Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اللعب على أوتار هتلر والنازية في حرب غزة

النعوت والشتائم بين "حماس" وإسرائيل أقرب ما تكون إلى "قوة ناعمة" ولكن في شكلها الخشن

يبحث سكان غزة عن مأوى لهم وسط المعارك المسلحة والكلامية الدائرة بين "حماس" وإسرائيل (أ ف ب)

ملخص

أصبحت كلمات مثل "نازي" و"النازية" و"هتلر" والـ "هولوكوست" و"كفاحي" معتادة في سياقات التراشق وأجواء الحنق وسجالات الغضب، مع بدء حرب غزة بين "حماس" وإسرائيل في أكتوبر 2023.

منذ بدء الحرب في غزة تدور معارك كلامية لا تقل حدة عن القتال بالسلاح، ولا تخلو من جمل وعبارات تعكس أفكاراً ومفاهيم، وربما تستند إلى جهود تشويه ومحاولات تدمير، وتشبّه ما يجري في القطاع بفكر النازية وأفعال هتلر ومآل "الرايخ".

عبارات على شاكلة "أقرب ما يكون إلى النازية" و"أشبه بهتلر" و"أفظع مما اقترفه النازيون" و"أسوأ من الفكر النازي" و"النازيون الجدد" و"لو كان هتلر حياً لغار من نازيتهم" و"هؤلاء أصل النازية"، لكن الجمهور المتلقي اعتاد مطالعة وسماع هذه الجمل والعبارات، وأصبحت "نازي" و"النازية" و"هتلر" كلمات معتادة في سياقات التراشق وأجواء الحنق وسجالات الغضب منذ اليوم التالي للسابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

شتيمة للضرر

ومن بين هذا الجمهور من يعي تماماً المقصود بـ"النازية" والملتمس جراء ذكر اسم "هتلر"، وبينه أيضاً من تقتصر معارفه وتتوقف مداركه عند حد أدنى ألا وهو أن الكلمتين حتماً شتيمتان، وأنهما تستخدمان للنيل من المشتوم وإلحاق أكبر قدر من الضرر النفسي به، ألا وهو الوصم.

في الغرب أصبحت "النازية" كلمة إهانة الغرض منها الوصمة والعار، وهي إهانة موجهة لهوية شخص أو مجموعة أو ما تستند إليه من قوة أو شرعية، فـ "نازي" أو "نازية" للمؤنث أو وصف تستخدم في هذه المجتمعات غالباً كتعبير شفهي أو كتابي غير رسمي، بغرض السخرية أو انتقاد أو التسبب في ضرر للشخص الموجهة له الصفة، وفي معظم الأحوال تعتبر النازية إضافة إلى هتلر بالطبع، عنفاً لفظياً حاداً.

الشتم أو السب أو الوصم بـ"النازية" و"هتلر" تشرحه أستاذة اللغة الألمانية في كلية لندن الجامعية جيرالدين هوران في دراسة عنوانها "تحليل نقدي للشتائم النازية في الخطابات الإعلامية المعاصرة".

 

 

وعلى رغم تأكيد هوران أن شتيمة "نازي" تستخدم في شتى اللغات وعابرة للحدود والثقافات، إلا أنها تشير كذلك إلى ضرورة وضع "الشتيمة" بالنازية في سياقها ضمن الخطاب السائد، بحسب الأحداث والتوقيت والغرض منها، وتقول إن "وصف شخص بأنه نازي في عام 1944 يختلف تماماً عن توجيه الوصف نفسه عام 2014".

كما تنبه إلى أن السياق الثقافي لسبة "النازي" بالغ الأهمية، فاستخدام الكلمة في بريطانيا أو الولايات المتحدة أو فرنسا يختلف عنه في ألمانيا مثلاً". وتضيف، "بمرور الوقت يضعف الربط التاريخي والسياسي للنازية باستخدام الكلمة بشكل عام، إلا أن استخدامها غالباً يتعمد الإهانة بناء على هذه الروابط ذاتها".

