطانات فتكاً آخذ بالارتفاع في بريطانيا

يلعب تغير المناخ دوراً في ذلك

سرطان الجلد هو خامس أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في المملكة المتحدة (غيتي)

ملخص

لماذا يرتفع معدل الإصابة بسرطان الجلد في المملكة المتحدة؟ وما هي المعلومات الإضافية التي ينبغي للمرء أن يكون على دراية بها في ما يتعلق بهذه الحالة؟

يجرى في بريطانيا اختبار لأول لقاح مصمم بشكل فردي على مستوى العالم والخاص بـ "الحمض النووي الريبي"mRNA ضد سرطان الجلد (ميلانوما)، واللقاح "الثوري" الذي يبشر أيضاً بإمكان منع تكون السرطانات التي تصيب الرئة والمثانة والكلى، مصمم بشكل فردي لكل متلق ويمكن تحضيره في غضون فترة قصيرة لا تتجاوز بضعة أسابيع، وهو يعمل من طريق حث الجسم على استهداف الخلايا السرطانية والقضاء عليها ومنع عودتها مرة أخرى.

والمرحلة الثالثة من التجارب تقودها مؤسسة مستشفيات كلية "لندن الجامعية" التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (UCLH)، والتي أعرب الباحثون فيها عن تفاؤلهم في شأن قدرتها على توفير العلاج.

ومن المعلوم أن سرطان الجلد هو خامس أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في المملكة المتحدة وأحد أكثرها حدة من ناحية معدلات الوفيات، ووفقاً لمؤسسة "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" فإن ما يقارب 16700 فرد يتلقون تشخيص سرطان الجلد سنوياً، وقد حذرت المؤسسة الخيرية من أن هذه الأرقام قد ترتفع بأكثر من 50 في المئة خلال العقدين المقبلين، فلماذا يرتفع معدل الإصابة بسرطان الجلد في المملكة المتحدة؟ وما هي المعلومات الإضافية التي ينبغي للمرء أن يكون على دراية بها في ما يتعلق بهذه الحالة؟

ما هو سرطان الـ "ميلانوما"؟

يبدأ سرطان الـ "ميلانوما" في الخلايا الصبغية لدينا، وهي الخلايا التي تفرز الميلانين، وهو الصبغ الذي يعطي الجلد لونه ويحميه من الأشعة فوق البنفسجية، ويتكون السرطان عندما تبدأ خلايا غير طبيعية بالانتشار بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وتشمل أعراضه الرئيسة ظهور شامات جديدة غير عادية وتغيراً في الشامات الموجودة.

الاختبار

هذه القائمة المرجعية يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان التغير غير طبيعي:

أ - غير متماثل (هل للشامة شكل غير متناسق؟)

ب - الحدود (هل الحواف باهتة أو خشنة؟)

ج - اللون (هل للون درجات ألوان متفاوتة؟)

د - القطر (هل البقعة أكبر من الأخرى؟)

ه - التطور (هل هناك تغير مثل الحكة أو النزف أو ظهور القشور؟)

وهذه التغييرات لا تعني دائماً الإصابة بالسرطان، ولكن من المهم ملاحظة أن بعض حالات سرطان الـ "ميلانوما" قد لا تظهر جميع هذه الخصائص، وبخاصة على البشرة ذات الألوان الداكنة مثل البشرة السمراء، ومع ذلك فإن أي علامات غير عادية أو متطورة تستدعي التقييم الطبي.

وتعتبر الجراحة العلاج الرئيس لسرطان الـ "ميلانوما"، ويكون أكثر فعالية عندما يكتشف في مراحل باكرة، وفي بعض الحالات قد يتطلب استخدام العلاج الكيماوي والإشعاعي والأدوية.

ما الأسباب وراء ارتفاع حالات سرطان الـ "ميلانوما"؟

تقول استشارية الأمراض الجلدية في "عيادة كادوجان" Cadogan Clinic، الدكتورة سوزان مايو إن "أطباء الجلدية يشخصون بالتأكيد مزيداً من حالات سرطان الـ "ميلانوما" مقارنة بأي عام سابق.

