ملخص
قدم مدير مكتب الرئاسة الإيرانية غلام حسین إسماعیلي تفاصیل حول حادثة تحطم المروحیة التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهیم رئيسي والوفد المرافق له.
أمّ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الصلاة على الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران حيث توافدت حشود ضخمة للمشاركة في مراسم تشييعه. وأدى خامنئي، محاطاً بكبار المسؤولين، الصلاة على جثامين القتلى الثمانية جراء تحطم مروحية الأحد الماضي، وبينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.
وغصّت المنطقة المحيطة بجامعة طهران بالمعزين حيث أقيمت الصلاة قبل أن ينتقل موكب التشييع إلى ساحتي "انقلاب" و"أزادي".
"وداع مليوني"
وتحدث التلفزيون الرسمي عن "وداع مليوني" لرئيسي الذي رأى فيه كثر الخليفة المحتمل لخامنئي في منصب المرشد الأعلى.
وقال خامئني لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي حضر إلى إيران "فقدنا شخصية بارزة. كان أخاً مقرَّباً. كان مسؤولاً فاعلاً ويتمتع بالكفاءة وصادقاً وجدياً".
وانضم إلى موكب التشييع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية ونائب الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني نعيم قاسم.
وذكرت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية الإيرانية أن أكثر من 40 وفداً أجنبيا على مستوى رؤساء الدول ووزراء الخارجية ورؤساء البرلمانات سيشاركون في مراسم العزاء في طهران.
وفود معزية
وسافر أمير قطر ووزراء خارجية السعودية والإمارات والكويت إلى طهران لحضور الجنازة.
وقال الديوان الأميري إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ترأس وفداً رفيع المستوى ضم رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني توجه إلى إيران لتقديم واجب العزاء.
ووصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى طهران أيضاً لتقديم العزاء والمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.
وأظهرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وهو يحضر الجنازة ويقدم واجب العزاء.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية إن وزير الخارجية عبد الله علي اليحيا توجه أيضاً إلى طهران اليوم لتقديم واجب العزاء نيابة عن أمير الكويت.
مدينة مشهد
وفي العاصمة، رفعت لافتات ضخمة تشيد بالرئيس الراحل "شهيد الخدمة"، في حين ودّع آخرون من كان "عون المحرومين".
وتلقى سكان طهران رسائل هاتفية تحضّهم على المشاركة في موكب التشييع.
ومن طهران، ستنقل الجثامين إلى مدينة مشهد مسقط رأس رئيسي في شمال شرق البلاد، حيث سيوارى الثرى الخميس بعد مراسم جنازة في ضريح الإمام الرضا.
واجهت سحابة
في موازاة ذلك، كشف مكتب الرئاسة الإيرانية تفاصيل سقوط مروحية الرئيس الراحل ومرافقيه. وقال مدير مكتب الرئاسة الإيرانية، غلام حسین إسماعيلي، إن المروحية التي كان يستقلها رئيسي واجهت "سحابة" خلال تحليقها، مما دفع قائدها لزيادة الارتفاع قبل أن تختفي. وأضاف إسماعيلي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، أنه "بعد مراسم تدشين سد (قلعة قيز) الحدودي المشترك مع أذربيجان، توجهنا إلى مدينة تبريز في طقس صافٍ، لكن واجهنا في منتصف الطريق سحاباً، حيث أعطى قائد المروحية التي كانت تقل الرئيس الأمر بزيادة الارتفاع عندما وصل إلى تلك السحب، لكن بعد زيادة الارتفاع لم يكن هناك أي أثر لهليكوبتر رئيس الجمهورية".
وأشار إلى أنه "منذ لحظة الإعلان عن انقطاع الاتصال اللاسلكي بطائرة الرئيس، بدأت محاولات للاتصال بالحرس الشخصي للرئيس، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وإمام تبريز علي آل هاشم، ومحافظ تبريز، من دون تلقي أي رد منهم".
"سقطنا في الوادي"
وتابع إسماعيلي أنه حاول الاتصال بقائد طائرة الرئيس ليجيبهم إمام جمعة تبريز بدلاً منه.
وقال "أعلن أفراد طاقم رحلتنا أنهم أجروا اتصالاً على الهاتف المحمول للطيار الكابتن مصطفوي، لكن بدلاً من الكابتن مصطفوي أجاب آية الله آل هاشم، قائلاً (إنني لست بخير وقد سقطنا في الوادي)".
وأردف: "ثم اتصلنا بآل هاشم أيضاً، وسألته أين أنتم؟ ليرد بالقول (لا أعرف، أنا بين الأشجار)، فسألته كيف حال الباقين، هل تراهم؟ فقال آل هاشم: إنني لا أرى أحداً وأنا وحدي، ولا أعلم ما حدث ولا يوجد أحد حولي".
