Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مساعدات واشنطن "القياسية" لإسرائيل كيف سيتم تقسيمها؟

موزعة ما بين أهداف عسكرية وأخرى سياسية تجاه المستوطنين ومنها يعود للقوات الأميركية في المنطقة

سيتم اقتطاع 8 مليارات دولار للأجور والمعاشات التقاعدية في إسرائيل (أ ف ب)

ملخص

من المتوقع أن تحصل شركة "رفائيل" للصناعات العسكرية على حصة الأسد من هذه الموازنة

بعيداً من الأنظار وفي اجتماعات تكاد تكون مغلقة، تبحث المؤسستان السياسية والعسكرية في إسرائيل إلى جانب متخصصين في مختلف الجوانب المتعلقة بالقتال، توزيع أكبر دعم أمني تتلقاه من واشنطن بقيمة 26 مليار دولار، والمفترض أن يخصص لأهداف لها علاقة بحرب "طوفان الأقصى"، وفق ما وعد الرئيس الأميركي جو بايدن والمسؤولون الأميركيون الذين أكدوا في كل زيارة لهم إلى تل أبيب استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل لتحقيق انتصارها على حركة "حماس".

المبلغ الذي اعتبره رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تأكيداً على صلابة العلاقة بين تل أبيب وواشنطن، كُرّس قسط وفير منه لتعزيز آلية الحرب في غزة، إلى جانب تعزيز قدرات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، إذ رأى مسؤولون خلال محادثات في محافل عدة أن "استغلال هذه الأموال ليس فقط لضمان وحدات عسكرية في الضفة والقدس، تحمي المستوطنين وتزودهم بآليات دفاعية، إنما أيضاً لتوظيفها في التعزيز العسكري للمستوطنين أنفسهم وتسليحهم، بما سيجعل الضغط على الزناد في وجه الفلسطينيين سهلاً"، وهو جانب حذرت منه جمعيات حقوق الإنسان.

المبلغ الذي ستحصل عليه إسرائيل إضافة إلى 3.8 مليار دولار تتلقاها سنوياً من الولايات المتحدة بموجب اتفاق المساعدة الأمنية الساري حتى عام 2028، سيسجل على أنه الأعلى الذي تحصل عليه إسرائيل من أميركا على الإطلاق.

وتقول تل أبيب إنها خصصت 10 مليارات دولار لبرامج المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، ونحو 2.5 مليار دولار للقوات التي نقلها الجيش الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط التابعة للقيادة المركزية والتي وفق تقرير إسرائيلي، تشارك في الحملة الحالية وتدافع عن إسرائيل، وسبق واعترضت بعض الصواريخ والطائرات من دون طيار التي أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه جنوب إسرائيل، في إيلات، وكذلك كان لها دور مركزي في مهمة اعتراض مئات الصواريخ والطائرات من دون طيار التي أطلقتها إيران على إسرائيل.

المنظومة الدفاعية

على مدى سبعة أشهر من حرب غزة، تعرضت إسرائيل لوابل من الصواريخ الدقيقة والمتطورة إلى جانب الطائرات المسيّرة، فيما اعترف مسؤولون بعدم القدرة على مواجهة الصواريخ والطائرات التي اخترقت أجواء إسرائيل خلال هجوم إيران، وأقروا لاحقاً بإحداثها دماراً هائلاً في معسكرين للجيش ومناطق أخرى.

أما في الجبهة الشمالية حيث الطائرات المسيّرة من الأنواع الأربعة التي يستخدمها "حزب الله" إلى جانب الصواريخ، فتقول إسرائيل إنها لا تملك منظومة دفاعية قوية لصدها، ووثّق سكان الشمال سقوط طائرات مسيّرة في حدائق بيوتهم، ليس فقط لم تعترضها منظومات الدفاع الإسرائيلي بل لم تتمكن من رصدها، مما دفع بعض القادة الإسرائيليين إلى الاعتراف بضعف المنظومة الدفاعية.

