Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل: الهجوم على غزة لن يتوقف من أجل أية مفاوضات مع "حماس"

هنية يؤكد أن الحركة ستتعامل "بجدية وإيجابية" مع أي اتفاق يرتكز على وقف كامل للحرب

ملخص

جاء القصف الإسرائيلي في وقت ساد فيه التفاؤل بين السكان إزاء التقارير التي وردت في وسائل الإعلام الرسمية المصرية عن أن مسؤولين من الولايات المتحدة وقطر ومصر سيجتمعون في الدوحة في محاولة للدفع من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

أكدت إسرائيل مجدداً اليوم الأربعاء رفضها وقف الهجوم على غزة مقابل استئناف محادثات تحرير الرهائن مع حركة "حماس" بعد أن قالت قطر، التي تشارك في الوساطة، إنها قدمت للحركة الفلسطينية مقترح هدنة تدعمه الولايات المتحدة.

وتعثرت الجهود الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر في القطاع لأن هدف إسرائيل المعلن هو القضاء على "حماس" كقوة حاكمة وعسكرية، كما لم تبد الحركة أي علامة على أنها ستتنازل وتريد وقف الهجوم الإسرائيلي.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الأربعاء إن استئناف أية محادثات بين إسرائيل وحركة حماس في شأن اتفاق لإطلاق سراح الرهائن لا يعني تعليق الحرب في غزة.

وأضاف غالانت في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية أن "أية مفاوضات مع ’حماس‘ لن تتم إلا تحت إطلاق النار".

على الجانب الآخر قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في بيان اليوم الأربعاء، إن الحركة ستتعامل "بجدية وإيجابية" مع أي اتفاق لوقف إطلاق النار يرتكز على الوقف الكامل للحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وتبادل للرهائن الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين.

وجاء في البيان أن "الحركة وفصائل المقاومة ستتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف العدوان بشكل شامل، والانسحاب الكامل والتبادل للأسرى".

وأعلنت إسرائيل بدء عملية عسكرية جديدة ضد حركة "حماس" في وسط قطاع غزة اليوم الأربعاء، وقال مسعفون إن عشرات الفلسطينيين قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية، مما يعقد المحادثات المتوقعة بين الوسطاء في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأوضح مسؤولو قطاع الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 44 فلسطينياً قتلوا في ضربات شنها الجيش الإسرائيلي، على مناطق بوسط القطاع منذ أمس الثلاثاء.

يأتي ذلك بينما قال الوزير الإسرائيلي المنتمي لليمين المتطرف إيتمار بن غفير اليوم الأربعاء إن حزبه، وهو حزب القوة اليهودية، "سيعرقل" الائتلاف الحاكم لحين إفصاح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تفاصيل اتفاق محتمل بشأن هدنة في قطاع غزة في إطار جهود جديدة للتوصل لوقف لإطلاق النار.

ولا يزال ائتلاف نتنياهو يتمتع بأغلبية في الكنيست لكن ما نشره وزير الأمن الوطني على "إكس" يسلط الضوء على انقسامات عميقة في حكومة إسرائيل في وقت الحرب.

غارات لا تتوقف

وقالت آية (30 سنة) وهي نازحة من دير البلح "أصوات الغارات الجوية لم تتوقف طوال الليل".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته تقصف أهدافاً لحركة "حماس" في وسط غزة، بينما تنفذ القوات البرية عمليات "بطريقة مركزة بتوجيه من الاستخبارات" في منطقة البريج، أحد أقدم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء في بيان للجيش أن "قوات الفرقة 98 بدأت حملة دقيقة في مناطق شرق البريج وشرق دير البلح فوق وتحت الأرض في الوقت نفسه".

وأفاد سكان بأن القوات الإسرائيلية نشرت دبابات في البريج، وقصفت الطائرات والدبابات مخيمي المغازي والنصيرات القريبين، وكذلك مدينة دير البلح التي لم تتوغل بها الدبابات.

وقالت آية لـ"رويترز" عبر تطبيق للتراسل "كل مرة يثار فيها حديث عن هدنة، يستخدم الاحتلال مدينة أو مخيماً كوسيلة ضغط، لماذا يدفع الآمنون الثمن؟".