القطاع وهتلر

ويتضح هذا واضحاً جلياً في الاستخدام المستمر والمتصاعد والزاعق لكلمات وجمل وعبارات تربط بين ما يجري في حرب القطاع على مدى الأشهر الثمانية الماضية وبين "هتلر" و"النازية"، واللافت والمثير والغريب أن كلا الطرفين وكلا الفريقين الواقفين على جبهتين متضادتين يستخدم "النازية" و"هتلر" وما يتصل بهما من جمل وعبارات لنعت الطرف الآخر، وذلك للدلالة على فداحة ما يقترف وهول ما ارتكب وفظاعة ما يبتغي.

ويبدو أن القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان ابتغى أن يثير صدمة العالم ويؤجج تعاطفه ويحرك مشاعره تجاه ما يجري في غزة خلال ديسمبر (كانون الأول) 2023 حين خرج في مؤتمر صحافي في بيروت ليؤكد أن إسرائيل لن تحقق أياً من أهدافها في هذه الحرب، وسارداً تفاصيل ما يجري في القطاع وأعداد القتلى والمصابين وصمت العالم، وما وصفه بـ "تعنت وغطرسة الإدارة الأميركية في استخدامها للـ ’فيتو‘ وانحيازاً ودعماً للنازيين الجدد في ارتكابهم مزيداً من المجازر والجرائم التي لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلاً".

ومضى حمدان قدماً في تكرار اللجوء لوصف، أو بالأحرى وصم، إسرائيل ورئيس وزرائها ومن يديرون الحرب والجيش الإسرائيلي بـ "النازية"، إذ إن "ثلاثي الحرب، نتنياهو وغانتس وغالانت، الفاشل لا يحققون أياً من أهدافهم العدوانية وحربهم النازية، وهذه الحكومة الفاشية وعلى رأسها هتلر العصر نتنياهو لا تأبه لحياة جنودها وضباطها، وأن الجيش النازي أعلن الحرب على غزة لتحرير أسراه، وأنه "إذا أراد هذا العدو النازي استعادة جنوده الأسرى لدى المقاومة أحياء فإن ذلك لن يتم إلا بعد توقف كامل للعدوان، ثم صفقة تفاوض وفق شروط المقاومة".

وللمقاومة نصيب

الحركات الفلسطينية نفسها تنعت من قبل ساسة إسرائيل بالأوصاف ذاتها، فالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ سبق حمدان بنحو شهر وأمسك بنسخة من كتاب "كفاحي" بالعربية لأدولف هتلر وهو يدلي بحديث لـ "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ويقول إن "القوات الإسرائيلية عثرت على كتاب هتلر النازي (كفاحي) في إحدى غرف الأطفال التي يستخدمها دواعش ’حماس‘ كقاعدة إرهابية"، وتم تناقل اللقاء على منصات إسرائيلية أو داعمة لتل أبيب مذيلاً بوسم "#حماس _نازية".

 

 

والطريف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سار على النهج ذاته وخرج في مؤتمر صحافي في يناير (كانون الثاني) الماضي ملوحاً بالكتاب ذاته بالعربية أيضاً، ولكن بطبعة مختلفة عن تلك التي لوح بها هرتسوغ، وقال إنه عثر على نسخ الكتاب في بيوت المواطنين الفلسطينيين.

"كفاحي" جريمة

وبعيداً من أن وجود الكتب، أي كتب، في بيوت المواطنين، أي مواطنين، لا يعد دليل إدانة أو يعني بالضرورة اعتناق ساكنيه للأفكار التي ترد في هذه الكتب، فإن حركة "حماس" ردت على ادعاء العثور على كتب "كفاحي" في بيوت سكان غزة بإعادة تدوير نعت "النازية" لوصف ما تفعله إسرائيل، وخرج عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق ليقول إن "إسرائيل تلقت صفعتين، الأولى تصويت العالم بوقف فوري لإطلاق النار بغالبية 153 صوتاً في مقابل 10 دول فقط أيدت نازية الاحتلال وممارساته، والثانية أن الكيان الصهيوني وجد نفسه في قفص المجرمين مداناً بشبه إجماع من محكمة العدل الدولية، مما أدى إلى استدرار البكائيات الدولية، على حد قوله، بتشغيل مسؤولي الاحتلال لأسطوانتهم المشروخة واستحضار العقد التاريخية (قاصداً هتلر والنازية) والتي تعبر عن إفلاس حججهم وانعدام منطقية طروحاتهم الحالية".