وأمام هذا الوضع، ستخصص إسرائيل مبلغاً كبيراً لتزويد الجيش بمنظومات دفاعية جديدة، سواء من خلال زيادة مخزونها أو إجراء إصلاحات عليها، ولهذا الهدف ستقتطع من المساعدات الأميركية 26 مليار دولار لضمان هذا الدفاع.

كذلك سيتم صرف 5.5 مليار دولار لتسريع إنتاج وشراء الصواريخ الدفاعية لأنظمة الدفاع "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" و"حيتس-4".

وهذه الصواريخ الدفاعية تصنّع في شركة "رفائيل" للصناعات العسكرية، وهي الشركة الرائدة في إسرائيل، ومن المتوقع أن تحصل على حصة الأسد من هذه الموازنة، وتتفوق على غيرها من الشركات بامتلاكها بنى تحتية لإنتاج منظومات أميركية بحكم تعاونها مع شركات الصناعات الدفاعية في الولايات المتحدة.

منظومة دفاعية رابعة ستقوم إسرائيل بتطويرها وتعمل بالليزر لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى التي يصل مداها إلى 10 كيلومترات، إضافة إلى قذائف الهاون والطائرات من دون طيار.

وتسعى إسرائيل إلى زيادة مخزون هذه الأنظمة واستكمال تطوير وشراء ما تحتاج إليه حتى العام المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المفترض أن تستخدم المؤسسة العسكرية مليارات الدولارات الأخرى المدرجة في حزمة المساعدات الخاصة لشراء ذخائر للصناعات الدفاعية ولدعم توسيع تصنيعها.

إلى جانب "رفائيل"، سيكون أيضاً لشركة الدفاع الحكومية "تومر" قسط من الموازنة لصناعة أنظمة الصواريخ والقذائف التي ستنتج بمعدل متزايد خلال الأعوام المقبلة، وفق ما أعلن مسؤول في الشركة، مضيفاً أن هذه الشركة تصنّع محركات صواريخ "حيتس" ومحركات صواريخ أخرى مثل صاروخ "باراك"، وهو صاروخ أرض - جو إسرائيلي مصمم لاستخدامه كنظام للدفاع الصاروخي يثبت على متن السفن المضادة للطائرات وتحمله الطائرات من دون طيار، وأكدت إسرائيل أنها واجهت مشكلة خلال الأشهر الستة الأخيرة في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تعرضت لها في الآونة الأخيرة، تحديداً من لبنان.

وبسبب حاجة إسرائيل لهذا النوع من الصواريخ وفي وقت قياسي، أعلنت شركة "تومر" عن مضاعفة عدد العاملين فيها إلى 120 عاملاً، أما شركة "رفائيل" فكشف رئيسها التنفيذي يوآف تورجمان عن أنها ستعيّن نحو 2000 موظف جديد لضمان صناعة حاجات إسرائيل خلال فترة زمنية قصيرة.

ونقلت صحيفة "كالكاليست" عن مصادر في المؤسسة العسكرية قولها إنه "من دون هذه المساعدة، لكان مطلوباً من إسرائيل تمويل نفقات الدفاع الهائلة من مصادرها، على حساب موازنات الوزارات الحكومية الأخرى"، وبحسب الصحيفة، فإن هذه المساعدات سجلت "رقماً قياسياً جديداً في حجم الدعم الذي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة".

الأجور ورواتب التقاعد

وفي تقرير للجيش حول موازنته العسكرية لهذا العام مع موافقة الكونغرس على تحويل 26 مليار دولار لإسرائيل، سيتم اقتطاع ثمانية مليارات دولار للأجور والمعاشات التقاعدية وستة مليارات ونصف المليار للمعدات والمشتريات وملياري دولار لمساعدة العائلات المبعدة قسراً عن بيوتها.

ويأتي اقتطاع الموازنات في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها إسرائيل بسبب كلف الحرب الهائلة التي دفعتها إلى اتخاذ إجراءات استثنائية كرفع قيمة الضرائب ورفع نسبة الفائدة بما لم تشهده إسرائيل من قبل، وبذلك رفع الأسعار وزيادة نسبة البطالة.

