Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطينيون في الضفة الغربية يتحدثون عن "استيطان رعوي"

"فتية التلال" يمنعونهم من زراعة أرضهم وقطاف محاصيلهم

بدأت قصة أهالي قرية دير جرير (خمسة آلاف نسمة) مع المستوطن الراعي قبل ثلاث سنوات تقريباً (أ ف ب)

ملخص

يعيش في الضفة الغربية أكثر من 490 ألف مستوطن في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. وبحسب تقرير صدر عن "حركة السلام الآن" الإسرائيلية، أصدر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تعليمات إلى وزارات حكومية مختلفة "للبدء في توفير الموازنات والخدمات لـ68 تجمعاً استيطانياً" في الضفة الغربية.

قبل الغروب يتنقل راع مع قطيع كبير من الأغنام على سفح "جبل الشرفة" في أرض في شمال الضفة الغربية يقول فلسطينيون في المنطقة إنها ملك لهم. ويقول سكان في قرية دير جرير إن الراعي مستوطن إسرائيلي، متحدثين عن "استيطان رعوي" بدأ منذ سنوات في الضفة الغربية ويقوده تنظيم متطرف من شبان إسرائيليين يطلق عليهم اسم "فتية التلال" وقد أنشئ في أواخر التسعينيات.

 

"فتية التلال"

ويقول المسؤول في "هيئة مقاومة الاستيطان الفلسطينية" عبدالله أبو رحمة "المستوطنون باتوا يقلدوننا في كل شيء، في الرعي وحتى إلقاء الحجارة علينا وإغلاق الطرق بالحجارة".

ويقول الكاتب والخبير الإسرائيلي إلحنان ميلر "فتية التلال مجموعة من الشبان في منطقة الأغوار وجنوب الضفة الغربية، مهمشون خرجوا من المدارس باكراً، وهم يمينيون متطرفون يستوطنون في جبال وأراض فلسطينية بصورة غير قانونية"، ويشير إلى أنهم من "أكثر من يعتدي على الفلسطينيين"، مضيفاً أنهم يلجؤون إلى الرعي "بهدف التنافس على الأرض والموارد الطبيعية".

البدو الرحل

وينتشر البدو الرحل في منطقة الأغوار الفلسطينية ويعتمدون في حياتهم على الرعي والتنقل مع أغنامهم بين الجبال. ويتعرض هؤلاء إلى هجمات من مستوطنين يصادرون مقتنياتهم أحياناً، وفق مؤسسات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية.

وعلى عتبة كوخ خشبي في سفح الجبل، يمكن رؤية عائلة من ستة أفراد، بينهم أطفال، في بؤرة "معاليه أوهوفيا" العشوائية القريبة التي يرجح أن الراعي يقطنها.

ويقول الفلسطيني حيدر مخو (50 سنة) من قرية دير جرير الملاصقة للجبل إن المنطقة التي يرعى فيها الراعي أغنامه فيها أراض اعتادت عائلته وسكان من القرية زراعتها. ويضيف بحسرة "هذه الأرض التي يرعى فيها قطيع المستوطن ملكنا. اعتدنا زراعتها، لكن اليوم منعنا وجود البؤرة الاستيطانية من الوصول إليها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دير جرير والطيبة

وبدأت قصة أهالي قريتي دير جرير (5 آلاف نسمة) والطيبة (1800 نسمة) المتلاصقتين، مع المستوطن الراعي، قبل ثلاث سنوات تقريباً، حينها اشتبك سكان القريتين مع مستوطنين بسبب محاولة الأهالي الفلسطينيين منعه من الرعي في أراضيهم.

ويقول سكان في القريتين إن ثلاث بؤر استيطانية أقيمت على سفح الجبل مما يمنعهم من الوصول إلى أراضيهم التي تمتد باتجاه غور الأردن.

وتعاني قرية الطيبة ذات الغالبية المسيحية أيضاً من بؤرة "معاليه أهوفا" الاستيطانية.

قطاف الزيتون

ويقول رئيس بلدية الطيبة سليمان خورية "كل المنطقة الشرقية استبيحت من رعيان التلال، والعام الماضي منعنا من قطاف الزيتون"، ويشير إلى تعرض أبنائه وسكان آخرين لاعتداءات من مستوطنين صادروا مركبته والزيتون الذي قطفوه حينها. ويتابع "لا أستطيع عمل شيء، لا حول ولا قوة لي ولأبنائي أمام هؤلاء المستوطنين المدججين بالسلاح".

ويعيش في الضفة الغربية أكثر من 490 ألف مستوطن في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. وبحسب تقرير صدر عن "حركة السلام الآن" الإسرائيلية، أصدر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تعليمات إلى وزارات حكومية مختلفة "للبدء في توفير الموازنات والخدمات لـ68 تجمعاً استيطانياً" في الضفة الغربية.

ورأت المنظمة أن هذه الخطوة تمثل طريقاً "التفافياً على الشرعية"، إذ ستتعامل السلطات المختلفة مع هذه البؤر كما لو أنها قانونية لأغراض الموازنات والخدمات وتمتنع عن تنفيذ أوامر الهدم فيها.

أعمال عنف

وتشهد الضفة الغربية تصاعداً في أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقتلت القوات الإسرائيلية ومستوطنون 486 فلسطينياً في الضفة الغربية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وتقول الحكومة الفلسطينية إن 16 منهم قضوا برصاص مستوطنين.

وقتل خلال المدة نفسها في الضفة الغربية تسعة إسرائيليين، بينهم خمسة من أفراد الجيش وحرس الحدود، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط