Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يحقق مونديال "إسبانيا – المغرب" حلم النفق المؤجل؟

اتفاق بين البلدين على إعادة تفعيل المشروع ومراقبون: التمويل والتقنية والسياسة أبرز التحديات

تفيد مصادر مطلعة بأن تشييد نفق بحري بين البلدين مشروع طموح وليس كلاماً للاستهلاك الإعلامي (أ ف ب)

ملخص

أخيراً شرعت حكومتا البلدين معاً في الاهتمام بهذا المشروع الضخم في سياق التنظيم المشترك لمونديال 2030، الذي من المرتقب أن يربط مدينة طنجة المغربية شمال البلاد والمحطة الإسبانية الواقعة قرب بونتا بالوما في قادس.

يبدو أن تنظيم كأس العالم لكرة القدم لعام 2030 سيبعث من جديد فكرة إنجاز نفق بحري يربط بين المغرب وإسبانيا بواسطة القطار عبر مضيق جبل طارق، التي تم اقتراحها أول مرة منذ قرابة قرن من الزمن، تحديداً عام 1930، كما تم إطلاق مشروع إنشائه عام 1979 من لدن العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني وملك إسبانيا السابق خوان كارلوس.

أخيراً شرعت حكومتا البلدين معاً في الاهتمام بهذا المشروع الضخم في سياق التنظيم المشترك لمونديال 2030، الذي من المرتقب أن يربط مدينة طنجة المغربية شمال البلاد والمحطة الإسبانية الواقعة قرب بونتا بالوما في قادس.

مشروع طموح

عاد الحديث بقوة في الآونة الأخيرة عن النفق البحري بين المغرب وإسبانيا، خصوصاً ما يتعلق بالاجتماع الذي جمع وزيري النقل في البلدين، حيث اتفقا على أهمية إعادة تفعيل مشروع النفق المائي عبر مضيق جبل طارق.

ويتشكل النفق البحري الذي يعتزم المغرب وإسبانيا إقامته للربط بينهما من نفقين للقطار بمسار واحد يبلغ قطره 7.90 متر، ويصل الطول الإجمالي للبنية التحتية إلى 38.5 كيلومتر، منها 27.7 كيلومتر تحت الماء، وأقصى عمق للنفق 475 متراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتفيد مصادر مطلعة بأن تشييد نفق بحري بين البلدين مشروع طموح بالفعل وليس كلاماً للاستهلاك الإعلامي، باعتبار أن هذا الملف قد يطرح رسمياً في أقرب فرصة خلال انعقاد الاجتماع الـ13 رفيع المستوى المغربي - الإسباني، الذي لم يتم تحديد موعد له بعد، وقد انعقد الاجتماع الـ12 من فبراير (شباط) 2023.

ووفق المصادر ذاتها، فإن هذا المشروع الضخم يمكن إنجازه تقنياً ولوجيستياً في خمسة أعوام من العمل، وفي حال ما إذا كان الاتفاق على تشييد النفق بموازاة انطلاق مباريات كأس العالم في البلدين معاً، فإنه يتعين الشروع في أشغال النفق خلال السنة المقبلة.

وتشير منابر إعلامية إسبانية إلى أن شركة "SECEGSA" المعنية بتشييد هذا النفق درست عديداً من الخيارات للربط بين البلدين، منها جسر معلق على دعامات ثابتة، وجسر معلق على دعامات عائمة، ونفق مدعوم في قاع البحر، ونفق عائم مغمور، لكن تم استبعاد هذه الخيارات جميعاً، واختيار نفق محفور بعد إجراء عديد من الدراسات التي تم فيها حفر الأروقة والآبار.

ظروف مهيأة

في هذا الصدد يقول الباحث المغربي محمد شقير، إن هذا المشروع بين البلدين تبلور منذ عقود خلت، حيث تم الاتفاق على إنشاء شركة لدراسته، قبل أن تتوقف الدراسة بسبب عوامل سياسية بالخصوص".