محادثات لوقف إطلاق النار في الدوحة والقاهرة

وأضافت آية، مثل كثيرين في قطاع غزة، إن السكان متفائلون إزاء التقارير التي وردت في وسائل الإعلام الرسمية المصرية عن أن مسؤولين من الولايات المتحدة وقطر ومصر سيجتمعون في الدوحة اليوم الأربعاء في محاولة للدفع من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، سيتضمن أيضاً إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان للصحافيين أمس الثلاثاء، "ننتظر رد ’حماس‘" عبر الوسطاء القطريين، في إشارة إلى اقتراح وقف إطلاق النار الذي كشف عنه الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة الماضي.

وأكدت قطر أمس الثلاثاء أن الاقتراح أصبح الآن أقرب بكثير إلى مواقف الجانبين.

وذكرت "حماس" أنها تنظر إلى بنود الخطة بإيجابية، وانتقدت واشنطن لما قالت إنه محاولات لإلقاء اللوم على الحركة في عرقلة الخطة.

لكن متحدثاً باسم "حماس" التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007 أكد مجدداً أمس، أن الحركة لا يمكنها الموافقة على أي اتفاق ما لم تلتزم إسرائيل بوضوح بهدنة دائمة وانسحاب كامل من غزة. فيما تقول إسرائيل إنها لا تستطيع أن تفعل ذلك إلا بعد القضاء على الحركة.

ويقول مسؤولون أميركيون إنه من المرجح أن تقبل إسرائيل الخطة بما أنها خطتها. وترى قطر أن إسرائيل عليها أن تصدر موقفاً من الخطة يمثل الحكومة بأكملها، في إشارة إلى معارضة أطراف في الحكومة لهدنة من أي نوع.

 

ووصل اليوم الأربعاء أيضاً وفد من حركة الجهاد الإسلامي إلى القاهرة، للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار وفقاً لما أعلنته الحركة في بيان. وأضافت أن الوفد الذي يترأسه الأمين العام للحركة زياد النخالة سيناقش مع وسطاء مصريين سبل "وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وجهود إدخال الإغاثة إلى القطاع".

وأجبرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الجديدة على وسط قطاع غزة بعض الأسر على ترك منازلهم في المغازي والبريج، والتوجه صوب دير البلح التي تؤوي بالفعل مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من العنف في مناطق أخرى بالقطاع.

وأصدر الجيش الإسرائيلي تحديثاً عن رفح التي اجتاحتها قواته خلال الشهر الماضي، فيما وصفه الجيش بأنه عملية محدودة للقضاء على آخر كتائب "حماس" بعد ثمانية أشهر من الحرب في القطاع.

وقال الجيش "عثرت القوات على وسائل قتالية وقضت على مخربين مسلحين عملوا في منطقة قريبة وشكلوا تهديداً".

وكانت رفح التي تقع جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر تؤوي نحو مليون نازح، فروا من الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى مناطق أخرى في القطاع، واضطر معظمهم إلى الفرار مجدداً بسبب توغل القوات الإسرائيلية بالدبابات.

وقال سكان في رفح إن دبابات إسرائيلية نفذت هجمات في وسط المدينة وفي عمق غربها قبل التراجع إلى الشرق والجنوب مجدداً.

وأصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مناشدة جديدة اليوم الأربعاء عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، طالبت فيها بوقف إطلاق النار.

وقالت "الحرب في غزة قلبت حياة ملايين الفلسطينيين رأساً على عقب، وألحقت أضراراً كارثية بالبيئة التي يعتمدون عليها في الحصول على الماء والهواء النظيف والطعام وسبل العيش. إن استعادة الخدمات البيئية تتطلب عقوداً من الزمن، ولا يمكن البدء بها إلا بعد وقف إطلاق النار".

وتعهدت إسرائيل بتدمير "حماس" من خلال الحملة العسكرية التي أطلقتها على قطاع غزة، بعد أن نفذ مسلحون من الحركة هجوماً على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ووفقاً لإحصاءات إسرائيلية، فقد أسفر هجوم "حماس" عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة، لا يزال نحو 120 منهم في قطاع غزة.

وتقول السلطات الصحية في القطاع إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أودت بحياة أكثر من 36 ألف فلسطيني، إضافة إلى آلاف لا يزالون تحت الأنقاض.

المزيد من الشرق الأوسط