باعتبارها محطة هامة للسياحة الأوروبية، سعت تونس إلى بناء علاقات جيدة مع المؤسسات السياحية الكبرى والعمل على إبقاء حجم المشاكل التي تعترض علاقاتها بتلك المؤسسات ضمن الحد الأدنى، ما جعل العلاقات مع هذه المؤسسات ودية إجمالاً وأعطى انطباعاً جيداً عن السياحة التونسية.
وفور تناقل وسائل الإعلام خبر منع السياح من مغادرة الفندق، تحرك وزير السياحة التونسي رينيه الطرابلسي (أو روني الطرابلسي) وسمح للسياح بالمغادرة وبدأت وزارته بالبحث عن حلول لتمكين المؤسسات الفندقية التونسية من تحصيل مستحقاتها المالية لدى شركة "توماس كوك".
وأوضح الطرابلسي لوسائل الإعلام أن وزارة السياحة على علم بالأزمة التي تتعرّض لها "توماس كوك" منذ أسبوع وتمّ إرسال خلية أزمة للمعالجة، فضلاً عن فتح قنوات اتصال مع السفارة البريطانية في تونس بشأن الموضوع ذاته.
وأشار إلى أن شركة "توماس كوك" أوفت بالتزاماتها المالية تجاه الفنادق والمؤسسات السياحية التونسية إلى حدود شهر يونيو (حزيران) الماضي، وأنّ تأخر الدفع عائد إلى شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خسائر بحوالى 70 مليون يورو
عواقب وخيمة
وستكون للأزمة الناتجة من إعلان العملاق السياحي "توماس كوك" إفلاسه، عواقب وخيمة على وكالات السياحة والسفر التي تتعامل معها والتي ستتكبد خسائر كبيرة جداً، بخاصة أن تونس تستقبل حوالى 150 ألف سائح سنوياً عبر تلك الشركة السياحية البريطانية، يأتون من 10 وجهات أوروبية من بينها إنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا. وسيهزّ إلغاء الحجوزات وضعية هذه المؤسسات لأنها تبني برامج عملها على أساس الحجوزات المؤكدة لديها، وتدفع مبالغ مالية للفنادق لضمان الحجوزات للسياح.
وتعليقاً على الحدث، اعتبر الإعلامي جمال العرفاوي أن تأثير إفلاس "توماس كوك" سيكون مؤقتاً وعابراً، مشيراً إلى أن السياحة التونسية ليست مرتبطة حصراً بهذه المؤسسة بل تتعامل مع عدة وكلاء سياحيين كبار في العالم. لكنه نبّه إلى أن خسارة السياحة التونسية لا تنحصر فقط في عدم سداد مستحقات الفنادق بل بخسارة حجوزات 150 ألف سائح كانوا سيزورون تونس في الأشهر الثلاثة المقبلة وسيساهمون في إنعاش السياحة الصحراوية التي تزدهر بعد موسم الصيف.
وأوضح أن هذه الأزمة جاءت في فترة بدأت السياحة التونسية تستعيد نشاطها وإشعاعها وفي ظرف غير مناسب للاقتصاد التونسي، لكن السياحة التونسية تمتلك تجربة كبيرة في التعاطي مع الأزمات وعلى امتداد السنوات الـ30 الماضية، إذ شهدت أزمات عدة منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990 ثم أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 والهجمات الإرهابية التي شهدتها تونس (متحف باردو ومنتجع سوسة والاعتداء على الحرس الجمهوري) في السنوات الأخيرة.