وتر النازية

واستمر الرشق في الدق على وتر النازية، فقال إن "نتنياهو كان يسوق الإرهاب والإجرام بالتزييف والكذب، لكنه اليوم يسوق نازية جيشه بالغباء،  فخرج حاملاً كتاب ’كفاحي‘ لهتلر وقال إنه وجده في غزة، ولا يعلم أن هذا الكتاب المترجم إلى عشرات اللغات تصدّر عام 2016 قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في ألمانيا نفسها"، معتبراً أن "النازية نموذج إرهابي متواضع أمام الوحشية الصهيونية".

"الوحشية الصهيونية" و"النموذج الإرهابي" اللذين اعتبرهما الرشق مراحل متقدمة مقارنة بـ "النازية" إمعاناً في اعتبار كلمة "نازية" أقصى درجات الإهانة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة "جورج ماسون" الأميركية أشارت في كتابها "الشتائم السياسية: كيف تؤدي الإهانات إلى تصعيد الصراع؟" (2014) إلى ست فئات رئيسة من الشتائم السياسية، وهو ما يوضح أن الإهانة اللفظية لها تأثيرات وأهداف عدة، والفئات الست هي "إهانة الهوية وإهانة الإسقاط وإهانة الاختلاف والإهانة النسبية وإهانة السلطة والإهانة الشرعية".

وترى غيرالدين هوران في دراستها أن الوصم أو الشتم بـ"النازية" عادة يحقق غرض إهانة الهوية والسلطة والشرعية، موضحة أن شتيمة "النازية" تستهدف إهانة هوية الخصم وتدمير احترامه لذاته، أو إهانة سلطته في محاولة لاحتكار المرجعية الأخلاقية وبالتالي حرمان الخصم من قدرته على التأثير أو التحرك على الأرض، على أمل أن يفقده ذلك سلطته ومن ثم شرعيته.

قوة ناعمة خشنة

نعتُ "حماس" لنتنياهو بـ"هتلر" ووصف إسرائيل للحركة بـ"النازية"، والقول إن هؤلاء يقرأون "كفاحي" لن يسقط هؤلاء أو يقيم قومة لأولئك، لكن النعوت والشتائم والسباب أقرب ما تكون إلى "القوة الناعمة" ولكن في شكلها الخشن.

خشونة التراشق بالأوصاف والعبارات التي يندرج بعضها تحت مسمى "شتائم"، جزء من الحرب من دون أسلحة والعراك من دون إسالة دماء بشكل مباشر، والنيل من العدو عبر تشويهه وتشبيهه بما يعتبره بعض المؤرخين "أسوأ مجازر البشرية" أو "أفظع الأيديولوجيات الإنسانية" الهدف منه النيل من العدو وإضعافه ولو بتهييج الرأي العام ضده، أو حشد المنظمات الأممية لتتخذ إجراءات في حقه أو الضغط على أنظمة لوقف تأييدها ودعمها له.

البرازيل وكولومبيا على الخط

لم يجد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا طريقة للتعبير عن دعمه لغزة ورفضه لما ترتكبه إسرائيل في فبراير (شباط) الماضي أفضل من تشبيه ما تفعله إسرائيل في غزة بـ "محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية"، وذلك على رغم وصفه هجوم "حماس" بالـ "عمل الإرهابي".

ومضى دا سيلفا مضيفاً أن ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أية مرحلة أخرى في التاريخ، ثم استدرك قائلاً "في الواقع سبق أن حدث بالفعل حين قرر هتلر أن يقتل اليهود"، في إشارة إلى الـ "هولوكوست".

 

 

وكان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو سبقه في تشبيه مماثل، إذ كتب منشوراً عبر منصة "إكس" بعد أيام من تنفيذ "حماس" وفرض إسرائيل حصاراً كاملاً على غزة وعدم وصول الكهرباء والوقود والغذاء إلى سكانها، "هذا ما قاله النازيون عن اليهود، ولا يمكن للديمقراطيين في أميركا أن يسمحوا للنازية بإعادة ترسيخ نفسها في السياسة الدولية، فالإسرائيليون والفلسطينيون بشر يخضعون للقانون الدولي، وخطاب الكراهية هذا إذا استمر فلن يؤدي إلا إلى ’هولوكوست‘".

وحتى الـ "هولوكوست" صار أداة إضافية تضاف إلى أدوات "القوة الناعمة الخشنة" في حرب القطاع، فإسرائيل وداعموها يقولون إن ما تعرضت له على يد "حماس" هو الأسوأ منذ الـ "هولوكوست"، وغزة والمدافعون عنها يصفون ما يجري لأهلها بأنه أشبه بـ الـ "هولوكوست".

بايدن والمحرقة

وحتى الرئيس الأميركي جو بايدن دخل على خط التراشق بالأيديولوجيات والتاريخ، ووقف في مراسم إحياء الذكرى السنوية للناجين من المحرقة في واشنطن قبل أسابيع قليلة حاملاً صورة لمجموعة من الضحايا اليهود، وتحدث خلال المناسبة التي ينظمها "متحف الـ ’هولوكوست‘ التذكاري الأميركي" سنوياً بما يمكن اعتباره إدانة قوية لـ"حماس" بقوله، "ليس بعد 75 عاماً، بل بعد سبعة أشهر ونصف فقط، وقد نسي الناس بالفعل، نسوا أن ’حماس‘ أطلقت العنان لهذا الإرهاب، وأن الحركة هي التي مارست الوحشية على الإسرائيليين، وأنها هي التي احتجزت ولا تزال تحتجز إسرائيليين كرهائن"، مضيفاً، "أنا لم أنس ولا أنتم، ولن ننسى".

يشار إلى أن عدداً من الدول يجرم إنكار حدوث الـ "هولوكوست" أو المحرقة النازية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وفي عام 2022 تبنت الأمم المتحدة قراراً يهدف إلى محاربة مكافحة إنكار المحارق النازية لليهود، وحث القرار الدول الأعضاء وشبكات التواصل الاجتماعي على المساعدة في مكافحة معاداة السامية، وتمت الموافقة على القرار الذي قدمته إسرائيل وألمانيا من دون تصويت في الجمعية العامة المكونة من 193 عضواً.

وكان ملك هولندا فيليم ألكساندر افتتح في مارس (آذار) الماضي رسمياً أول متحف للـ "هولوكوست" بحضور الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ، والمتحف يعود لـ "منزل آن فرانك" التي تعد إحدى أشهر ضحايا المحرقة.

وداعاً للحرج

الـ "هولوكوست" و"النازية" و"هتلر" و"كفاحي " أصبحت شتائم ونعوتاً يتداولها الطرفان بكثرة، بما في ذلك منصات إعلامية لم تعد تجد حرجاً أو تخشى مساءلة من طرح التشابه أو اقتراحه، و"إسرائيل النازية تذيق جنودها نفس الكأس الذي تذيقه للفلسطينيين"، و"غزة دولة نازية" و"حماس تثمن تشبيه لولا (رئيس البرازيل) مجازر إسرائيل في غزة بمجازر هتلر، و"غضب إسرائيلي بعد تشبيه رئيس البرازيل حرب غزة بالمحرقة" و"إسرائيل تتصرف مثل ألمانيا النازية" و"حماس لديها فكر النازيين نفسه وهي ’داعش‘ الجديد" و"إسرائيل تنافس النازيين في حرق الأطفال وقتل النساء"، لتتوالى عناوين المحتوى الإعلامي الداخل في حرب التشبيهات، سواء كرأي يقوله كاتب أو تصريح يدلو به مسؤول أو رئيس.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دخلا في حرب كلامية على أرضية "هتلر" و"النازية" أيضاً، ففي ديسمبر (كانون الأول) 2023 وصف أردوغان نتنياهو بأنه "لا يختلف عن أدولف هتلر"، وأن ما تقوم به إسرائيل من هجمات على غزة لا يختلف عن الطريقة التي تعامل بها النازيون مع اليهود".

 

 

وتساءل على سبيل الاستنكار عن الفرق بين ما تفعله إسرائيل وما فعله هتلر، مضيفاً "سيجعلوننا نفتقد هتلر؟ هل ما يفعله نتنياهو أقل مما فعله هتلر؟ لا ليس أقل".