نقص في المعدات والحاجات الضرورية

وإزاء الخسائر التي تكبدتها إسرائيل والأوضاع الاقتصادية الصعبة، لم تتمكن المؤسسة العسكرية من تخصيص موازنات لشراء معدات قتالية وحاجات ضرورية. وبالتزامن مع إعلان واشنطن المصادقة على المساعدة المالية، كشفت مجموعة من الجنود عن نقص كبير في المعدات، مما يحول دون الاستمرار بالحرب، إلى جانب نقص غير مسبوق في الحاجات الأساسية والضرورية للجنود، وطالبوا بتزويدهم بكل هذه النواقص مع وصول المساعدات الأميركية.  ويقول عميد احتياط رام عمينواح إن المعدات التي يشكو الجنود من عدم توافرها حالياً هي الأقل أهمية، باعتبار أن النقص الأكبر والأخطر في معدات أخرى ومستلزمات عسكرية وأمنية أخرى. ويوضح عمينواح أن المعدات التي يحتاج إليها الجيش مقسمة إلى ثلاث مجموعات "الأولى هي الأشياء البسيطة مثل الطعام والوقود والخوذات والمصابيح الأمامية والسترات الواقية من الرصاص، فهذه لا تشكل معضلة في ظل الأوضاع الحربية التي نشهدها، أما الثانية فهي الذخيرة وقطع الغيار التي تشتريها إسرائيل من الأميركيين، وهذه تعتبر مشكلة أقل لأن الحرب في أوكرانيا دفعت الأميركيين إلى نقل المعدات إلى أوكرانيا، لدرجة أن مخزونات الجيش الأميركي انخفضت لما دون المعيار المطلوب، أما المجموعة الثالثة التي سيتم اقتطاع موازنة كبيرة لها من المساعدة الأميركية، فهي الأشياء المصنعة في إسرائيل مثل الذخيرة وقطع الغيار ودبابات ميركافا مارك 5 وناقلات الجنود المدرعة وغيرها". وبرأي عمينواح، فإن الحاجة الماسة تتطلب المباشرة بصناعة وشراء النواقص في المنظومات الدفاعية والهجومية للجيش لأنه لن يكون أمامه خيار سوى الاستمرار بالقتال بما يملك من سلاح.

من جهته، أعرب العقيد احتياط ساسون حداد عن قلقه إزاء الاتفاقات الموقعة بين واشنطن وتل أبيب التي تقلل المشتريات الإسرائيلية بأموال أميركية، وقال "اليوم نتلقى 3.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، معظمها كان مخصصاً للشراء من الولايات المتحدة، وبموجب الاتفاق الأخير كان لا يزال من الممكن تحويل الربع تقريباً إلى شيكل، وشراء الصناعة الإسرائيلية، فإسرائيل بحاجة ماسة لهذه المساعدة ومباشرة تزويد مخازن الأسلحة"، مضيفاً أن "الإنتاج الإسرائيلي مهم للغاية لأن معظم معدات الجيش الإسرائيلي تأتي من إنتاج مستقل، بما في ذلك القبة الحديدية. ويمكن إنتاج صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وتعمل صناعتنا على ذلك بأقصى سرعة".

وكيفية استغلال المساعدات شكلت مصدر قلق لساسون حداد الذي قال "لقد تم التوقيع على مخطط لحظ انخفاضاً في الأموال القابلة للتحويل إلى شيكل عام 2024. يجب أن يشعل هذا الأمر الضوء الأحمر بين صانعي القرار لأن صناعتنا العسكرية تنتج معدات ضخمة ورائعة ويجب ألا تتضرر".

وإزاء الوضع الأمني المتوتر، أعرب حداد عن أمله "في أن يفهم المواطنون الاسرائيليون مع نهاية هذه الحرب، أن التهديدات أخطر بكثير مما كانوا يعتقدون وأنه يجب استثمار مبالغ أكبر بكثير في الموازنة العسكرية مما كنا نتوقع".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير