ملخص
يقول المحلل السياسي منير الربيع في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن أخطر ما يمكن أن يقوله مسؤول دبلوماسي أو دولي حول الملف اللبناني هو ما قاله المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان بأن لبنان بدأ بالزوال سياسياً والبقاء ككيان جغرافي.
فيما كان الكل يترقب زيارة المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان الأخيرة قبل أيام، وما قد تحمله من حلحلة منشودة على صعيد الملف الرئاسي، ذهب انتباه الجميع من متابعين ومواطنين لبنانيين إلى مكان آخر، وبالتحديد إلى عبارة قالها لودريان، لكنها لم تكن عادية. إذ نقل عنه قوله إن "لبنان السياسي سينتهي" إذا بقيت الأزمة على حالها ومن دون رئيس للجمهورية، ولن يبقى سوى لبنان الجغرافي.
فكيف يمكن قراءة هذا التصريح، وهل هو عابر أو يمهد لما هو أكبر؟
لبنان فقد هويته السياسية
يقول الكاتب والمحلل السياسي منير الربيع في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية"، إن أخطر ما يمكن أن يقوله مسؤول دبلوماسي أو دولي حول الملف اللبناني هو ما قاله المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان عن أن لبنان بدأ بالزوال سياسياً والبقاء ككيان جغرافي، وتابع "المقصود بهذا الكلام الصادر عن جهة فرنسية معنية بولادة لبنان الكبير، أن هذا البلد الذي كان تقاطعاً سياسياً بين القوى العربية والإقليمية والدولية، والذي كان ذا فكرة سياسية، أصبح في حال اضمحلال وانهيار، وبات يفقد هويته السياسية أو يفقد تلك الذكرى التي قام عليها".
ويشدد الربيع على أن هذا يعني أن لبنان الدولة بنموذجيتها أصبح منهاراً، وسلك طريق الانهيار منذ عام 2019، إلى جانب الابتعاد عن المجتمعين العربي والدولي، معتبراً أن كل الانهيارات القائمة في قطاع المصارف، والتعليم والصحة وفي المؤسسات السياسية وكل ما يرمز إلى الدولة لمصلحة بروز قوة أساس موازية للدولة، يسهم في موت دولة المؤسسات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"لا يمكن فصل فكرة موت لبنان السياسي عن تطورات المنطقة، فالمشرق العربي يشهد إعادة ترتيب جديدة وتركيبة جديدة تتعلق بتغييرات ديموغرافية وجيوسياسية تتعلق بوضع المنطقة ككل". ويضيف الكاتب السياسي "من هنا جاء هذا التخوف الفرنسي في ظل التضارب والتصارع الكبير بين القوى اللبنانية، بين من يريد أن يكون لبنان داخل النظام الإقليمي أو خارجه".
لبنان خارج الاندماج العربي والعالمي
ويتابع أن لبنان خارج مسار الاندماج في النظام العالمي والمحيط العربي والتضامن والتكافل مع العالم العربي، على رغم أنه في السابق كان من رواد هذه الفكرة.
ويختم معتبراً أن مثل هذا الصراع قابل للتطور على وقع حرب الجنوب وحرب السياسة الداخلية، وسط انقسام عمودي في لبنان، وإذا ما نجح "حزب الله" في تكريس ما يريده في رئاسة الجمهورية وفي العمل على إنتاج مقايضة بين الجنوب والرئاسة، فإن الطرف المعارض سيذهب إلى خيارات أخرى مثل اللا مركزية الإدارية الموسعة والفيدرالية والتقسيم، وبالتالي هذا بحد ذاته يتناقض مع فكرة لبنان ويسهم في ذوبان هذه الدولة.