وأشار إلى أنه "اتضح بعد الاتصال أنها تعرضت لحادثة"، مضيفاً، أنه في وقت لاحق علمنا أن ركاب المروحية الآخرين لقوا حتفهم على الفور، وأن حالة الجثث تشير إلى أن أفراد الطائرة توفوا بعد وقوع الحادثة مباشرة، بحسب وكالة "إرنا".
مراسم التشييع
وشارك حشد ضخم، أمس الثلاثاء، في مراسم تشييع رئيسي في تبريز، كبرى مدن شمال غربي البلاد، التي قضى رئيسي قربها في حادثة تحطم مروحية مع سبعة أشخاص آخرين بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.
ونُقلت النعوش الثمانية المغطاة بالعلم الإيراني إلى مطار في طهران، قبل أن تصل إلى مدينة قم لإقامة مراسم شارك فيها مئات آلاف المشيعين، وفق وكالة "إرنا". وتستمر المراسم حتى الخميس.
وأعلنت إيران الحداد لخمسة أيام ونقلت النعوش مساء إلى طهران حيث سيؤدي المرشد الأعلى علي خامنئي الصلاة عليها، اليوم الأربعاء. وسيوارى جثمان رئيسي الثرى في مشهد وهي مسقط رأسه في شمال شرقي البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت دول عدة بينها روسيا وتركيا والعراق أنها سترسل وفوداً لحضور مراسم الدفن، لكن ليس على مستوى رئاسة الدولة.
وقال متحدث باسم حكومة "طالبان"، الثلاثاء، إن وفداً أفغانياً برئاسة القائم بأعمال الوزير الملا برادر آخند ووزير الخارجية بالوكالة سيحضر مراسم جنازة رئيسي في طهران، اليوم الأربعاء.
روسيا: العقوبات الأميركية أضرت بسلامة الطيران
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الثلاثاء، في تعليق على حادثة تحطم المروحية، إن العقوبات الأميركية أدت لتدهور سلامة الطيران.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الصور الملتقطة من موقع سقوط الطائرة التي كانت تقل رئيسي، وهي مروحية أميركية الصنع من طراز "بيل 212"، تظهر اصطدامها بقمة جبل.
وكانت إيران مشترياً رئيساً للطائرات الهليكوبتر من طراز "بيل" في أثناء حكم الشاه المدعوم من الولايات المتحدة قبل ثورة عام 1979، لكن لم يتضح منشأ الطائرة التي تحطمت تحديداً. ونتيجة العقوبات المستمرة منذ عقود، صار من الصعب على إيران الحصول على قطع غيار للطائرات أو تحديثها.
وقال لافروف عن الحادثة "الأميركيون يتبرأون منه، لكن الحقيقة هي أن دولاً أخرى أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات عليها لا تحصل على قطع غيار للمعدات الأميركية، بما في ذلك الطائرات".
وأضاف "نتحدث عن تعمد إلحاق الضرر بالمواطنين العاديين الذين يستخدمون هذه المركبات، وعندما لا يتم توفير قطع الغيار، فإن ذلك يرتبط بشكل مباشر بتدهور مستوى السلامة".
الصين ستواصل تعزيز روابطها مع إيران
وذكرت وسائل إعلام رسمية صينية، أمس الثلاثاء، نقلاً عن وزير الخارجية وانغ يي أن الصين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع إيران، وحماية المصالح المشتركة، وبذل جهود من أجل السلام الإقليمي والعالمي.
وأدلى وانغ بالتصريحات خلال محادثات مع نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي سفري، خلال حضوره اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن وانغ قوله إن "إيران فقدت قادة بارزين وفقدت الصين أصدقاء وشركاء مخلصين". وأضاف معلقاً على وفاة رئيسي "في هذا الوقت العصيب، تقف الصين بثبات إلى جانب الأصدقاء الإيرانيين".
ألمانيا تقدم "تعازيها"
بدوره، قدم المستشار الألماني أولاف شولتز، الثلاثاء، "تعازيه" بعد أكثر من 24 ساعة على إعلان مقتل رئيسي في حادثة تحطم المروحية.
وكتب شولتز في رسالة إلى نائب الرئس محمد مخبر الذي أصبح رئيساً موقتاً للبلاد "نقدم تعازينا لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعائلات الذين قتلوا في الحادثة".
بقيت ردود فعل الدول الغربية على وفاة الرئيس الإيراني متحفظة جداً، إذ واجه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل انتقادات لأنهما قدما التعازي، الإثنين، بوفاة الرئيس الإيراني.