وأفاد شقير بأن هذا المشروع تهيأت له من جديد ظروف عدة لإنجازه على أرض الواقع، منها اقتناع قيادتي البلدين بأهمية إحداث هذا النفق البحري نظراً إلى الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية التي أصبحت تجمع بين الطرفين، وانتعاش مستوى العلاقات التجارية والاستثمارية التي فاقت العلاقات الاقتصادية مع فرنسا".

وأردف المتحدث بأن وعي السلطات الإسبانية بأن المغرب بات يشكل نقطة الربط بين أوروبا وأفريقيا، يشجع على الإسراع في تقديم دراسة آليات إنجاز هذا المشروع، والتفكير في إنجاز نفق بحري بين البلدين مما يسهل انسياب الحركية السياحية والتجارية بين البلدين".

وأضاف أن "نجاح البلدين مع البرتغال في تنظيم مباريات كأس العالم 2030 يزيد من حظوظ تحقيق هذا المشروع، خصوصاً بعد أن اتفق المغرب مع نيجيريا ودول أفريقية أخرى على إنجاز مشروع أنبوب الغاز النيجيري الذي يقوى بالدفع في هذا الاتجاه".

واستدرك شقير بأن المشكلة التي قد تطرح في شأن تنفيذ النفق البحري للربط بين المغرب وإسبانيا هي التمويل، مؤكداً أنها ستجد الحل بإقناع مؤسسات مالية دولية وإقليمية بتمويل هذا المشروع الضخم.

وترجح تقديرات المتخصصين أن كلفة النفق البحري بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا قد تتجاوز ثمانية مليارات يورو (8.66 مليار يورو)، وبأن النفق سيتيح سفر زهاء 13 مليوناً بين البلدين كل عام.

مكاسب ومعوقات

في الوقت الذي تلوح في الأفق عديد من المكاسب الاقتصادية بخاصة التي سيجنيها كل من المغرب وإسبانيا وحتى باقي بلدان القارتين، تبزغ أيضاً تحديات ومعوقات لتنفيذ هذا المشروع الضخم، تتلخص في ما هو تمويلي وتقني وسياسي أيضاً.

في هذا السياق يقول الباحث الاقتصادي محمد مجدولين، إن النفق البحري إذا ما تم تشييده بالفعل سيكون بمثابة جسر اقتصادي يعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الرباط ومدريد، كما سيرفع من رواج الاقتصاد في عدد من دول أوروبا وأفريقيا كذلك، بالنظر إلى أطنان البضائع التي يمكن أن تمر عبره، والتي يقدرها البعض بأكثر من 13 طناً من السلع يومياً.

أما التحديات والمعوقات، فيضيف الباحث، أنها تتركز في ما هو سياسي وتقني، إذ إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا معروفة بالتذبذب، حيث تكون إيجابية ووطيدة أحياناً لكن سرعان ما تنقلب إلى الضد بسبب تقلب الحكومات في الجارة الإيبيرية وفق نتائج الانتخابات، وأيضاً بحسب اتجاهات وأولويات الدبلوماسية المغربية، الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلباً على هذا المشروع.

وتابع أن هناك مشكلات تقنية أيضاً أوردها المتخصصون في هذا المجال، باعتبار الطبيعة الجيولوجية الصعبة لمنطقة مضيق جبل طارق، الأمر الذي لا يساعد بشكل كبير على إحداث النفق، وحتى إذا ما تم تشييده فستكون الكلفة مرتفعة.

وعلى رغم هذه التحديات والمعيقات، أبدت صحف أوروبية عديدة تفاؤلاً كبيراً بخصوص مشروع تشييد نفق تحت الماء بين المغرب وإسبانيا، حتى إن منها ما سماه "مشروع القرن" أو "ذروة المستقبل"، مما يفتح الباب على مصراعيه لترقب ما سيحصل في الأعوام القليلة المقبلة.

المزيد من تقارير