وأشارت إلى أن "هذا يعود جزئياً لفعالية حملة التوعية الصحية العامة"، مضيفة "يرى الأشخاص أطباء الجلدية في شأن الشامات غير المألوفة أكثر مما كانوا يفعلون في السابق، ونحن قادرون على تشخيص سرطان الـ ’ميلانوما‘ حتى في مراحله الباكرة".

ومع ذلك تؤكد الدكتورة مايو أن عدد الحالات بشكل عام قد زاد أيضاً، وتشير إلى أن "غالبية الحالات تتعلق بالتعرض لأشعة الشمس، ونحن معرضون الآن لمزيد من الأشعة فوق البنفسجية مما كنا عليه في الماضي".

هل لتغيرات المناخ دور في هذا الارتفاع؟

بما أن التعرض لأشعة الشمس يعتبر عاملاً رئيساً في حالات سرطان الـ "ميلانوما"، فيعتقد خبراء بأن ارتفاع درجات الحرارة والصيف الأكثر حرارة قد يكونان جزءاً من الزيادة في معدلات المرض، وقد توقع العلماء أن عام 2024 قد يكون العام الأكثر سخونة حتى الآن.

وعادة ما يكون الناس متحمسين للاستمتاع بالطقس الحار إلى أقصى حد، ولكن نظراً إلى عدم اعتياد كثير من البريطانيين على التعرض لأشعة الشمس  فقد لا نكون دائماً يقظين في شأن استخدام واقي الشمس وحماية بشرتنا، وأصبح الأكثر شيوعاً الآن السفر في عطلة إلى مناطق ذات مناخ أكثر حرارة، مما يزيد فرص التعرض لأشعة الشمس بشكل أكبر.

من هو الأكثر عرضة للخطر؟

تقول الدكتورة مايو إن "هناك عوامل عدة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الـ ’ميلانوما‘ مثل التأثير الوراثي"، إذ يعاني واحد من كل 10 مرضى بسرطان الـ "ميلانوما" تاريخاً عائلياً للمرض.

ونوهت الدكتورة مايو إلى أنه "يمكن أن يلعب نوع البشرة أيضاً دوراً في المرض، فالأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أكثر عرضة للحروق وتلف الجلد المرتبط بتطور سرطان الجلد"، مضيفة "هناك أيضاً حال تعرف باسم متلازمة سرطان الـ ’ميلانوما‘ متعددة الشامات العائلية غير النمطية (FAMMM)، إذ يملك الأشخاص الذين يعانونها عدداً أكبر من الشامات مقارنة مع الشخص العادي، والتي تبدو غير مألوفة، وهذه الشامات ليست بالضرورة سرطان الـ ’ميلانوما‘ ولكن الذين يعانون المتلازمة معرضون لخطر أكبر".

كذلك الأشخاص الذين تعرضوا لحروق من أشعة الشمس خلال طفولتهم عرضة لأخطار أكبر، فضلاً عن الذين استخدموا أجهزة التشميس الاصطناعي (Sunbeds).

هل يمكن الوقاية من سرطان الـ "ميلانوما"؟

وفقاً لمؤسسة "بحوث السرطان في المملكة المتحدة" فإنه يمكن تفادي أكثر من 80 في المئة من حالات سرطان الـ "ميلانوما" في المملكة المتحدة، وحماية الجلد من الضرر الناجم عن أشعة الشمس هو العامل الأهم عبر قضاء الوقت تحت الظل في الأيام المشمسة وارتداء القبعات والنظارات الشمسية، واستعمال واقي الشمس بشكل كثيف ومنتظم، وفي الأقل بمعدل حماية من الشمس 30 (SPF)، على رغم أن الدكتورة مايو توصي بـ 50 (SPF).

وتقول الدكتورة مايو "إن معدل حماية من الشمس 50 يكون فعالاً فقط إذا وُضع بشكل كثيف، ولكن القليل من الناس يقومون بذلك، ولذلك يجب عليك استخدام واقي شمس قوي قدر الإمكان"، مضيفة "كن مدركاً لشاماتك، وإذا بدأت كأنها غريبة عن باقي الشامات فلا تتردد في زيارة الطبيب، ولا تقم باستعمال أجهزة التشميس الاصطناعي أبداً، فلا يوجد شيء يسمى تسميراً آمناً إلا ما يتم بواسطة مستحضرات تجميلية مثل كريمات التسمير".

© The Independent

المزيد من صحة