ودفع ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى القول إن أردوغان هو آخر من يمكن أن يعظ إسرائيل وهو الذي "ارتكب إبادة جماعية ضد الأكراد".

بوتين يشارك

وسبقهما في الحرب الكلامية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي شبه حصار إسرائيل لغزة عقب هجوم السابع من أكتوبر 2023 بالحصار النازي لمدينة ليننغراد السوفياتية إبان الحرب العالمية الثانية.

ومن الحرب العالمية الثانية إلى حرب القطاع التي أوشكت أن تدخل شهرها التاسع، يقف العالم شاهد عيان على الحرب الكلامية الموازية والمتخذة من هتلر ونازيته و"كفاحي" والـ "هولوكوست" منصة لصراعها، وبين حين وآخر تجري إضافة بعد إجرائي إلى التراشق اللفظي.

الصحافية الفرنسية من أصول مغربية زينب الغزوي تشارك منشوراً يشبّه قصف إسرائيل لغزة بالـ "هولوكوست"، فتجرد من جائزة "سيمون فيل"، الناجية الفرنسية من الـ "هولوكوست" والمدافعة عن حقوق النساء التي حصلت عليها عام 2019، وشركة "ديزني" فصلت الممثلة الأميركية جينا كارانو بسبب ما وصفته الشركة بـ"مواقف كارانو البغيضة وغير المقبولة التي تسيئ إلى الأشخاص على أساس هويتهم الثقافية والدينية.

وكانت كارانو نشرت عبر منصة "إكس" قائلة إنه "يمكن للجنود النازيين أن يجمعوا بسهولة آلاف اليهود، لأن الحكومة جعلت جيرانهم يكرهونهم لمجرد أنهم يهود، فكيف يختلف هذا عن كراهية شخص ما بسبب آرائه السياسية؟"،  لتضيف كارانو مع المنشور صورة لسيدة يهودية تتعرض للضرب على أيدي جنود نازيين إبان حكم هتلر.

المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان قال قبل أسابيع منتقداً ما اعتبره تحيز المنظمة الأممية للجانب الفلسطيني على حساب إسرائيل، إنه "لو كان هتلر حياً لأثنى على الأمم المتحدة".

ماذا لو عاد هتلر؟

عودة هتلر للحياة فكرة داعبت كثيرين، فالفيلم الألماني "انظر من عاد" طرح الفكرة عام 2015 متخيلاً عودة هتلر لبرلين، وآخر ما يتذكره هو وقت وفاته عام 1945، إذ يدور الفيلم في إطار كوميدي أسود.

ومن ضمن المواضيع التي يتعامل معها هتلر العائد لألمانيا في الألفية الثالثة ملف المهاجرين، ويعتقد أن تركيا أصبحت حليفاً لألمانيا بعدما فوجئ بالصحف التركية في الأكشاك، وغيرها من المواقف المضحكة التي تعاملت بشكل هزلي لا يخلو من واقعية مع الفكرة، والفيلم مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للمؤلف الألماني الساخر تيمور فيرمس صدرت عام 2012، والمثير أنها ترجمت إلى العبرية عام 2016.

 

 

"لو كان هتلر حياً" أو "ماذا لو عاد هتلر؟"، أسئلة تثار على مدى عقود على سبيل الدعابة تارة والنقاش السياسي تارة أخرى، فكيف كان سيتصرف جراء النظام العالمي الجديد؟ أو ماذا سيكون رد فعله حين يعود لألمانيا؟ أو كيف سيبدو محتواه على الـ "سوشيال ميديا"؟ أو أي الأطراف كان سيدعم في الحروب والصراعات الحالية؟ أو كيف كان سيبدو جهازه الإعلامي في ظل التقنيات الرقمية الحديثة؟

أما ماذا لو عاد في خضم حرب القطاع فسيجد أنه ونازيته و"كفاحه" و الـ "هولوكوست" قد أصبحوا مادة للتراشق الكلامي والوصم الإعلامي والشتم بغرض إلحاق الضرر السياسي والاجتماعي والنفسي، في معركة كلامية لا تقل ضراوة عما يجري في الواقع، ولكن من دون إراقة الدماء.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير