استقرار أسعار النفط مع ترقب السوق لاجتماع "أوبك+"

استقرت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، اليوم الإثنين، مع ترقب الأسواق لاجتماع مجموعة "أوبك+" في الثاني من يونيو (حزيران) المقبل، إذ من المتوقع أن يناقش المنتجون الإبقاء على تخفيضات الإنتاج الطوعية لبقية العام.

صعدت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم يوليو (تموز) المقبل قليلاً بمقدار 24 سنتاً إلى 82.36 دولار للبرميل، وارتفعت عقود أغسطس (آب) المقبل الأكثر تداولاً 29 سنتاً إلى 82.13 دولار للبرميل، وزاد خام غرب تكساس الوسيط 28 سنتاً إلى 78 دولاراً للبرميل.

هبوط الأسبوع الماضي

وأنهى "برنت" الأسبوع الماضي على انخفاض بنحو اثنين في المئة فيما هبط خام تكساس الوسيط نحو ثلاثة في المئة بعدما أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياط الاتحادي (المركزي الأميركي) أن بعض المسؤولين مستعدون لرفع أسعار الفائدة بصورة أكبر إذا اعتبروا ذلك ضرورياً للسيطرة على التضخم.

ومن المتوقع أن يظل التداول ضعيفاً بسبب عطلة عامة في الولايات المتحدة وبريطانيا اليوم، فيما أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الجمعة الماضي، أن اجتماع مجموعة "أوبك+" لمنتجي النفط سيعقد في الثاني من يونيو المقبل عبر الإنترنت.

توقعات بتمديد الخفض

وسيناقش المنتجون ما إذا كانوا سيواصلون تخفيضات الإنتاج الطوعية بواقع 2.2 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من العام، وقالت ثلاثة مصادر في "أوبك+"، إن من المرجح تمديدها.

وقالت شركة الأبحاث "أس أس ويلث ستريت"، سوجاندا ساشديفا، ومقرها نيودلهي، إن من المتوقع أن تحافظ العقود الآجلة للنفط على مكاسب اليوم بسبب توقعات تمديد التخفيضات.

وأضافت "ومع ذلك، سيتأثر مسار حركة الأسعار بصورة كبيرة ببيانات مؤشر أسعار المنتجين المقرر صدورها، هذا الأسبوع، في الولايات المتحدة، التي ستشكل بدورها نهج البنك المركزي الأميركي بخصوص أي تعديلات محتملة على أسعار الفائدة".

ترقب مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي

وإضافة إلى تخفيضات إنتاج إضافية بحجم 3.66 مليون برميل سارية حتى نهاية العام، فإن تخفيضات الإنتاج تعادل قرابة ستة في المئة من الطلب العالمي على النفط، وتترقب الأسواق أيضاً مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة هذا الأسبوع تلمساً لمزيد من المؤشرات بخصوص السياسة النقدية. وتعلن بيانات المؤشر في 31 مايو (أيار) الجاري وهي المقياس المفضل للتضخم لدى "المركزي الأميركي".

كانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أعلنت، الأربعاء الماضي، أن الطلب على البنزين وصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بينما قال محللون لدى "إي أن زد" في مذكرة، إن ذلك ساعد في دعم السوق، إذ يمثل قائدو السيارات الأميركيون نحو "عشر" الطلب العالمي على النفط، "مما يجعل موسم السفر المقبل إحدى ركائز انتعاش نمو الطلب العالمي".

وتنفذ الدول المنتجة للنفط في تحالف "أوبك+" خفضاً طوعياً للإنتاج يبلغ نحو 2.2 مليون برميل يومياً للنصف الأول من عام 2024، بقيادة السعودية التي تمدد خفضاً طوعياً سابقاً.

"5.8 مليون برميل"

وتأتي هذه الخفوضات إضافة إلى خفوضات سابقة تبلغ 3.66 مليون برميل يومياً حتى نهاية 2024 أعلن عنها من أواخر عام 2022 على مراحل، ليصل إجمال الخفوضات المتعهد بها إلى نحو 5.86 مليون برميل يومياً، أو ما يعادل 5.7 في المئة تقريباً من الطلب العالمي اليومي وفقاً لحسابات "رويترز".

ونقلت "رويترز" عن مصادر من الدول، التي خفضت الإنتاج طوعاً هذا الشهر، إنه من المحتمل تمديد الخفض.

وخفضت "أوبك+" الإمدادات منذ أواخر عام 2022، على خلفية زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة ومنتجين آخرين غير أعضاء في التحالف، بينما تظل المخاوف في شأن الطلب محل اهتمام في وقت تكافح فيه الاقتصادات الكبرى بسبب أسعار الفائدة المرتفعة.