كشفت رسائل الكترونية داخلية أنّ أكبر نيزك مرّ بمحاذاة الأرض خلال قرنٍ من الزمن "تسلّل عبر" أنظمة الرصد الخاصة بناسا.
وكشفت المستندات التي حصل عليها موقع بازفيد Buzzfeed في إطار طلبات حرية المعلومات أنّ الكويكب الذي أطلق عليه العلماء اسم "2019 أوكي" 2019 OK مرّ من دون أن يتمّ رصده إذ كان خمس مراتٍ أقرب من الأرض مقارنة مع القمر.
وتمّ رصده أولاً من خلال مرصد برازيلي في 24 يوليو (تموز) قبل بضع ساعات من اقترابه مسافة 73 ألف كلم من الأرض. ويسلّط إخفاق ناسا في رصد الصخرة الفضائية العملاقة التي يبلغ عرضها 100 متر الضوء على المخاوف طويلة العهد بشأن غياب تمويل الحكومة الأميركية لجهود رصد الكويكبات.
وفي هذا السياق، كتب د. بول شوداس، مدير مركز ناسا لدراسات الأجسام القريبة من الأرض لزملائه بتاريخ 26 يونيو أنّ "هذا الجسم تسلّل من خلال سلسلة كاملة من شبكات الرصد الخاصة بنا لمجموعة مختلفة من الأسباب. فهل كان كويكباً متسللاً بشكلٍ محدّد؟ أتساءل كم مرّة حصل هذا من دون أن يتمّ اكتشاف الكويكب ابداً؟"
وأظهرت الرسائل الالكترونية مسارعة موظّفي وكالة الفضاء إلى اكتشاف كيف تجنّب الكويكب عملية رصده بعد أن قام أحد الزملاء بإخطارهم بالاقتراب الشديد "لأنّه قد يكون هنالك تغطية إعلامية غداً".
تجدر الإشارة إلى أنّ تلسكوبات الناسا رصدت الكويكب في 7 يوليو ولكنه كان يتحرّك ببطءٍ شديد لكي يتمّ تحديده كجسمٍ قريبٍ من الأرض. وفي الوقت التي تسارعت فيه حركته، كان يشبه إلى حدّ كبير القمر الكامل لكي يتمكّن روّاد الفضاء من رصده حسب ما ورد في الرسائل الالكترونية.
وكان أحد ضباط الدفاع الكوكبي في ناسا قد كتب أنّ 2019 أوكي هو ربما أضخم نيزك يمرّ بمحاذاة الأرض خلال القرن الأخير. وقالوا بأنّ حدثاً مماثلاً لم يكن متوقّع الحدوث قبل العام 2029.
وفي حين لم يكن هنالك أيّ احتمالٍ بأن يرتطم الكويكب بالأرض، أوردت نشرة إخبارية أرسلتها ناسا بعد بضعة أسابيع أنّه "في حال دخل 2019 أوكي وانفجر في المجال الجوي للأرض فوق اليابسة، لكان من الممكن أن تسبّب موجة الانفجار التي سيحدثها دماراً محلياً يمتدّ على مساحة 50 ميلاً."
ويسلّط الفشل في تحديد الصخور الفضائية على أنها أجسام قريبة من الأرض الضوء على الحاجة إلى تمويل جهود الرصد بشكلٍ أفضل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا الإطار، أوكل الكونغرس الأميركي وكالة الفضاء برصد وتتبّع وتصنيف 90 في المئة من الاجسام التي يفوق حجم قطرها 140 متراً والتي تمرّ بمحاذاة الأرض بحلول العام 2020.
وفي حين أنّ إدارة ترمب وضعت أهمية كبرى على العودة إلى القمر، حثّ تقرير أصدرته الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم في يونيو (حزيران) إلى الحاجة إلى أساليب رصدٍ افضل وتلسكوبات الأشعة تحت الحمراء لكي تتمكن ناسا من بلوغ هدفها للعام 2020.
وقال د. شوداس في البيان الصحافي الذي أصدرته ناسا في أغسطس (آب): " من المثير للاهتمام أن نلاحظ أنه إذا كان تلسكوب الأشعة تحت الحمراء موضوعاً في الفضاء ومتواجد في المحطة ليقوم بمسح السماء منذ عامين، لكان من الممكن أن يرصد كويكب 2019 أوكي في ذلك الوقت ولكان اقترابه هذا العام من الأرض غير مفاجىء."
تجدر الإشارة إلى أنّه في مؤتمر الدفاع الكوكبي الذي انعقد في مايو (أيار)، ارتطم كويكب افتراضي بمدينة نيويورك بعد أن فشل علماء ناسا والخبراء الدوليون في إيقافه في محاكاة مصممة لاختبار الاستجابة لهذا السيناريو الواقعي.
© The Independent