Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا ما لا يتضمنه "مقترح بايدن" لإنهاء الحرب في غزة

ملفات بالغة الأهمية لا تزال غير واضحة ولعل أبرزها كيفية إنهاء سلطة "حماس" في القطاع

ملخص

تعد خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء الحرب في غزة خريطة طريق مفصلة لكنها لا تتضمن خمسة ملفات وهذه تفاصيلها...

فصّل الرئيس الأميركي جو بايدن في خريطة الطريق التي طرحها على العلن لإنهاء الحرب في غزة، جميع مراحل عودة الهدوء للقطاع، وهذا أمر نادراً ما يحدث إذ بالعادة تدار الأفكار وتفاصيلها في الغرف المغلقة بين الوسطاء وأطراف النزاع. لكن "خطة بايدن" جاءت على عكس ذلك، إذ عرض الرئيس التفاصيل الموسعة والشاملة والعلنية، وفي الوقت ذاته لم يفصح عن كثير من الملفات التي تنظر إسرائيل إليها على أنها مصيرية، مثل آليات إسقاط حركة "حماس" من الحكم وكيفية تشكيل حكومة فلسطينية موحدة لإدارة غزة.

ثلاث مراحل

ووفقاً لما أعلنته الولايات المتحدة، فإن "خطة بايدن" تشمل باختصار ثلاث مراحل، تتضمن الأولى عودة النازحين لأماكن سكنهم وإطلاق سراح فئة معينة من الرهائن مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
أما المرحلة الثانية وفيها إنهاء دائم الحرب والقتال، فتشمل تحرير جميع الرهائن الأحياء وانسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من القطاع، فيما الثالثة فعنوانها إعادة إعمار غزة وإطلاق سراح الرهائن الأموات والإفراج عن جثامين فلسطينيين.
ولقيت "خطة بايدن" ترحيباً دولياً واسعاً، ووصفت بأنها خريطة طريق وأفضل حل لإنهاء الحرب لأنها تضمن أمناً دائماً لإسرائيل وتعيد الرهائن إلى عائلاتهم، وتزيد المساعدات لغزة وتخفف معاناة المدنيين الفلسطينيين.

لا حل إزاء حكم "حماس" في غزة

لكن هناك كثيراً من الملفات التي لم تشملها "خطة بايدن" وتعدّ مصيرية لطرفي الحرب، ولعل أبرزها تفاصيل "اليوم التالي"، وهو الموضوع الذي يشغل بال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكذلك يرهق الفلسطينيين، وحتى يتعب تفكير رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية.

وفقاً لأهداف إسرائيل في حربها ضد الحركة، فإنها تريد القضاء عليها عسكرياً وسلطوياً، وكذلك تسعى إلى إعادة الرهائن، وتشن هجوماً يضمن ألا تشكل غزة مصدر تهديد بعد ذلك بالمطلق.

في "خطة بايدن"، أوجد الرئيس الأميركي حلولاً عملية واقعية لموضوع عودة الرهائن لعائلاتهم، لكنه لم يتطرق بالمطلق إلى كيفية القضاء على "حماس" كفصيل سياسي ولا الحكومة التي تدير قطاع غزة، وترك ذلك غامضاً.

إلا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تناول تلك النقطة في رده على "خطة بايدن"، فأكد أن "الحكومة موحدة بالنسبة إلى إعادة الرهائن والقضاء على حماس عسكرياً وسلطوياً، وتعمل على ذلك الهدف ولن تنتهي الحرب إلا بعد تحقيقه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ملاحق سرية أو بقاء "حماس" في الحكم

وحول عدم شمول "خطة بايدن" تفاصيل لها علاقة بنزع سلطة "حماس" من إدارة غزة، يقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية رامز مدحت، "ربما يشمل المقترح ملاحق سرية، تتضمن تفاصيل آليات تحييد ما تبقى من حركة ’حماس‘، وهذا كان واضحاً عندما ذكر بايدن أنه سيضمن ألا تعود ’حماس‘ إلى ما كانت عليه".

ويضيف أن "إسرائيل والولايات المتحدة تتعاملان مع حماس على أنها في حكم الماضي، وأن ما تبقى من وجودها، من قوة عسكرية أو حكومية، يمكن تحييده بآليات منطقية، منها نشر قوات تعمل على جز عشب ما تبقى من الحركة".
وبحسب مدحت، فإن "الولايات المتحدة جعلت ملف القضاء على ’حماس‘ غامضاً لأن إسرائيل ترفض دراسة اليوم التالي للحرب، وحتى اللحظة لا تمتلك تل أبيب خريطة طريق واضحة للخروج من الحرب".

أما أستاذ العلوم السياسية فادي العجلة، فلديه تفسير آخر لعبارة بايدن "لدي ضمانات كاملة بأن ’حماس‘ لن تعود كما كانت في السابق"، ويقرأها أن "إسرائيل وافقت في الواقع على إنهاء الحرب من دون إسقاط ’حماس‘ وستبقى الحركة ذات سيادة في قطاع غزة وستحافظ على قوتها العسكرية لكن على شكل حكومة وليس كفصيل سياسي، وستغير من برنامجها السياسي وحتى الحكومي".
ويوضح أن "لبايدن آليات يضمن من خلالها ألا تتسلح ’حماس‘ إذا بقيت في الحكم، وأنها ستتعامل مع الجانب الإسرائيلي على وجه الحياد وليس الحرب والعنف، بخاصة بعدما تصبح منزوعة السلاح".

ملفات أخرى لم تشملها "خطة بايدن"

إلى جانب ملف نزع سلطة "حماس" من غزة، فإن "خطة بايدن" لم تشمل أيضاً أي تفاصيل عن عودة السلطة الفلسطينية لغزة، على رغم أن أميركا كثيراً ما أظهرت حرصها على تحقيق ذلك.
ويقول الباحث السياسي ظافر سدر، "لم تشمل خطة بايدن أي تفاصيل عن آليات تشغيل معبر رفح والسيطرة على الحدود، ولم يتطرق الرئيس إلى ملف محور فيلادلفيا ونتساريم والوجود الإسرائيلي في الطريقين، ولعل أبرز ما لم تشمله خريطة الطريق كيفية إعادة إعمار غزة".
ويوضح أن "خطة بايدن ليست جاهزة بصورتها النهائية، إذ جاء فيها أنه يجب إشراك الإسرائيليين والفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي الأوسع في عملية إعادة بناء غزة، ولم يُذكر كيف سيكون إعمار غزة وتوقيته، خصوصاً بعدما تحولت المدينة إلى كومة أنقاض".

ويقول سدر، "سمعت الفلسطينيين وهم يشيدون بخطة بايدن ويؤكدون أنها أفضل الحلول، لكنهم يسألون أين سنعيش خلال فترة إعمار غزة، هل في ملاجئ موقتة أو وحدات سكنية متنقلة، لا بد من توضيح ذلك وتفصيله، ويبدو أنه ستكون هناك ملاحق لهذه الخطة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات